|
التلويح بعصا الأجنبي !! حمزة الشمخي هكذا وصل بنا الحال ، أن نطلب من الأجنبي لكي يحمينا من جيراننا ، ومن المعروف أن الجار هو الذي يحمي جاره ويساعده في أيام الشدة والضيق ، وخاصة الجارالقريب ، فكيف إذن نطلب المساعدة من الأجنبي الغريب ؟ ولكننا سمعنا وشاهدنا الرئيس العراقي جلال الطالباني من خلال شاشات التلفاز ، يطالب القوات الأمريكية والأجنبية الإخرى المتواجدة على أراضينا ، للبقاء سنتين إخريتين في العراق ، من أجل تخويف الجيران على حد قوله !! ، ومحاربة الإرهاب وإستتباب الأمن والإستقرار هذا التلويح بعصا الأجنبي ليس غريبا على منطقتنا ، حيث سمعناه سابقا ، في أكثر من مناسبة وفي أكثر من بلد عربي عندما يتنازع مع البلد العربي الآخر ، حول ترسيم الحدود أو القضايا والملفات الساخنة الإخرى ونسمعه اليوم بكل وضوح في العراق للإستغاثة من بعض الجيران ، والمقصود هنا في مقدمة الجيران هما سورية وإيران ، لعدم سيطرتهما على حدودهما مع العراق أمام الزمر الإرهابية الوافدة من البلدان العربية وغيرها، إضافة الى سكوتهم على ما يجري في العراق من قتل وخراب وتدمير وكذلك نسمع ذات الصوت العربي من لبنان ، حيث طالب اللبنانيون وبقوة ، أن يتم التدخل الدولي في عملية الكشف عن معرفة وحقيقة من يقف وراء إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، وهذا ما تم بالفعل لقد جاء المحقق الدولي ميليس وفريقه الى لبنان ، وأخذ يتحرك من دون قيود أوشروط ، ويحق له أيضا أن يدخل في أي مكان يريد ، ويستطيع أن يستجوب أكبر شخصية في لبنان أو سورية ، وكل إلأبواب التي كانت مغلقة ، قد فتحت له من دون شروط ومعوقات تذكر . فهل يتحقق هذا لو كان القاضي الألماني والمحقق الدولي ميليس ، لبناني أو عربي ؟؟ ، والجواب طبعا لا يحتاج الى الكثير من التفكير فكم يشعر المرء بالمرارة ، عندما يصل بنا الحال ، أن نطلب من الأجنبي ، حتى لو كان محتلا لأراضينا أن يبقى فيها ، لكي يحمينا من الجيران العرب والمسلمين ؟ ومتى يأتي ذلك اليوم الذي لم ندع المجال للأجنبي ، أن يتدخل في شؤوننا ويحتل أراضينا ، بسبب عجزنا عن حل مشاكلنا بأيدينا من دون تدخل الغير ؟ والى متى نبقى نلوح بعصا الأجنبي فيما بيننا ؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |