ألأرهاب الثقافي

جواد كاظم خلف

 

تعددت ألأسباب والأرهاب واحد!إرهاب غذائي ودوائي عبر الحصار،إرهاب نووي، نفسي ، ديني، سياسي  ، جنسي .... نصل إلى ألأرهاب الثقافي..الخ

في عام 1982 وصل أحد عرفاء الجيش لاجئآ إلى أيطاليا  وهاربآ من قادسية قائده... في البدايه كان يتكلم عن طريقة تدريبه للجنود وحزمه وتفاصيل حياته العسكريه التي لم تجذب أحدآ بل العكس !أنفض عنه الجمع العراقي في روما.... بدأ المسكين يكتشف إن لغة قومه هنا هي من نوع آخر، التحدث بالثقافه، شعر ، كتب أدبيه ،تأريخ ،سياسه !، فلسفه....الخ ، المهم أن لايذكر أنه كان عريفآ!لتمشية أموره.... بدأ محاولآ الحديث بالتاريخ مفتتحآ أحاديثه ببطولات ,, خفاجه،، في حرب الشمال!!... عاد الموضوع على صاحبنا بأوخم العواقب... هذه المره الكل قاطعوه!.

المهم حاول عند مصادفته لأحدهم من سيئي الحظ ! أن يؤثر بأذن سامعه من خلال تدعيم أقواله و,, تحليلاته،، بالأمثال الشعبيه والحكم ومما يحفظه من آيات وأحاديث نبويه وغالبآ كان المستمع لسوء الحظ مسيحي أو صابئي !  وعندما يتحدث عن واقعة كربلاء بطريقه عاطفيه لم يكن الحال أفضل فالمستمع , سني!، أما علاقته  بالأيطاليين فهي مع وقف التنفيذ لأنه ,, ولا طكه،، لغويآشرح له أحد الطيبين من ,, أولاد الحلال،، طبيعة حياة ألأرض الجديده وأهتمامات أبناء جلدته ممن سبقوه فيها وأوضح له إن الثقافه منظومه فكريه متكامله وسلوك وقدره على التحليل وشئ من علم المنطق وتسلسل تأريخي مع نظره فلسفيه للفرد ذاته ليتميز بعض الشئ ويقدم الجديد والمفيد...الخ، عريفنا ما إن سمع بكلمة فلسفه حتى بدا الشر في عينيه وبدأ   يشتم ذاك اليوم الذي جاء به مع المجانين هنا ليتفلسف وختم غضبه بالندم..هاي تاليها ماعدك ياعريف سلمان غير حجي خرط  وسوالف مخابيل!!.... بمرور الوقت أصبحت الوحده قاسيه وفكر بنظم الشعر مع أحترام التقاليد، ألأيطاليه طبعآ !لأن أي شعر ينتهي ب,, هوسه،، تنتهي به إلى الشرطه!لأنهم لايفهمون ألأهازيج..... بذل جهدآ في كتابة بعض ألأشعار خلال أيام قصيره ، وجد من يطبع له على عدة وريقات ووزعها على بعض العراقيين وتردد بكثره على مقهاهم  ليرى رد الفعل ، لم يطل ألأمر حتى  قام أحدهم بتوزيع جريده عراقيه ،صغيره ومتواضعه .....تلقفها سلمان وراح يبحث فيها ربما عن قصيدته، أنفرجت أساريره...آه  ياسلمان ألآن فقط فهموا من أنت؟...كلام رجال وليس فلسفه!....فتح عينيه جيدآ ليقرأ.... باب نقد الشعر!...الناقد ضياء، المهم وجد في نقد ه وأقواله مالم يقله مالك في الخمره!الجماعه ينظرون إلى عريف سلمان بنظره فيها مزيج من  ألأستخفاف والشفقه!  ...نهض من مكانه ، سألهم من يكون ضياء هذا؟!وصفوه له بكونه ضعيف البدن ، يحب المزحه ولم يتعارك في حياته،سلمان لم يهدأ بل أنطلق باحثآ عنه في ساحات روما!هذه القضيه لو في العراق ياسلمان تتطلب , مشايه وفصل،، ، أنا عريف سلمان ينتقدني هذا ,, اللي حتى شواربه مزينهن!،،أنا أعلمك وأنعل أبوك لابو الفلسفه!....ولك شنهو ثقافه  جدي كان يرفع البيرغ على ألأنكليز أنت شنهي ياضياء!... في مساء نفس اليوم تراءى له ضياء من بعيد ، هرول عريف سلمان نحوه وأمسك برقبته  بينما سيطر الخوف والرجفه على ضياء، ها ولك  أريد أشوف إنت من ياعشيره، إنت تحجي على قصايدي؟!... بعد توسل ضياء وأعتذاره وتعهده بأنه لن ينقد شعر عريف سلمان بعد ألآن هدأت روح عريفنه!ي أوساطنا هناك من يمارس ألأرهاب على عقول الناس ، فأستخدام مترادفة ملحد ,, وهي شتيمه في الشرق وألغاء للفرد بينما الغرب يعتبرها   خيار أنساني يجب أحترامه،،...وعلماني ، سلاح غير نزيه ولايمت للواقع بصله ، فليس هناك مايمنع أن يكون المتدين علمانيآ ، لكم دينكم ولي ديني ولا أكراه في الدين ....الخ

 المشكله ليست في الدين بل بنوعية البشر،  مثال، كتاب يقرأه عشرة أشخاص، أربعه لايفهموه وثلاثه يفهموه بشكل خاطئ  وثلاثه فقط ممن يعقله...في الدين ذات الشئ ، قدرة أستلام المعلومات متفاوته ولذلك يكون هناك المتسامح والأرهابي والمتشدد المتزمت بعد قراءة نفس النص!....لايجوز حصر عقل ألأنسان وتغييبه بأستخدام وسائل لاتمت لاللثقافه وللأنسانيه ولاللدين بصله !كل شئ قابل للجدل ومن حقي أن أشك بأي من المسلمات لأن هذا الحق هو الركيزه ألأولى للأيمان ولتطور المجتمعات....ومن لايشك لاعقل له وكفانا إرهابآ فكريآ!!

 


 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com