قصد بدوياً مدينة
بغداد لابتياع
بعض حاجياته
الضروريّة , فنزل
عند بيت قريب له
كان قد هجر
الصحراء منذ عهد
بعيد و استوطن في
العاصمة
العراقيّة
للينتمي الى ما
يسمّ بالحرس
الجمهوري ابان
حكم الرئيس
المخروع , عفواً
المخلوع صدام .
و من واجب
الضيافة في مضارب
البدو في الصحراء
أن يذبح البدوي
جملاً أو خروفاً
و يدعوا جميع
أهله و جيرانه
للوليمة احتفاءً
بالضيف القادم ,
اذاكان هذا الصيف
رجلاً مهمّاً
يستوجب الاحتفاء
به و المبالغه في
تكريمه .
امّا في المدينة
فالضيافة تختلف
عمّا هي عليه في
الصحراء ,
فغالباً ما تتم
في البيوت بدعوة
الضيف و مرافقيه
لوحدهم , ولمّا
كان ( المعزّب )
المضيف المتمدّن
اعزباً و لا يوجد
لديه عائلة ( غير
متأهّل ) ولا
يجيد فن الطبخ
لذا قرّر ان يأخذ
قريبه البدوي الى
مطعم من المطاعم
الفاخرة حيث
الاضواء
المتلئلئة
المنبعثة من
الشموع الموضوعة
على طاولات
المائدة و حيث
المقاعد الوثيرة
و الموسيقى
الهادئه التي
تختلف عمّا
تعوّده البدوي من
الاستماع الى عزف
الربابة و كلمات
السويحلي التي
يردّدها (
الشعّار ) و هو
يعزف على ربابته.
قدم ( البوي )
النادل و معه
قائمة المأكولات
المعدّة من قبل
امهر الطبّاخين.
اشار البدوي
لصاحبه المتمدّن
بأن يطلب له حسب
رغبته لانّه لا
يعرف عن طبخات
المدينه و
اسمائها شيئاً
يذكر.
المهم قدم النادل
بالمأكولات
المتنوّعة , و
بعد أن شبع
الاثنان مّما لذّ
و طاب و احتسوا
الشاي المهّيل
بدل القهوه
العربيّة التي
تقدّم بالمضائف
البدويّة , بعدها
اخذه ( المعزّب )
مضيفه الى ملهى
ليلي يقدم لوحة
استعراضية على
انغام آلة
القانون
الموسيقية .
ولمّا لم يكن
للبدوي سابق
معرفة بآلة
القانون , لذلك
سأل صاحبه
المتمدّن عن هذه
الآلة و عن ماذا
تسمّى فأجابه
صاحبه انّها آلة
القانون
الموسيقيّة.
و بعد مرور
ساعتين على
انتصاف الليل قفل
الاثنان راجعين
الى البيت ودخلوا
فراشيهما و ناموا
نوماً عميقاً حتى
الصباح ليستفيقا
و يفطرا و
ليودّعا بعضهم
بعضاً حيث ذهب
المتمدّن الى
عمله و ليذهب
البدوي لابتياع
حاجياته التي قدم
الى المدينة من
اجلها.
و في الطريق الذي
لم يعتاده البدوي
ولم يألفه , عبر
البدوي الشارع من
غير المناطق
المخطّطة و
المخصّصة المسموح
بها لعبور المشاة
, واذا بشرطي
المرور يقبض عليه
لتحرير غرامة
مخالفة المرور ,
ولمّا امتنع
البدوي عن اداء
الغرامة سحبه
الشرطي الى
المخفر ليودع
التوقيف وفق ما
نصّ عليه قانون
المرور .
فعندها تذكّر
البدوي ألة
القانون
الموسيقية التي
رآها ليلة الامس
و هو في احسن حال
من الراحة و
المرح وقارن هذه
الآلة الموسيقية
بقانون المرور
الذي و ضعوه وفقه
صباح اليوم
التالي بالتوقيف
قائلاً :
( عفية ولاية
قانونهه بالليل
يدكون بيه , او
بالنهار يحكمون
بيه ) أي يا لهذه
المدينة التي
يعزفون على
قانونها بالليل
ليحكموا به في
النهار .
و ألآن عزيزي
القارئ الكريم:
الدستور هو
مجموعة من
القوانين
المدوّنه من قبل
مجموعة من
الخبراء بعد
دراسته و اقراره
لتسيير امور
الحياة و
العلاقات بين
الافراد و بين
الدول و تنظيم
هذه العلاقات و
فض المنازعات
....الخ .
و للصحراء ايضاً
قانونها وان كان
غير مدوّن الا
انّه متّفق عليه
و معروف كأعراف و
( سنينات ) سنن
عشائرية و قبلية
بين تلك
المجتمعات .
و نحن عموماً
كمجتمعات بشرية
تؤطّرنا الدولة
التي تحوي المدن
و القرى و
الارياف بما فيها
البادية كنا قد
تعودنا ( ليس في
العراتق فحسب )
بل في غالبية
دولنا العربية و
الاسلامية و
الشرق اوسطية ,
تعوّدنا انّ
مجموعة القوانين
او الدستور تسنّه
السلطات الحاكمة
التي استأثرت
بالحكم و اقصت
ألآخرين عن طريق
القوه الجبرية
سواء كانت هذه
القوة اتت عن
طريق الانقلاب او
عن طريق الوراثة
.
( الم يقل صدام
حسين : و كررها
مراراً على ابناء
الشعب العراقي و
من خلال شاشات
التلفزيون و
الاذاعة و
الصحافة : بأن
القانون بايدينا
مثل المطّاط ,
نعمله كيفما نشاء
) ؟ هل كان حكم
صدام حسين ( هذا
الذي ملئ ايتامه
و مرتزقته الدنيا
صراخاً و ضجيجاً
, فاقاموا الدنيا
و لم يقعدوها )
هل كان حكمه
دستورياً ؟ واذا
كان دستورياً فمن
الذي شاركه
بصياغة هذا
الدستور ؟ هل
الخطوة التي قام
بها حاكم اكبر
دولة عربية قبيل
الانتخابات
الاخيرة بالغاء
دور المنضمات
الشعبية و مؤسسات
المجتمع المدني
في المراقبة
والاشراف على
الانتخابات في
تلك شقيقتنا
الكبرى كانت خطوة
دستورية ؟ هل
وراثة الدكتور (
ألطبيب ) لوالده
الرئيس العربي
الراحل و الذي
نكن لروحة كل
المحبة و
الاعتزاز و
الاحترام هل كانت
هذه الوراثة التي
فتحت الباب على
مصراعيه للوراثة
الجمهورية لاول
مرة بالتأريخ ...
هل كانت دستورية
؟ ايّة انتخابات
دستورية اتت لنا
بالعقيد المعتّق
و الرئيس المخضرم
في دولتنا
الجماهيرية
العربية سابقاً
الافريقية لاحقاً
؟ و ليضرب لنا
مثلاً يستحق به
الدخول الى
موسوعة كينس
للارقام القياسية
كصاحب اكبر رقم
قياسي في الجلوس
على عرش الرئآسة
, حيث عاصر عهود
الاولين و
الآخرين ؟ اي
دستور و ايّة
دستورية تطبّق في
ممالكنا العربية
التي ينص شعارها
الثالوثي على :
( الله , الملك ,
الوطن ) ؟ .....
فاين هو الشعب ؟
فالله هو خالقنا
, و الملك هو
الذي امتلك هذا
الشعب المستعبد
له , امّا الوطن
فهو عبارة عن
اقطاعيّة مملوكة
للملك المعظّم او
المفدّى ... الخ
.
و ليذهب االشعب
الى جهنّم و بئس
المصير .
و لربّ قائل لي :
و ما دخلك انت
بموضوع هو من
اختصاص دول لا
تنتمي انت اليها
؟ فاجيبه :
انا حالي من حال
السيد عمرو موسى
( مافيش حد احسن
من حد ) ؟ اكرّر
: ما فيش حد احسن
من حد ؟ فكما هو
( عمرو موسى )
غييور على مصالح
الامة العربية ,
انا ايضاً افتخر
بانتسابي لقوميتي
العربية التي
اغار عليها و على
عروبة عراقيتي ,
ولكن هل عندكم يا
سادة يا كرام
دستور مكتوب
كمسودة دستورنا
الذي لا ندّعي
انّه مكتمل و
خالي من النقص,
بل هو خطوة على
الطريق , وقابل
للتصحيح و
الاضافة
مستقبلاً.
شاركت به
الاغلبية من كل
الجهات تقريباً
لكتابته , ولهذا
اتت مسودّة هذا
الدستور توافقية
بعد تنازلات من
غالبية الجهات
المشاركة فيه
لاجل الصالح
العام للوطن و
للمواطن العراقي
.
واخيراً عزيزي
القارئ الكريم:
اوجّه ندائي الى
السادة المناضلين
:
الدكتور اياد
علاّوي
السيد حازم
الشعلان
السيد فلاح
النقيب
السيد مشعان ركاض
الجبوري
السيد الكهربائي
( الايسي ...
ديسي ) ايهم
السامرائي
.....الخ :
وردتنا اخبار
تحضيركم لمؤتمر
يعقد في عاصمة
العروبة والاسلام
( عمّان التي
نفتخر بها نحن
العرب و المسلمين
لانها طردت
السفير
الاسرائيلي
وانزلت علم دولته
و قطعت العلاقات
مع هذه الدولة
المعادية .
المؤتمر المزمع
عقده هو للتحضير
لخوض الانتخابات
المقبلة في
العراق , وبما
انكم استأذنتم
منقذة البشرية و
صاحبة اكبر جمعية
خيرية لاغاثة
الانسانية في
العالم , الا وهي
امريكا الرؤوفة
الرحيمة , فوافقت
بعقدكم هذا
المؤتمر في عمّان
العروبة بدلاً من
بغداد .
و بما انكم
تملكون رصيداً
جماهيرياً لم يأت
اعتباطاً , بل
اتى بجهودكم
الجبّارة
بأرجاع اكبر عدد
من المناضلين
البعثيين الى
كافّة الوزارات و
الدوائر الرسمية
العراقيّة ,
واعطائهم الامان
بعد ان كانوا قد
فروا هاربين الى
الجحور العفنة مع
سيدهم جرذ العوجه
فاطمأنوا بكم و
لاذوا بدفاعكم عن
مصالحهم فكنتم
خير خلف لخير سلف
.
وبما ان الشعب
العراقي بكافّة
قطّاعاته عاشقاً
و مغرماً من
الدرجة الاولى
لهذا الحزب
العظيم حزب
الجماهير العربية
حزب العبث
الاشتراكي .
ولهذا اقولها لكم
بكلّ ثقة :
( لقد لعبتم
بالجعب اليغلب ,
و جبتم نقش
العوافي و
ستفوزون بجدارة :
سيروا الى الامام
و كلّ البعثيين
العفالقة
البكريين و
الصدّامين من
ورائكم جنود
مخلصين .
و دمتم لاخيكم :
بهلول الكظماوي
امستردام في
12-9-2005