|
الزانون بالكلمات!! حاتم عبد الواحد غير آبهين بدمع السيسبان، ولا خجلين من روث كلماتهم الخنثى، ولا مستنكفين من رائحة الزهري التي تفوح في مكاتبهم، تبارى لصوص الكلمات في ابراز مواهبهم التي لا تقوى الا على تزوير الحقيقة، والامتداد الى اموال اليتامى وعقول الاغبياء لتحويل الفاعل الى مفعول به، والجلاد الى ضحية. لم توقد في نهر دجلة الف شمعة مرة واحدة الا في يوم جسر الائمة، ولم تقضم غصن العراق الف جرادة في يوم واحد الا في يوم جسر الائمة!! بينما كان الشهداء يسجون في تابوتهم المائي كان زناة الكلمة يتباهون بفروجهم المكشوفة لفوهات الدبابات الامريكية وفوهات الضغائن المذهبية تحت سقف الجمعية الوطنية في حفلة سبربتيز دامية ضحيتها الاولى والاخيرة هو الشرف العراقي والانسان العراقي والتاريخ العراقي العملاق، كان هؤلاء الزناة يدبجون سطورا يسمونا الدستورالعراقي الدائم ولو اتعظوا مما جرى في العامين الماضيين لسموا تلك الكلمات (التنورالعراقي الدائم). الشهداء في تابوتهم المائي والرزامون الذين تحولوا بقدرة قادر الى رؤساء تحرير صحف ومجلات يستنجدون بكل من يعرف رصف كلمتين جنب بعضهما البعض ليكتب لهم افتتاحية عنترية يفتحون ستارتها بسيف ابي زيد الهلالي ويرتقون مؤخرتها بسيف ابي زيد الهلالي، ليس استنهاضا للنخوة ولكن اشباعا للنزوة، فالحرف عند هؤلاء مثل ورقة جوكر بيد مقامر افلس على المائدة الخضراء، ومثل امرأة فاتنة امام مخصي! الشهداء في تابوتهم المائي والفضائيات تلعلع باسماء منكرة تستضاف على طاولاتها محللة الحدث وفق اسعار البورصة، فاذا كان الممول سعوديا فالذين قتلوا الناس الابرياء فوق جسر الائمة هم من فيلق بدر، واذا كان الممول ايرانيا فالذين قتلوا الناس فوق جسر الائمة هم جماعة الزرقاوي وحارث الضاري وصدام حسين، واذا كان الممول امريكيا فالذين قتلوا الناس هم من الافغان والعرب المتسللين الى العراق، واذا لم يكن هناك أي ممول فالناس ماتوا فوق جسر الائمة بسبب سوء الادارة وفساد اجهزة الدولة وعلى الجميع ان ينتفوا لحية الجعفري ولحية الدليمي ولحية صولاغ، لانهم وافقوا على صعود مليون مؤمن بقارب منخور اسمه الحكومة الانتقالية. الشهداء في تابوتهم المائي، واللاعبون على حبال الوطنية في مكاتبهم يرشفون البيرة الالمانية ويشطبون الاسطر المسطرة على اوراقهم لانها اسطر بلهاء وعمياء لاتميز بين الحرية الحمراء والغرف الحمراء، ولا تضع خطا فاصلا بين بياضين، بياض الايمان وبياض الاكفان ؟؟ الشهداء في تابوتهم المائي، ومدافع البلاغة والبيان لم تسكت على جميع الجبهات، جمل تقذفها افواه نتنة لا تميز بين الفِرج والفَرج ولاتعرف عن ابي حنيفة الا انه شيعي مرتد ؟؟ ولا تعرف من وجودها الا انها تعيش لتاكل من لحم ابناء جلدتها وتشرب من دمائهم، ولا غرابة في ما يحدث لان شرف الكلمة مهتوك ومستباح بعد ان اصبحت اللغة السائدة والمسموعة هي لغة الرصاص! الشهداء في تابوتهم المائي ونقابة الصحفيين العراقيين منشغلة بصرف هويات العضوية لجيش من المطيرجية والقفاصة وسماسرة علب الليل ؟؟ وانا شخصيا عشت هذه المأساة عندما عملت في جريدة يسميها من استولى عليها (صحيفة لند نية)، بعد ان قذف بصاحبها الاصلي في معسكرات الجيش الامريكي، ففي هذه الصحيفة يعاد طبخ مقالات الانترنيت مع بعض التوابل ويكتب على راس الخبر : خاص من فلان الفلاني في بغداد المحتلة، والحقيقة ان فلان الفلاني لا يعرف كتابة اسمه ولايجيد شيئا سوى الوقوف يوم الجمعة في سوق الغزل في بغداد ليبيع (الكومرلي) ويشتري (الزيراي) وهما نوعان من الطيور المنزلية التي يربيها هواة الطيور في المدن العراقية، بل ان المستولي على هذه الجريدة تطرف اكثر عندما نشر في موقع كتابات قبل ايام افتتاحيته التي قال فيها ان مراسل الجريدة في بغداد اتصل به مباشرة من موقع مأساة جسر الائمة ونقل له ما حدث تفصيليا ولكنه لم يرينا اية صورة تنفرد بها صحيفته التي لو احصينا عدد (الانفرادات) التي نشرتها في اعدادها التي لاتتعدى المائة منذ صدورها الى الان لكانت تفوق (الانفرادات) التي حققتها يواس أي تودي في كل تاريخها، فاي مهزلة هذه؟؟ الشهداء في تابوتهم المائي، واحد الضباط برتبة مقدم يتخذ لقب العسكري لازمة لاسمه يطل علينا محللا ما حدث بطريقة تقترب من الخرافة معتقدا ان الناس سيصدقونه ما دام لقبه (العسكري) ظانا انهم سيعدونه من ذرية الحسن العسكري عليه السلام!! وربما نسي هذا العسكري انه سرق موجودات جامعة البكر في الوزيرية وفتح بها مكتبا للطباعة والتنضيد في الكرادة ومن هذا المكتب كانت تصدر جريدة الدستور التي يراس تحريرها باسم الشيخ وجريدة العمل الاسلامي وجرائد اخرى تكذب على الناس وتستغل ضميرهم المؤمن. الشهداء في تابوتهم المائي ونحن مدرعون بتروس السلاحف ومدججون بمخالب السلاحف نعض بعضنا بعضا من اجل لحظة زائفة ورضا لايرضاه الشرفاء، ونحلم بمنصب نستطيع من خلاله ان نخون بلادنا ونسرق خيراتها تحت قناع الوطنية. الشهداء في تابوتهم المائي،ونحن لانعرف لماذا نعيش ولماذا مات هؤلاء المؤمنون ؟؟ ومتى تنتهي مسرحية الكذب المدماة، وهل بالامكان ان نشيد متحفا نضع فيه المقتنيات التي ضاق بها جسر الائمة لتكون شاهدا على سفالتنا ووضاعتنا ؟؟ فاحذية الشهداء اطهر من اقلامنا وورقنا، وبقايا طعامهم تصلح افطارا شهيا للعراقيين الذين صاموا الدهر ليفطروا على الدم. الشهداء في تابوتهم المائي، ولصوص الكلمة وزناتها يتبجحون بروث كلماتهم بدل ان يقولوا للناس كل الناس : لا تثقوا بما نقول فنحن خائنون.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |