|
رسالةٌ إلى علي .. أمير عبد الحسين الخفاجي العراق/ذي قار / قضاء الرفاعي السبت 5 شعبان 1425من الهجرة إليك .. يامن يحن إلى كل يتيم .. ويراف بكل محتاج إلى الرافة .. ويشعر بكل من يحتاج إلى مشاعر الآخرين .. إليك وحدك .. يا علي .. يا من يولد كل لحظة .. ويقتل كل لحظة.. يامن لا يعوضني عن وجهه وجه القمر .. ولا عن ظله ظل الشجر .. ولا عن ماء كأسه ماء المطر ..آه منك أيها الدهر الأثيم .. كيف لم تتحمل عليا .. بينما يمرح في الأرض أصحاب الرايات السوداء .. تبا لك أيها الدهر .. لو تركت عليا للتائهين مرشدا؟!! .. وتبا لك أنت أيضا أيتها الأرض ؟!! .. الم لك حافظا ، ومنذرا ، وهاديا ، ومبشرا ، ونذيرا ؟!! .. ومن مثله جوابا لكل سؤال .. وحلا لكل مشكلة ؟!!.. ولم يكلفك عناءا باقتطاف ما جناه لك من ثمره ، بل كان يجوب الأسواق قائلا (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً)) .. ومع كل ما قدمه لك من خدمات وجهود وتضحية .. لم يرضك هذا السمو .. وهذا العلو .. فأخذت تقللين من شانه ، وتلصقين به التهم .. ولما أذيع انه قتل أبو تراب ، وهو يصلي في المحراب .. تعجب الناس ، وقال قائلهم : " هل كان علي يصلي !!؟ " اهكذا جزاء شخص مثل على ؟!! .. ام مثل علي تكون سمعته هكذا؟!! .. ومن يصلي ، إذن ، إن لم يكن علي من المصلين !!؟.. أنت ، ام امثالك ..أيتها الأرض !! .. لكن الدهر هو الذي أعانك على علي .. فعاش في محنه وحيدا .. يبكي على أعدائه وحده .. ويئن من أعدائه وحده .. حتى تمنى لو انه لم يلتق بهم أبدا.. بل لقد تمنى الموت ؛ شوقا إلى الله اولا ، ومن كثرة ما ملئوا قلبه ثانيا .. لكن لا حبا ولا كرامة .. فقد رفعته السماء مكانا عليا .. وعاش في قلوب المحبين .. وصار أميرا للمؤمنين(( فقط )) وليس أميرا للكافرين .. ورحم الله من قال : تركتُ مدحَ الوصيِّ تعمُّـداً إذْ كان نوراً مستطـيراً شامـلا وإذا استطالَ الشيءُ قام بنفسِهِ ومديحُ ضوءِ الشمسِ يذهبُ باطلا
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |