|
لماذا ينتقمون من العراق الجديد؟ الجزء الأول بعد كل الأحداث الدامية التي مرت بالعراق وآخرها أحتلال التكفيريين القادمين من وراء الحدود، بمساعدة أيتام البعث الصدامي لمدينة تلعقر، والمجازر التي قاموا بها بحق سكانها الآمنيين، على أساس الهوية الطائفية. لابد لنا من وقفة تأمل، كي نفكك هذا الأرتباط العاطفي بين الكثيرين من العرب غير العراقيين، وبين نظام المجرم صدام. يمكننا عند ذلك ان نشخص الكثير من الأسباب وراء هذه الظاهره الشاذة، التي تعزى لعوامل تاريخية وجغرافية واقتصادية ونفسية، مع التباين في حدة تأثير تلك العوامل، حسب البلاد التي قدم منها هؤلاء المجرمين. لتنتج مشهدا شاذا واحدا تجد صداه في أفتخار عوائل هؤلاء بأبنائهم المجرمين وهم يقتلون اشراف العراق وسط سكوت من حكومات بلدانهم امعانا منها في الأستمرار في مخطط قتل طموح العراقيين من اجل بناء مستقبلهم بعيدا عن ارهاب اسلامهم الدموي وعروبتهم الشوفينية التي اقيمت على الدم والسيف وقطع الرؤوس. وانا اكتب هذه السطور، قام البعثيون الصداميون السفاحون، والمتحالفون معهم من السلفيين المسعوريين بجريمة أخرى في الكاظمية والحرية والشعلة لتذهب ضحاياها مئات من الأبرياء العراقيين، ليثبتوا ضراوة حقدهم المزمن والمرضي ضد الأغلبية العراقية، بالسعي الموتور الى قتل المزيد منهم على أساس الهوية المناطقية الطائفية، المهم قتل المزيد من البشر الساعين الى أعمالهم ومكاسبهم،بحثا عن لقمة خبز لهم ولعوائلهم، انهم يقتلون من أجل القتل والترويع وبث الرعب والخوف واليأس والأحباط، وجعل حياة الناس أكثر بؤسا ومرارة وعذابا، في حين يبرر الطائفيون من بعض السنة العرب العراقيين كل تلك المجاز، على انها ردود أفعال طبيعية، ضد هجوم الجيش العراقي على الأرهابيين في تلعفر لتحريرها منهم، واعادة أهاليها المهجرين، ان هذا الخلط والتبرير يساعد القتلة، ويعد عملا تحريضيا، وعلى الحكومة العراقية، وخاصة الجهات المعنية أتخاذ مواقف حدية ضدها، وضد كل الذين يعملون بأتجاه تفعيل أكبر للجريمة ليجعلوا من القتل أكثر متعة، ومن الأنتقام ضد كل مايمت للعراق الجديد أكثر لذه لأشباع وارواء شهوة السادية من خلال هذه العمليات الأجرامية، ليستمروا في طريق اثبات،أضطراب وجدانهم وقسوة قلوبهم وموت مشاعرهم، وسادية ليس لها علاج " سوى تطبيق حد أهل الحرابة عليهم" لرغبتهم العنيفة بالقتل، ثم التلذذ برؤية أهالي الضحايا وهم يتعذبون، ويحملون جثث مقطعة لشهدائهم، أو يبحثون عن اشلاء أجسادهم المتشظية وسط برك من الدماء الزكية. برغم كل هذا الأنتقام الأعمى، نجد من يظهر على شاشات القنوات الطائفية، ليثبت عدم فك أرتباطه بالصدامية بكل أجرامها، وليثبت " ولو بغير حق على سبيل الأطلاق والأستغراق " مرادفتها للسنية متجاوزين ومصادرين لجزء مهم من السنة العرب المسالمين من المتشربين لحضارة المدينة وثقافتها، " ثقافة التعايش في ظل الأختلاف " بعيدا عن الصحراء حيث لا مكان لقيم السلم والتعايش وتقبل الآخر في بيئة يحتقر اهلها كل ما يرتبط للمدنية والحضارة بصلة عندها يكون المختلف بالنسبة اليهم مادة للغزو والقتل والأرهاب والأذلال ليشكل التخوين والتكفير بنى أساسية في الشعور واللاشعور عندهم هذا جعلهم منفتحين لشوفينية البعث وديموغاجية التطرف مما يفسر مشاكسة هذه الفئة لأدلة السمع والبصر والوجدان وشواهد التاريخ القريب، وكيفية الباسهم الباطل لباس الحق، " والعهر الجهادي " لباس " مقاومة شريفة إإ " انها النظرة المشوشة الى الواقع والتعامل معه بالمقلوب، وعقدة المكابرة التي تمنعهم من التسليم بواقع العراق الجديد، عراق المواطنة والعدالة، هذه الكلمات التي لا تجد لها أثرا في قاموس السلفية المجرمة. السؤال هل يمكن غسل أدمغة تلوثت بالولاء لأمثال يزيد وصدام وأعرضت عن الولاء للحسين (ع) ؟ هل يمكن تغيير عقلية من يختار الوقوف مع الطاغية ضد شعب بأكمله؟ هل من دواء لمن أدمن على أعلان الابتهاج في يوم مقتل سبط الرسول الحسين (ع)؟، أذ جعل يزيد من ذلك اليوم عيدا لهم يعيدون فيه حتى يومنا هذا. أما سلفية القوم من خارج الحدود فنظرتهم الى العراقيين، فقد بنيت على اساس موقفهم من نظام البعث، فالعراقي هو الموالي لصدام، اما المعادين له فهم اما "رافضة كفار" أو" كورد انفصاليين " وفي كلتا الحالتين فالاردني والفلسطيني وغيرهما اولى منهم بأرض العراق وخيراته، لتتطور هذه النظرة لاحقا لتعطي تبريرا لصدام في تقتيله للعراقيين، فتوصف مقابرهم الجماعية " بأنها تضم خونة كونهم عارضوا صنمهم صدام " اما عراق اليوم فهو ارض بلاشعب عدا من هم على شاكلتهم من سلفيين تكفيرين او بعثيين صداميين. أنتهى الجزء الأول
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |