|
جهاد الصداميين والتكفيريين! يوسف فضل
لقد حصدت التفجيرات الأخيرة في بغداد وخاصة في مدينة الكاظمية الصابرة ما يربو على المائة وخمسين شهيدأ مظلومأ ومثلهم جرحى ستلازمهم علل طوال حياتهم يعانون من آثارها الفيزياوية والنفسية. وهذا يعني ان ثلاتة مائة عائلة فجعت هذا اليوم. ويعني ذلك بلغة الأحصاء ان ما يربو على 1500 انسان قد نكبوا بشكل مباشر وان عددأ كبيرأ من اقربائهم ومعارفهم قد فجعوا. واذا علمنا ان معظم هؤلاء من الطبقة الفقيرة التي تعيش على عمل رجالها فان الفاجعة ستكون لها ابعادأ مأساوية لا يمكن وصفها من بعيد! ان القتلة الذين اقترفوا هذه الجريمة البشعة لا يمكن توصيفهم بسهولة وبعبارات بسيطة. وليس المهم ان نقف عند وصفهم لأنهم بشر تافهين ويفقدون ابسط خصائص الأنسانية. ان المهم هو التعرف على من يقف ورائهم ويخطط لأعمالهم ويمولها ويجند الأعلام للترويج لها او التشكيك بالدعاوى التي تقام ضدها. ومن ثم ينبري ليصفها بأعمال مقاومة ضد الأحتلال! ان الطائفة السنية بريئة من هذه الجرائم. ولكن هناك مسؤلية تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع العراقي بأن يتصدى لهؤلاء القتلة كما تصدى ابناء الكاظمية الأشاوس هذا اليوم بألقاء القبض على مجموعة ارهابية كانت تعد العدة لأطلاق قذائف على المدنيين العزل وتسليمهم الى قوات السلطة العراقية. ان مثل هذه البادرات ستخنق عمليات الأرهاب في مهدها ويمكن ان تقلصها الى حد كبير. ان تشجيع المبادرات الشعبية واكرامها من قبل الدولة سيكون له اثر طيب على التصدي لأعمال الأرهاب. ان مخططي هذه الجرائم يمكن ان يهدفوا الى احد امرين: الأول: الحاق الأذى بالشعب العراقي بدون تمييز. وهذا رد فعل لما اصابهم من هزيمة امام قوات الجيش والشرطة العراقية. وان مثل هذا العمل يعبر عن هزيمة هذه الشرذمة الباغية وفقدانها لصوابها. الثاني: ان الهدف هو خلق فوضى عن طريق التشكيك في قدرة السلطة على ضبط الأمن وحماية المواطن الأعزل. وان ذلك سيخلق حالة من التذمر ضد السلطة الحالية ويمهد السبيل الى استحواذ الصداميين على السلطة. ويظن مخططي هذه السيناريو ان الشعب سيلجأ لهم كي يستعيدوا الأمن الذي فقدوه. وهذا يعني ان الشعب العراقي سيقبل ويتنازل عن حريته وكرامته وانسانيته من اجل ان يبقوا احياءأ عبيدأ للصداميين. ان هؤلاء الجهلة لم يدركوا ان الشعب العراقي قد انطلق من عقال العبودية وان امرهم قد افتضح وجبنهم قد فشى بين القاصي والداني. ان العراق يحتاج الى وقفة سلطة جادة مع القتلة ومع من يقف ورائهم. وان ذلك لا يمكن تحقيقه من خلال الخطب والتمني والأستنكار والأموال ومزيد من القوة! وان كان ذلك مطلوب وضروري. ان التخطيط الواعي والفهم العميق للساحة يتطلب فريق عمل مؤهل علميأ وسياسيأ وعسكريأ لمعالجة هذه التحديات التي تواجه العراق وتهدد مستقبله.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |