الثمن الباهض للشعب العراقي

 

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

لا يكاد يوماً ينصرف على الشعب العراقي إلا وهناك تفجير أو مفخخة أو عبوة ناسفة أو إغتيال أو قطع لرؤوس فأصبح الشارع العراقي مجزرة يتربص به الجزارين في كل مكان ، مشاهد بشعة وممقتة ومقززة تقشعر منها الأبدان، أجسادٌ تتطاير وأشلاءٌ تتناثر ودماءٌ تنهمر كشلالات وأطفالٌ تتناثر بقاياها في الفضاء المبهم المدوي لانفجاراتٍ ليس لها حدٌ ولاند فأضفى الانسان العادي يترقب موته المحتوم ولا يدري بأي وقتٍ أو بأي فلات ....
ثمن باهض يدفعه العراقيون وباهضٌ جداً لأجل أستقلالهم ونيل حريتهم المصادرة منذ عقود من قبل الطغاة الذين حكموا العراق حكموه بالقتل والرعب والاستهتار بالمقدرات لهذ الشعب المظلوم وما أن آن الآوان أن يستبشر العراقيـين خيراً بزوال أكبر طاغوت حكم العراق حتى أنهالت وإنسابت على الشعب العراقي كل القوى التي كانت تساند صدام آبان حكمه لتجعل من العراق ميدان معركة ضد كافة أبناء العراق بشبابه وشيوخه ونساءه وأطفاله .
من الخطأ أن نتصور بزوال صدام ستزول كل المعاناة للشعب العراقي وحتى عندما دخلت القوات الامريكية الى العراق وكانت تحمل قائمة 55 شخص المطلوبين لم ينتهي أو يتوقف الوضع على هذا النوال فقد كان صدام يمتلك من الأجهزة الأمنية والمخابراتية تكفي للسيطرة على الوطن العربي لا فقط العراق، فقد كانت هذه الاجهزة القمعية لاتتورع بأي شيء بالقتل والخطف والإغتيال وكلها كانت تصب على الشعب العراقي وهناك أدلة كافية لهذه الأجهزة القمعية ......
ففي يومٍ واحد قامت أجهزة صدام بالقضاء المبرم على مدينة حلبجة في شمال العراق وراح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف ضحية مابين شاب وشيخ وأمرأة وطفل وهذا أيضاً الثمن الباهض الذي قدمه الشعب العراقي من أكراد العراق وتهجير المناطق الكردية وإعادة أستيطانها .
ومن الثمن الباهض الذي دفعه الشعب العراقي إنتفاضة الشهيد الصدر الاول محمد باقر الصدر الذي رفض حكم الأستبداد والممارسات القمعية لنظام صدام فما كان إلا أن أقدم صدام على قتل السيد الشهيد وأخته بنت الهدى بنفسه وأعتقال كافة الذين يؤيدون فكر الشهيد الصدر وزجهم في السجون التي تحتوي على مكائن إبادة (( ثرم)) وفتحت مقابر جماعية بهم وهذا أيضاً الثمن الباهض الذي دفعه الشعب العراقي.......
وما أحداث الإنتفاضة الشعبية التي قام بها الشعب العراقي برفضهم كل الممارسات التي يقوم بها صدام وأجهزته البعثية والقمعية حتى فتحت مقابرجماعية أخرى وتشريد أكثر من أربعة ملايـين عراقي في بلدان العالم ومصادرة ممتلكاتهم وإعتقال ذويهم وهذا أيضاً ثمن باهض يقدمه العراقيون ...
وتوالت الممارسات القمعية لنظام صدام وحزب البعث في السلطة حتى إندلعت إنتفاضة السيد الشهيد الثاني محمد صادق الصدر الذي تحدى صدام وأعوانه رافضاً كل الضغوط والممارسات الإستبدادية فما كان إلا أن تم تدبير مؤامرة وقتل السيد الشهيد وأولادة وأعتقال الكثير من التيار الصدري وزجهم في السجون ليكونوا دواخل المقابر الجماعية التي رسمها صدام للعراق .....
فصدام وزمرته لم يكونوا 55 شخص مطلوبين من قبل القوات الامريكية وهؤولاء يحكمون العراق فكل شخص من 55 يحمل وراءه جحافل كبرى لابادة العراقيـين ورغم كل هذا وذاك وقف العراقيون ضدهم مراراً ونالهم القتل والتهجير والاستبداد .
حتى وصلنا الى زمن إنتهاء وقت صدام ودخلت القوات الامريكية للعراق وبأي شكل صفتها قوات أحتلال أو قوات تحرير فأستبشر العراقيون كافة بزوال طاغوت الطواغيت حتى بدأت مرحلة جديدة للشعب العراقي ألا وهي مرحلة التفجيرات والإغتيالات فكانت الانفجارات تطول العراقيـين حتى وصل إنفجار النجف الأشرف في ضريح الأمام علي (ع) ليأخذ من العراق السيد الشهيد محمد باقر الحكيم وحشدٌ كبير من المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة ...
وتوالت الاحداث والانفجارات لتعم العراق كافة وتحصد ماتحصد والثمن الباهض مستمر يدفعه العراقيون الذين رفضوا صدام ....
فالمشكلة لا تكمن بشخص صدام فقط ولا ال55 شخص المطلوبين من قبل القوات الأمريكية وإنما تكمن بالأجهزة القمعية وحزب البعث الذين سيطروا على العراق ولا زالوا متمكنين لانهم يتلقون الدعم المادي واللوجستي من دول داعمة للارهاب وتم توظيفهم لهذا الشأن ليكونوا الأداة القمعية الإرهابية على الشعب العراقي والثمن الباهض يدفعه العراقيون....
 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com