"الشـرقية" والبـزاز والعَبـيد..

 أحمد الخفاف

alkhafafahmad@yahoo.com

 

الدفاع عن قناة فضائية أو جهاز أعلامي ظهر وبان للجميع بالدليل الدامغ والقاطع بأنها طائفية وتحتضن حثالات البعث الساقط يكشف حقيقة العبيد من سقط متاع البعث الذين يتسترون بغطاء التشيع وهم لا يستحون من إبراز بعثيتهم وخطابهم الصدامي القميئ.. إن من يؤيد الخطاب البعثي الطائفي ويساند فكر العصابات الصدامية بأي شكل كان، ومن أي جهة جاء، ومن أي جهاز صدر، وتحت أي ذريعة كان، وإن اتخذ قناعا مهنيا فهو عبد الشيطان وعبد الإبليس وليس عبدا سويا.. وحاشا لأهل البيت عليهم السلام أن يعتبروه من أتباعهم وشيعتهم.

 إن من يرسل التحية لقناة فضائية طائفية مشبوهة يعرفها أبناء العراق وخاصة أهلنا في الجنوب والفرات الأوسط هم عبيد يسعون لتعبيد الطريق للبعثيين ويمهدون لعودتهم.. هؤلاء الذين يدعون أنهم ينتسبون للتشيع ويوالون فكر البعث لا دواء لهم سوى أن ينهال عليهم نعال أبي تحسين الذي ألقن العفالقة يوم التاسع من نيسان والذين يتمترسون اليوم في قناة الشرقية ويتخندقون في صحيفة الزمان الطائفية والتي تلعب بنار التفرقة المذهبية في العراق عسى أن تشعل نار الفتنة الطائفية ليتسنى لجرابيع البعث وجرذان العوجة من العودة إلى سدة الحكم من جديد.. فالأدوار مقسمة.. "المقاومة" البعثية السلفية العاهرة تفتك بالشعب كل يوم والإعلام الطائفي البعثي يؤيد ويغطي على الجرائم ويصف المجازر ضد المدنيين العراقيين "بمقاومة المحتل"!!.

 إن من يدعون بأنهم عبيد آل البيت والرسول المصطفى ما هم إلا شرذمة من أتباع الخطاب البعثي المهترئ والذي لفظه الشعب العراقي الأبي يوم انهار الصنم في قلب بغداد.. هؤلاء مازالوا يحنوا لذلك الخطاب الآسن.. وصدقا لقد وجدوا ضالتهم ثانية في قناة الشرقية وخطابها العفلقي وصحيفة الزمان وانشائياتها الطائفية.. هؤلاء المرضى يرون في سعد بزاز سكرتير المقبور الكسيح عدي شعلة من الخطاب القومي العنصري الذي يوقد ثانية مطبخ البعث ويثير مرة أخرى جرائمه الفكرية ومجده الغابر.

 أن الكثير من العراقيين الشرفاء كتبوا مرارا وعلى صفحة المواقع العراقية ومنابر الإنترنت بضرورة فضح قناة الشرقية ومنطلقاتها الطائفية والعنصرية وفضحوا فعلا مؤامرات البعثي الآبق سعد بزاز عبر وثائق ومستندات ومشاهدات شخصية ومواقف حضرها أشخاصها الذين كشفوا اللثام عما يدور وراء ستار المؤسسات المشبوهة التي يقودها الطائفي بزاز.. ومن دواعي  السخرية بعد كل هذه الفضائح يأتي من يدعي الانتساب لشيعة أهل البيت ليحيي قناة البعث "الشرقية" التي لا ننسى أبدا كيف كانت أفواه مذيعيها النتنة تزمجر في نشرات أخبار العهد الصدامي البائد حول القضاء على من كان يسمونهم "الغوغاء" في جنوب العراق إبان الانتفاضة الشعبانية المجيدة في الجنوب والفرات الأوسط!!!

 إن غباء البعض من العبيد قد لا يكون له حد معلوم.. كما أن المنافق الذي يظهر ما لا يبطن يقع في المحظور إذا ما اتخذ مواقف متلونة مزدوجة.. ويراوغ ويلوي عنق الكلام واذا به يسقط سقوط الساقطين ويهبط هبوط الهابطين.. فإذا اعتبر العبيد أن بسطال التحرير الأمريكي على رؤوس محبيه، فالأولي أن يكون على رأس سعد بزاز مدير قناة الشرقية الذي ركب الدبابة الأمريكية إلى بغداد وهو فخور بذلك وبسطال الجندي الأمريكي الأسود على رأسه يضربه حيث يشاء ويوجهه أين ما كان.. ومن ينكر أن صاحب قناة الشرقية وصحيفة الزمان الطائفية لم يأتي إلى العراق على ظهر دبابة أمريكية والبسطال الأمريكي على رأسه كما يقول العبيد..

 إن القول بأن خطاب قناة الشرقية " يكاد يكون إعلاميا محترفاً أكثر من غيرها" خطل.. فقد رأينا جليا كيف أن الاحتراف اتخذ صورة بث روح الفرقة بين العراقيين وبين السنة والشيعة فضلا عن إثارة النعرات القومية والعرقية بن الأكراد والعرب وبين الأكراد والتركمان وكافة مكونات الشعب العراقي.

  أما القول بأن قناة "العراقية" خطابها بعثي فهذا ضرب من الجنون ولم يدعيه إلى الآن إلا المخبولون.. فالفضائية التي باتت تعرف في العراق وخارجه بأنها طائفية وبعثية وتحتضن حثالات البعث العفلقي بعد أن جمعتهم من قمامات بغداد هي "الشرقية" بامتياز وليس غيرها وهذه حقيقة لا يريد البعض قبولها لأن في ذاتهم تتغلغل العبودية للبعث..

 إن مئات المقالات المنشورة على صفحات الإنترنت والصحف العراقية والتي تفضح طبيعة قناة الشرقية المشبوهة والتي باتت تعرف في الأوساط الإعلامية العراقية بقناة "الشر" الطائفية وكذلك موجة الاستياء والاستهجان الشعبية في مدن جنوب العراق والفرات الأوسط والتي تجلت في إغلاق مكاتبها في مدينة كربلاء المقدسة بعد أن أصدر مجلس محافظتها قرارا بطرد مراسليها وذلك بعد أن بدأت تلعب بنار التفرقة المذهبية وتثير النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد كل ذلك يؤكد حقيقة دامغة وهي أن الفضائية التي أسسها بزاز على عجل من سقط متاع البعث ما هي إلا محاولة لاستباق التغييرات السياسية التي كانت تجري بسرعة في العراق بعد سقوط الصنم تستهدف لملمة الوضع ومحاولة السيطرة إعلاميا وفكريا على التيارات السياسية للشعب العراقي بعد أن زال الحصار البعثي الصدامي المضروب على العراقيين طيلة 35 عاما من الزمن الأسود. وكان في ذهن بزاز أن يصنع من "الشرقية"CNN   عراقية أو الجزيرة عراقية ليؤمها العراقيون وبذلك تتحول الى مؤسسة توجيهية تقود الرأي العام العراقي وليتسنى بعد ذلك توجيه الشارع وتقريبه تدريجيا من الخطاب البعثي بحلته الجديدة يكون هذه المرة صاحب الإمبراطورية الإعلامية سعد بزاز الذي كان يطمح أن يتسلم حقيبة وزارة الثقافة في الحكم الجديد هو صاحب قرار مسموع في العراق، ولكن خاب ظنه وفقد بريقه فلجأ إلى وضع العصي في دولاب منظومة الحكم الجديد وهو اليوم يسعى لعرقلة المشروع السياسي الجديد في العراق.

 وكما أن الطيور على أشكالها تقع، فإن من يلجأ إلى قناة "الشرقية" لمشاهدتها ما هو سوى عبد وقع على شكله، يجره الحنين إلى الماضي.. ماضي البعث.. ماضي الرفاق ولبس الزيتوني ومناورات فدائيي صدام واستعراضات الجيش الشعبي في الشوارع وغارات علي الكيماوي وجرائم عزت الدوري ومحاضرات عمر العلي وتصريحات صالح المطلك وتهديدات الأخرق مشعان الجبوري وطائفية حارث الضاري وابنه الرفيق مثنى وغيرهم من حثالات البعث.

 إن العبيد هم الذي وحدهم يظنون وإن بعض الظن إثم وكفر أن قناة "الفيحاء" تتغنى لقائد، وهذا لعمري كلام يطلق على عواهنه دون برهان ولا دليل ذلك لأننا لم نسمع حتى الآن من هو هذا القائد؟ وما هو اسمه؟ وأين يسكن وماذا يقول؟ وكذلك الأمر يصدق في قناة "العراقية" فلا تمجد القناة حزبا معينا ولا قائدا محددا ولا هم يحزنون.. فهي تستضيف الجميع من كافة أطياف الشعب العراقي ولا فضل لأحد على آخر.. فعندما كان أياد علاوي رئيسا للوزاء كانت تسميه باسمه دون زيادة ولا نقصان، ويحصل الأمر نفسه للجعفري وكفى الله المؤمنين شر النزاع.

 ولكي نوضح للقارئ الكريم الصورة القبيحة لمن يقف وراء قناة العهر "الشرقية" ننقل مقتطف من مقال مطول نشر أمس للبروفيسور عبد الإله الصائغ وهو خير شاهد وأوثق ناطق على عصر البزاز وحقبة البعث المظلمة حيث ظلت تفاصيل دروبها الإعلامية خافية على الكثير من العراقيين يقول البروفيسور الصائغ:

(( كنت أتوهم أن سعد سيكون رقما شريفا في المعادلة العراقية ! وساء وهمي فقد بدأت صحيفة الزمان وكل الصحف والدوريات والكتب والمجلات التي  تصدر عن  مؤسسة الزمان الفاحشة الثراء تضرب على وتر معاد بشكل غير مباشر لطموحات الشعب العراقي! ثم نزلت الى ساحة الإعلام العراقي والعربي والعالمي فضائية الشرقية التي يشرف عليها مباشرة سعد البزاز واخوه فاتح عبد السلام البزاز ثم كلف صديقه وابن مدينته صديقي المخرج المعروف الاستاذ محسن العلي ! والغريب ان سعد البزاز الذي حسب نفسه مع المعارضة وضد الايام الباقية الأخيرة من عمر النظام ! الغريب ان هذه الفضائية بما تمتلكه من غطاء دولاري ملاييني ومن عمق قومجي عربسلامي بدأت هذه الفضائية تشاكس الطموح العراقي في الديموقراطية والتعددية وتتخندق مع رفاق ألامس بشكل سافر فضلا عن المغريات المادية التي تغدقها على أسماء أدبية كبيرة مستغلة كراهية هذه الاسماء للاحتلال كي تمد الجسور مع القوى المفخخة فكريا وتنفيذيا ! وكل عجبي ان الحكومة العراقية ( المنتخبة والفائزة  بالتعكز على المرجعية ) !! المفروض بهذه الحكومة قهر الفضائية الشرقية ومنعها من قهر الأمن العراقي ولكن الدولارات والصقات هي المسؤولة عن التردي الاعلامي ! وقد علمنا ان الاستاذ سعد البزاز بعد ان استنفد أهدافه وحقق الاختراق المطلوب في البنية العراقية قد باع هذه الفضائية الى جهة طائفية ظلامية تحتقد الشعب العراقي ! والسؤال للصديق الاستاذ سعد البزاز هو ألم تتعب يا أبا الطيب من الهرطقات والمكائد ؟ الم يحن الوقت لكي تنضج انفعاليا وتكتفي بالسحت الذي بين يديك ؟ وهل تظن ايها الصديق ان ما يقوم به الجيران ضد العراق يستمر الى الأبد ؟ اتظن ان جماعة علماء المسلمين الطائفية ستقدم لك المزيد من العطايا مقابل الإعلانات المدفوعة عن نجاحاتها وخيبات العراقيين ! اذا كنت صداقا في انني نعم الناصح لك وانني صمام الأمان لك فانني من اجلك انصحك بالكف عن معاداة الطموح العراقي وتسليم ما بعهدتك من المال غير المشروع الى الخزينة العراقية ومن ثم الكف عن الكتابة فأنت غير موهوب والكف عن الإعلام فأنت غير مرغوب اللهم اشهد انني نصحت ابا الطيب حبا به.)) انتهى النقل، ودمتم بألف خير.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com