بسم الله الرحمن الرحيم
واتّقوا فتنة لا تصيبنّ ألذين ظلموا منكم خاصّة
واعلموا أنّ الله شديد العقاب
صدق الله العلي العظيم
أكتب رسالتي هذه وفي العين قذى وفي القلب شجى،
وأنا والغالبيّة من شعبنا سنّة وشيعة، عرباً
وأكراداً وتركماناً ومسيحيين وصابئة وأيزيديين،
كلّنا مفجوعين بمصائبنا التي تتوالى علينا نتيجة
اعمال الارهابيين القتلة من بعثيين وتكفيريين
يدّعون الاسلام ويتقمّصون بقميص اخوتنا أهل
السنّة، والسنّة منهم براء .
يا أهلنا وأخوتنا أهل السنّة الكرام :
يا أبناء جلدتنا وأبناء عمومتنا وشركائنا بالدين
والوطن :
لقد فاض الكيل وطفح ألاناء بما فيه، ونفذ حدود
صبرنا مع من نصبوا لنا ألعداء جميعاً نحن ابناء
ألشعب العراقي على حدّ سواء سنّة وشيعة ومن كل
ّالتكوينات .
و وصلت بنا الحال إلى وجوب وضع النقاط على الحروف
.
فمن هم السنّة؟
أليسوا هم من تسنّنوا بسنة رسول الله؟
و من منّا لا يتشرّف بسنّة رسول الله ونبيّه محمّد
(ص)؟ ثمّ من هم الشيعة يا ترى؟ السنا كلّنا ومن أي
مذهب وفرقة كنّا نتشرّف بالتشّيع لعلي بن آبي طالب
(ع) وهو الخليفة الرابع والأمام الأول بالإسلام؟
ثمّ من هم الرافضة؟ أليسوا هم من رفض مسبّة علي
والزهراء والحسنين (عليهم السلام ) ودفعوا دمائهم
الزكيّة بسبب هذا الرفض؟ واني لاجزم بأنكم ترفضون
مسبتهم مثلنا تماماً !!!
ألا نتشرّف كلنا سنّة وشيعة برفض مسبّة آهل البيت
( ع )؟ وألآن يكاد لا يمرّ يوم من ألايّام الاّ
ونسمع شريطاً مصوّراً ومسموعاً للمدعوا ابي مصعب
(ألامريكاوي) عفواً ألزرقاوي يدعوا فيه لقتل
الشيعة الروافض !
ألم تقرؤوا شعر الإمام الشافعي ( رض ) وهو يتشرّف
برفضه مسبّة آهل البيت (ع) ويعلن افتخاره بالتشيّع
لهم؟ حيث يقول :
يا لائمي انّ التشيّع مذهبي ...... افخر بذاك ولست
عنه بناقض إن كان رفض حبّ آل محمّد ..... فليشهد
الثقلان أنّي رافضـي آلم تقرؤوا سيرة الشيخ الشهيد
آبى حنيفة النعمان (رض)، وكيف انّه طورد من قبل
الحكام ألامويين والعبّاسيين على حدّ سواء لحبّه
وولائه لآل بيت الرسول ( ص )؟ لقد طورد من قبل
الحجّاج بن يوسف الثقفي لانّه آفتي بجواز صرف
الحقوق الشرعيّة لتمويل ثورة زيد بن علي بن الحسين
(ع) وقال كلمته الشهيرة : من ثار مع زيد وقتل فهو
شهيد !
و طورد ثمّ القي القبض عليه واودع السجن في زمن
المنصور الدوانيقي لانّه رفض آن يتولّى القضاء
ويعطي الشرعيّة للمنصور، وليقضي نحبه مسموماً في
سجن الطاغية المنصور الدوانيقي .
آلم يربط الإمام مالك بن أنس ( رض ) بالحبل ليجرّه
الحصان سحلاً في طرقات المدينة المنوّرة لانّه
ساند وأيّد ثورة عبد الله بن الحسن ( رض )؟ ألم
يساوم الواثق العبّاسي الإمام أحمد بن حنبل (رض )
على عدم ذكر فضائل آل البيت ( ع ) في مسنده، ولمّا
ابى الاّ ذكر فضائلهم امتحن بابتداعه مقولة خلق
القرآن وعذّب عليها؟ أخوتنا في الأيمان :
دعونا من الصراع على الحكم واطماع السياسة وفتن
المتربصّين بنا، ولنؤسّس لتمتين تعايشنا وتلاحمنا
الاخوي الذي هو مستهدف اليوم من قبل الغرباء على
العراقيين .
لنسترجع صور التلاحم التأريخي أبان ثورة العشرين
المجيدة التي تحمّلنا مؤونتها وحدنا نحن أبناء
العراق بدون أن نستنجد بأحد قد تسوّل له نفسه أن
يفسد الودّ بيننا .
لنستذكر حماسة عبد الباقي العمري في جامع ابي
حنيفة النعمان الى جانب حماسة محمد مهدي البصير في
جامع الحيدرخانة .
لنسترجع تلاحم المدينتين المقدّسين التوأمتين
الكاظمية والاعظمية اللتين يوثق عرى ترابطهما نهر
دجلة الخالد.
لنستلهم كلمات الشهيد الصدر ( رض ) :
انّي معك يا أخي الكردي كما انا معك يا أخي
العربي، انا معك ياأخي السنّي كما أنا معك يا أخي
الشيعي، انا معكما بقدر ما انتما مع الاسلام !
أخوة الأيمان ...
الإرهابيون التكفيريون القتلة بالاشتراك مع حزب
البعث الماسوني اذا كانوا قد قتلونا بأسمكم شرّ
قتلة واراقوا دمائنا، فانّهم بذلك قتلوكم انتم
ايضاً قتلاً معنوياً، لانّهم استغلوا اسمكم الشريف
بهذا القتل والتصفية الجسدية للطائفة الشيعيّة !
فهل انتم قاصرون ان تتكلّموا بأسمكم حتّى يتكلّم
بأسمكم حزب البعث الماسوني ورأس حلفائهم
(ألامريكاوي) عفواً الزرقاوي واتباعه التكفيريون؟
.
عهدنا بكم أنكم اكبر واعزّ واجلّ وأعظم من أن
يتكلّم بأسمكم حثالات حزب البعث وحثالات
التكفيريين القادمين من وراء الحدود !
يا اتباع ابي حنيفة النعمان
يا اتباع مالك بن انس
يا اتباع الشافعي
يا اتباع احمد بن حنبل
يا اتباع الشيخ الشهيد عبد العزيز البدري
يا اتباع الشيخ الشهيد ناظم العاصي
هذا يومكم لتغسلوا عاركم بايديكم وتتبرّوا من
القتلة الذين استغلّوا اسمكم الشريف ونحن معكم
يداً بيد لاخذ الثأر من الذين قتلونا وقتلوكم ولم
يرعوا فينا الاّ ولا ذمّة، فأرواح الشهداء البدري
والعاصي ومحمد مظلوم الدليمي والشهيد السعيد عثمان
علي العبيدي الاعظمي تستصرخ نخوتكم العربيّة
الاسلامية لنهبّ واقفين وقفة رجل واحد، يداً بيد
لسحب البساط من تحت ارجل التكفيريين والبعثيين
والصفويين والانكلو/امريكان وكلّ الطامعين بأرضنا
وخيرات بلادنا .
صدّقوني يا اخوة الأيمان:
رسالتي هذه اليكم ليست انشاء خطابي، ولا كلام لغرض
الاستهلاك السياسي ولا مجاملة، بل هو ما اعتقده
ضميري وآمنت به ايماناً راسخاً على بصيرة من امري
.
هو صوت الجراحات والآلام والمآسي خرجت من قلبي
راجياً لها ان تلقى صداً في قلوبكم، لانّ ما يخرج
من القلب لا يدخل الاّ الى القلب، وكلّي ثقة
لاستجابتكم لندائي .
ولا اعتقد بأنّ احد من ابناء شعبنا المخلصين
سيجيبني قائلاً :
لقد اسمعت اذ ناديت حيّاً ..... ولكن لا حياة لمن
تنادي.
و دمتم لاخيكم