من له علاقة بالارهاب؟ الجزء الثاني

المهندس بهاء صبيح الفيلي

baha_amoriza@hotmail.com

 

 ان فضائية الجزيرة مستمرة في تروج للارهاب والارهابيين في العراق دون حسيب او رقيب ودون رادع بالرغم ان مقر قيادة القوات الامريكية لا تبعد اكثر من عدة كيلومترات عن موقع هذه اللعينة الجزيرة, هذه الفضائية تحرض الارهابيين على قتل الامريكان والعراقيين على حد سواء, المدنيين منهم والعسكريين ولقد انتقد بعض اعضاء الادارة الامريكية اداء هذه الفضائية ولكن خفت صوت النقد بعد فترة! الكل يعلم ان الانظمة في دول الخليج غير ديمقراطية والحريات محدودة ان لم نقل معدومة, ومن هذه المعلومة ومعلومة ان مالك فضائية الجزيرة شيخ من شيوخ قطر وبما ان لهذه الفضائية سياسة خاصة في الدعاية والترويج للارهابيين, فالنتيجة المنطقية لهذه المعادلة هي تورط هؤلاءالشيوخ في اشاعة وبث الارهاب والترويج له.

 ان حكام قطر لا يخفون تحالفهم وتعاونهم مع الامريكان, وفي العديد من المناسبات التقى بعض شيوخ قطر بالسياسيين والوزراء الاسرائيليين, في اخر لقاء لوزير خارجية قطر مع نظيره الاسرائيلي دعى القطري الدول العربية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل!!! هنا نجد التناقض الواضح بين الاعلام القطري في الترويج للارهاب وتصريحات واعمال شيوخها الموالية والذليلة لامريكا واسرائيل, ولاشك فيه ان المستفيدين الرئيسيين من الاعمال الارهابية هما امريكا واسرائيل بالرغم من ان الارهاب التكفيري موجه ضد هذين الدولتين في الظاهر, ان رسالة المدعوا اسامة بن لادن قبل الانتخابات الامريكية للشعب الامريكي قبيل الانتخابات والتي بثتها الجزيرة ادت الى ان ينقلب ميزان القوى لصالح جورج بوش الابن, وقد فسر الكثيريين بان هذا الانقلاب نتج عن تمسك الشعب الامريكي بالرئيس القوي, والقسم الاخر فسر بان الشعب الامريكي لايقبل بالتهديد وله نظرة استعلائية, ومهما تكن هذه التفسيرات فالنتيجة ادت الى ان يصل جورج بوش مرة اخرى الى سدة الحكم بفضل اسامة بن لادين وقناة الجزيرة, والتهديدات التي ارسلها بن لادين ليست لها اهمية تذكر لتكملة مسرحية الارهاب فالمسرحية كانت وماتزال تدار من قبل الامريكان لبسط نفوذها ونشر قواتها في ارجاء المعمورة وصار الارهاب التكفيري مادتهم الاستهلاكية التي من خلالها يستطيعون ان يقنعوا به العالم تواجدهم وانتشارهم بعد نهاية الدولة السوفيتية وانتهاء مبرراتهم السابقة والتي كانت مكافحة الشيوعية, والان تحول وجودهم الى مكافحة الارهاب ولا نعرف كم ستطول هذه المسرحية؟ ولكن الشيء الاكيد سيجدون مادة اخرى يمكن ان يتخذوا منها حجة او وسيلة لفرض سيطرتهم وتواجدهم وانتشارهم.

 ان للارهاب الامريكي اوجه واشكال متعددة ولكن كل هذه الاوجه والاشكال لها هدف واحد وهذا الهدف واضح وهو خدمة المصالح الامريكية, والكثير من الشخصيات ورؤساء دول وكتاب وصحفيين واعلاميين وحتى بعض من رجال الدين خدموا هذه المصالح بصورة مباشرة وغير مباشره وبدراية وبغير دراية.

 ان محاولة امريكا فرض الحصار وتطويع الجمهورية الاسلامية في ايران تدخل ضمن نطاق الارهاب وتخويف ايران تارة بالقصف الجوي وتارة بالحصار وتوجيه الماكنة الاعلامية ضد هذه الجمهورية بحجة محاولة ايران للحصول على اسلحة نووية!! ولا نعرف بالضبط هل ان امريكا فعلاً تسعى للحد من الانتشار النووي!! ان كانت كذلك فأسرائيل تمتلك اسلحة نووية والهند وباكستان وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا واكراينا وهي ايضاً تمتلك هذا السلاح المدمر, ام انها تخشى ان امتلكت ايران هذه الاسلحة ان تستخدمها ضد اسرائيل او اي دولة اخرى! ولكن امريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت هذه الاسلحة في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان وهي التي هددت وتهدد باستخدامه ضد الدول المارقة حسب تعبير السياسيين الامريكيين وهي التي هددت في الستينيات باستخدام الاسلحة النووية في ازمة الصواريخ الروسية في كوبا, وهي التي استخدمت اليورانيوم المنضب في العراق وهي التي مستعدة ان تحرق العالم ان تعرضت مصالحها للخطر.

 ان امريكا اصبحت كالوحش الذي لايكن ان يتنازل عن فريسته لغيره حتى وان كلفت ذلك وجود البشرية وبقاء الارض كوكباً مسكوناً, ان هذه الدولة الشيطانية تعتبر العالم فرائس لها تأكل من تشاء وتترك من تشاء, ونرى الان انها تحيك المكائد لايران لايقاعها في الخطاً وما تلك الاتهامات الباطلة بشأن برنامجها النووي الا جزء من ادعائاتها ونوع من انواع الارهاب ومع الاسف يشترك في هذا الارهاب الكثير من الدول والكثير من السياسيين والاعلاميين والكثير من الذين يسمون انفسهم باليساريين والديمقراطيين والعلمانيين فنقطة تلاقي هؤلاء مع امريكا هو عدائهم المشترك لايران, وبذلك نرى كيف ان الكثير يخدمون المصالح الامريكية من حيث يدرون او لايدرون, ونجد الكثير من الكتاب يحاولون ان يتهموا ايران بتصدير المخدرات والارهاب وغير ذلك من الاتهامات الباطلة والتي لا اساس لها من الصحة, ولست في صدد الدفاع عن ايران ولكن الحقيقة يجب ان يذكر ان كان لك او عليك, قد يكون هناك تهريب للمخدرات الى العراق عن طريق ايران ولكن هذا لايعني تورط جهات رسمية ايرانية في ذلك, فايران هي الاخرى تعاني من هذه الافة وهي ايضاً تكافح من اجل القضاء على المهربين, وهناك الكثير من الاتهامات الاخرى كتصدير الارهاب, وهذا الاتهام باطل ايضاً وليس له وجود فالايرانيون يختلفون تماماً عن هؤلاء التكفيريين وليست من مصلحة ايران التدخل في شؤون العراق لكي لاتعطي لامريكا حجة في ضرب الجمهورية الاسلامية.

 فالارهاب مورس من قبل جهات عديدة ولاغراض مختلفة فصدام استخدم الارهاب لترويع الشعب وشله من القيام باي عمل يحاول اجهاض نظامه او حتى التفكير بذلك, ولكن قضيتنا الاساسية الارهاب الامريكي الذي مورس ويمارس في منطقة الشرق الاوسط .

 عندما دخلت القوات العراقية الى كردستان العراق بطلب من الحزب الديمقراطي العراقي وبعد اخذ الضوء الاخضر من الامريكان لم يكن تدخلاً امريكياً في الصراع الذي كان قائماً بين الاحزاب الكردية بل كانت الرسالة موجهة الى ايران بأن هناك امكانية لاعادة صدام واعوانة الى الحياة, وكانت بمثابة تهديد مبطن للجمهورية الاسلامية , واعتقد ان الكثير من المتابعين للاوضاع العراقية فهموا المسألة ايضاً وهذا ايضاً يدخل في سياق تعريف الارهاب, فالارهاب يستخدمه الامريكان اما بصورة مباشرة من قبلها او من قبل اعوانها, وهي كذلك مستفيدة من ما يسمى بالارهاب التكفيري والذي يتخذه الامريكان حجة لبسط سيطرتها العسكرية وابراز عضلاتها لاصدقائها وحلفائها قبل خصومها واعدائها وتتخذ من هذا الارهاب سبباً لمهاجمة من تريد, مادامت هي تدافع عن سلامة مواطنيها.

 ان العمليات الارهابية التكفيرية اوصلت اسم الاسلام والمسلمين لدى شعوب العالم الى ادنى مستوى له حتى بات لايذكر الاسلام او المسلمين الا مرادفاً للارهاب والارهابيين, وقد استفادة اسرائيل ايضاً من هذا التداعيات التي اعقبت سلسلة العمليات الارهابية التكفيرية, وبذلك انقلبت نظرة العالم ضد العالم الاسلامي ولم يعد هناك ادنى تعاطف مع المسلمين, وبذلك قامت الجزيرة وقنواة عربية وعالمية الى التقليل من شأن المسلمين والاسلام ومعهم بالطبع مالكين هذه القنواة والكثير من حكام الخليج ان الانظمة القرقوزية العربية في المنطقة وخصوصاً في منطقة الخليج خدمت وتخدم وتنفذ المشاريع الامريكية من حيث تدري ولا تدري لضمان بقائها في الحكم, ولقد وجد هؤلاء الحكام عدد من المحللين والاعلاميين والمفكرين الديناصوريين سنداً لهم وسنداً لتسويق الافكار الامريكية في المنطقة.

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com