|
ماذا يحصل في البصرة الفيحاء؟ صاحب مهدي الطاهر / هولندا
ما ان سار الركب الايراني الرسمي كله وراء السيد الخامنئي كنتيجة لما افرزته الانتخابات الاخيرة باعتلاء احمدي نجاد سدة الحكم وهي سدة ثانوية هامشية مقارنة بما يتمتع به المرشد الخامنئي من صلاحيات وامكانيات ولكنها كانت على اية حال لها فم ينطق وقد ينطق احيانا بما لا يشتهيه السيد القائد لذلك كان قد وجب ان يلقم بحجر وان يخرس والى الابد حتى يظهر الله امرا كان مقضيا فجاءت الانتخابات وافرزت ما افرزت من توحد لقوى التشدد ونحسار وضمور كبير للقوى الاصلاحية، حتى اتخذت ايران قرارها الاستراتيجي في المضي قدما في مشروعها النووي متحدية المجتمع الدولي الذي كان ما فتئ يطالب بوقف انشطتها النووية والا تعرضت لعقوبات دولية من خلال مجلس الامن الدولي وهذا ما تدركه ايران جيدا وتدرك حيثياته وخطورته المستقبلية لذلك اتخذت قرارا اخر يقضي بالخروج من دائرة التدخل السري والهادئ في الشان الداخلي العراقي الى دور معلن وواضح بغية التاثير على الطرف المقابل من خلال البوابة العراقية وعلى الساحة العراقية ذاتها لذلك اوعزت الى طابورها الخامس بالتحرك في العراق،فمنذ فترة قصيرة تصاعدت الاعمال الارهابية في مدينة البصرة بشكل يلفت الانتباه طالت شخصيات عراقية تعارض التدخل الايراني كذلك طالت جنود ومقاولين تابعين للقوات المتعددة الجنسيات ،الا ان الشيء الغريب ان قوات الامن العراقية المتواجدة في البصرة لم تحرك ساكنا ازاء هذه الجرائم الارهابية وكان الامرلا يهمها لا من قريب ولا من بعيد اذ اكتفت بدور المراقب والرصد وهي كما تبدو قد اختارت ان تنحاز الى ما يعرف "بالمقاومة الشريفة" التي تستهدف القوات المتعددة الجنسيات ،لذلك تحركت القوات البريطانية بنفسها لوضع حد لهذه الاعمال التي تستهدفها من باب الدفاع عن النفس فاستطاعت دون عناء معرفة الاشخاص الضالعين فيها ومن ثم القاء القبض عليهم، الا ان بعض القوى الامنية في البصرة المشاركة في تلك الاعمال او التي تؤيدها وتدعمها لم يرق لها هذا الامر فقامت بحملة تشويه كبيرة تستهدف النيل من القوات البريطانية، اذ اصبح واضحا الان ان هذه الاطراف والتي تتلقى اوامرها من وراء الحدود الشرقية العراقية تنتهج ستراتيجية جديدة ابرز ملامحها هو تعكير الجو العام في البصرة والمدن الجنوبية الاخرى واشاعة نوع من عدم الاستقرار فيها بغية الضغط على القوات المتعددة الجنسيات بفتح جبهة اخرى كتلك التي في المثلث السني خدمة لمصالح خارجية بعيدة كل البعد عن المصالح العليا للعراق والعراقيين . ان ما حصل مؤخرا للجنديين البريطانيين من قبل الشرطة العراقية والقاء القبض عليهما انما يشير ان الامور تتجه الى التصعيد والمواجهة العلنية مع قوات المتعددة الجنسيات وبالتالي دخول البصرة والبلاد في عواقب وخيمة يكون ابناء البصرة وقود لها بالدرجة الاولى سواء كان ماديا او بشريا.ان اكبر دليل على تعاون هذه الاطراف مع قوى خارجية عندما سمحت الى قناة العالم الايرانية دون سواها من تصويرالجنديين البريطانيين وهم في زنزانتهما ومحاولة هذه القناة صب الزيت على النار بالادعاء ان هذه الجنديين كانا معهما عبوات ناسفة(قد تكون رمانات دفاعية صورت على انها عبوات ناسفة) ورشاش نوع بي كي سي ومحالة الايحاء بناءا على ما ذكر ان كل الاعمال الارهابية التي تحصل في العراق انما تقف ورائها القوات المتعددة الجنسيات دون ان يكون للتكفيريين او البعثيين اي دور فيها ،فاذا كان الامر متعلق بحيازة اسلحة فهل ان من المعقول ان اشخاص مكلفيين بدورامني استخباراتي يمارسون عملهم في جو امني متوتر وحساس يخرجون بدون ان تكون معهم اسلحة قد يستخدموها وقت الضرورة القصوى! ان العكس هو المفروض ان يكون هو الغريب والشاذ لانه غير منطقي وغير واقعي بالبتة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |