الزرقاوي يعفو عن جيش المهدي وأتباع الصرخي!

عارف مطر

sailhms@yahoo.com

 

أصدر أبو مصعب الزرقاوي أمير ما يسمى بمنظمة القاعدة والجهاد في بلاد الرافدين مرسوما إستثنى بموجبه أفراد جيش المهدي وأتباع الصرخي من أحكام القتل بحق كل شيعي والتي تضمنها مرسومه الأميري السابق الذي أعلن فيه الحرب على الشيعة. فما هي أسباب هذا الأستثناء وماهي الأسرار الخفية التي دعته إلى إستثناء هذه الفئات من الشيعة؟

بداية لابد من الأشارة إلى أن القاصي والداني يعلم بأن الحرب التي يشنها الزرقاوي وحلفائه من الصداميين ضد شيعة العراق, هي حرب طائفية ذات دوافع تكفيرية , وهي ذات الحرب التي شنها قادته سابقا  في أفغانستان ضد شيعتها رغم عدم وجود قوات إحتلال أو متعاونين معها في زمن حكومة طالبان. فهذه الحرب ذات جذور تأريخية ودينية  بدأت منذ زمان الدولة الأموية واستمرت إلى يومنا هذا. فمرة يقتل الشيعة لأنهم لم يبايعوا الأمير ومرة لأنهم أتباع مدرسة أهل البيت ومرة يتهمون بالشرك وأخرى بحجة أنهم متعاونين مع المحتل وهكذا. و يبقى قتل الشيعة هو القاسم المشترك بين كل هذه الحكومات  التي تربعت على سدة الحكم في بلاد الرافدين.

 وإذا نظرنا إلى جيش المهدي وأتباع الصرخي فسنجد بأنهما أول من يستحق القتل والذبح طبقا للتعاليم الزرقاوية التكفيرية.

فجيش المهدي قائم على فكرة نصرة الأمام المهدي (ع) الذي يمثل جوهر العقيدة الشيعية القائمة على إنتظار ظهور الأمام الذي غاب منذ مئات السنين. فيما يسفه الزرقاويون والتكفيريون هذه العقيدة ويكفرون كل من يعتقد بها . وأما أتباع الصرخي  فيعتقدون بأن قائدهم يلتقي بالأمام المهدي ويطلبون من الشيعة نصرته لكي يتم التعجيل بظهور الأمام المنتظر. ولذا فأن هاتين الجماعتين هم الأولى بالقتل حسب التعاليم الزرقاوية التكفيرية, خاصة وأن الزرقاوي قد أعلنها في مرسومه الأول حربا شاملة على الشيعة لأنهم شيعة ولم يستهدف فقط ما يسمى بالمتعاونين مع الأحتلال . ولكنه عاد وأستثنى هاتين المجموعتين.

 إن هذا الأستثناء يضع العديد من علامات الأستفهام حول هاتين المجموعتين وعن حقيقتهما والدوافع الحقيقية لنشوئهما وكذلك حول إرتباطهما بالجماعات الأرهابية. فجيش المهدي ومنذ سقوط النظام الصدامي وهو يمثل الطابور الخامس للأرهاب وللهيئات الداعمة له وبالخصوص هيئة علماء المسلمين في الجسم الشيعي. وهذا الجيش قد تسبب بكوارث على الشيعة وعلى العراق منذ تأسيسه وألى اليوم.

فلقد تسبب بتدمير الأماكن المقدسة وأنتهاك حرمتها وتسبب بقطع أرزاق الملايين من العراقيين فضلا عن دوره السلبي في تخريب أمن البلد طيلة السنتين الماضيتين.

 ولقد سعى أركان هذا الجيش والتيار الذي يمثله الى تخريب العملية السياسية الجارية في العراق اليوم, ولقد لعبوا دورا كبيرا في التغطية والتستر على جرائم الأرهابيين عبر تحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية الجرائم الأرهابية وصرف النظر عن المجرم الحقيقي ألا وهو الجماعات التكفيرية والصدامية.

 ولقد تناغم خطاب هذه الجماعات مع خطاب هيئة علماء المسلمين وغيرها من الهيئات الصدامية الداعمة للأرهاب بحجة مقاومة الأحتلال وغيرها من الأعذار الواهية والتي تمكنت هذه الهيئة وعبر أزلامها من الشيعة الصداميين المتغلغلين في جيش المهدي من تمريرها وبالتالي  إحتواء هذه الجماعات الجاهلة والمتخلفة والتي لا تعرف مصلحتها ولا مصلحة طائفتها.

ففي الوقت الذي كانت تقاتل فيه هذه الجماعات القوات المتعددة الجنسيات وكان يتساقط المئات من أعضائها قتلى في معركة غير متكائفة , كان مثنى حارث الضاري يتفاوض مع الأسرائيليين ويقدم لهم كل التنازلات شرط ان يعيدوهم الى السلطة وهو الأمر الذي رفضه الأسرائيليون.

 ولذا فقد خشيت هيئة علماء المسلمين من خسارة هذه الورقة التي تلعب بها متى ما أرادت من أجل تمزيق الشيعة فأوعزت ألى الزرقاوي لكي يستثني هذه الجماعات من أمر القتل الذي أصدره بحق الشيعة والذي ترك الهيئة في موقف لا تحسد عليه أمام هذه الجماعات التي تحالفت مع الهيئة وخدمت أهدافها طيلة السنتين الماضيتين بدلا من خدمة العراق والمظلومين فيه.

 إن هذا الأستثناء يكشف وبشكل لايقبل الشك عن عمق العلاقة التي تربط هاتين الجماعتين بالجماعات الزرقاوية والصدامية أو على الأقل يكشف عن حقيقة أن هذه الجماعات تخدم أهداف الزرقاويين والصداميين.

وقديما قيل أخبرني صاحب من أنت أخبرك من أنت. وأخيرا فأن كل من نال رضا الزرقاوي والصداميين فعليه أن يعيد النظر في أفكاره وتوجهاته وأعماله وإلا فهو في خندق واحد مع الأرهابيين في مواجهة الشعب العراقي المظلوم.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com