علي ماضي
alimadhy67@yahoo.com
العنف تلك
الظاهرة التي
باتت تتجسد
بأبسط
سلوكيات
الفرد
العراقي
ولكونها
متفشية بين
ألأفراد
فيمكن القول
من أنها باتت
تشكل ظاهرة
اجتماعية.
من المعروف
في ألاوساط
العلمية ان
ألأنسان كائن
متطبع،فهو
يتعلم
السلوكيات
بالتقليد ومن
ثم يتعلم
التبرير لما
اعتاد على
القيام به،
وبمراجعة
بسيطة لنمط
التربية
السائد في
المجتمع
العراقي نراه
يعتمد على
العنف كأساس
تربوي،فتربية
ألأطفال في
ألأسرة تعتمد
علىالعنف
والضرب
المبّرح
والذي يصل
احيانا الى
احداث جروح
بليغة،دعوني
انقل لكم
القصة
الواقعية
التالية،ان
طفل يبلغ
الرابعة من
عمره يلعب
بفتح وغلق
ستائر الشباك
فقامت والدته
بتوبيخه ولم
تكتفي بذلك
بل قامت بشك
كفوف يديه
بأبرة خياطة
يدوية وبعد
ساعات تورمت
يداه مما
اظطر الطبيب
الى بترهما
حفاظا على
الحياة ،وعاد
الطفل الى
البيت معاتبا
امه ببراءة
ماما اعيدوا
الي كفوف يدي
ولن العب
بالستائر مرة
اخرى. هذا
هوألأسلوب
المعتمد
والمعتاد في
التربية ،
وللأشادة
بحسن تربية
اسرة ومدح رب
الأسرة فهم
يقولون بيت
هادئ لاتسمع
فيه صوت
ألأبرة ،او
اذا نظر ألأب
الى احد
ألأولاد بعين
الغضب بال
على نفسه من
شدة الخوف ،
وكما ترون
فان ألأب
الجيد حسب
مواصفات
مقايس
التربية
العراقية
يصلح للعمل
كجلاد في
احدى دوائر
صدام
ألأجرامية.
والبيت يصلح
ان يكون نفقا
للرعب كتلك
المستوردة من
الخيال ،او
المجسدة على
ارض والت
ديزني .
اما التعليم
فحدث ولا حرج
فكفاءة
المعلم تعتمد
على طول
العصا التي
يحمل ،وكذلك
على زخم
الركلة(
الجلاق) وعلى
المسافة التي
سيدحرج الطفل
المسكين
اليها،أذكر
اني حضرت
اجتماع مجلس
ألأباء
وتقدمت
باقتراح ان
نوقف العنف
ضد ألأطفال
،وبصراحة
بدوت كمغفل
آنذاك وعبثا
طارت
محاولاتي في
اقناعهم من
انّ اهم
اسباب العنف
ألآن هو
العنف في
الطفولة ،
كما انهم
احتجوا انهم
خرّجوا اطباء
ومهندسين ،
فقلت لهم انا
اتحدث عن
الشخصية فما
فائدة
الشهادة اذا
كان الشخص
مصاب
بالفوبيا
(الخوف
المرضي) ففي
هذه الحالة
سيكون الخوف
من عدمه هو
المقياس بغض
النظر عن
الصح والخطأ
، أن عصُّيكم
ايها السادة
كانت ألأساس
لقيام نظام
صدام ،وكنت
محظوظا كوني
لم اطرد خارج
القاعة بحجة
العلمانية(
ألألحاد).
واذكر اني
دخلت على بيت
عمي فوجدت
ألأب يدرس
احد ابناءه
وبجانبه عصا
بلاستك
(صوندة)
وسكيّنة على
النار ،كل
ذلك لأن
المسكين لم
يفهم درساً
في
الرياضيات.
فالمدرسة
صارت من
اسباب
التعاسة ،فهي
تسلب الطفل
حقه في اللعب
والمرح ،مما
سبب عزوف
ألأطفال عن
التعليم .
اما بين
ألأطفال
أنفسهم
فالعنف على
قدم ٍ وساق ،
فهو معيار
للمفاضلة
فالطفل اما
سبع أوجبان
،مخنث أو
بطل، ولو
تفحصت نوعية
ألألعاب التي
يستخدمها
للتسلية في
حياته
اليومية
ستجدها تجسد
ميوله باتجاه
العنف ‘فهم
يفضلون لعب
مثل البنادق
والسكاكين
وغيرها من
ادوات العنف،
وليس عالم
الكبار بأحسن
حالا فكثيرا
ما نسمع
عبارة والله
سبع ايطلع
اللقمة من
حلق السبع،
ازلمة ليل
(حرامي) ما
ينغلب، اما
اذا حدث اي
سوء تفاهم
بين سائقين
فكل منهما
يترجل من
سيارته مزودا
بوسائل
ألأمان ألا
وهي تايلبر
(قضيب معدني)
في احسن
ألأحوال .
اما تفاصيل
الوجه
المفضلة لدى
العراقيين
فهوالوجه
العابس
المتكدر الذي
لا يبتسم
ابدا ،مثل
هذا الوجه
يوصف على انه
هيبة وصدر
ديوان وشخصية
رزينة.
اذا نحن نعيش
في مجتمع
تغلغل العنف
في كل تفاصيل
حياته بدءاً
من ألأسرة
مروراً
بالتعليم
وانتهاءً
بالتعامل
اليومي بين
افراد
المجتمع
،فمشهد العنف
بات يتكرر في
اليوم عشرات
المرات ، مما
جعل منه
منظرا
مألوفاً
،فاعتاد
الفرد
العراقي على
اتخاذ العنف
كسياسة ثابتة
لحل مشاكله .
اذاً اغلب ما
ترونه الآن
من عنف ما هو
إلاّ ممارسة
العراقي
لحيلته
اليومية ،
وإذا اردنا
ان نخلق
مجتمع آمن
علينا ان
نوقف العنف
ضد ألأطفال.
فهذه وبحسب
مفهومي نقطة
البداية
الصحيحة.