|
هشام الديوان الصوت الاعلامي الذي لن نستغني عنه زهير كاظم عبود
هشام لديوان لم يكن مجرد مقدم للبرامج ، انما كان صوتاً عراقياً معارضاً في زمن شح فيه الرجال ، وموقفاً لايمكن للعراق أن يتجاهله وينساه . هشام الديوان الذي وفر المساحة التي منحتها له قناة الأخبار العربية ( ANN ) لصالح العراق ، فصار برنامجه وحده مع بعض المقدمين العراقيين للبرامج مثل الأخ سامي فرج علي الصوت العراقي المعارض علناً بالصوت والصورة ، حيث كانت البرامج التي يقدمانها من هذه القناة تمثل النافذة العراقية الصادقة للمعارضة في الزمن الصدامي البغيض ، وتمكن هشام الديوان أستقطاب كل قوى المعارضة دون أستثناء ودون ان يكون طرفاً في أي حزب منها ، فالديوان مع الجميع ماداموا مع العراق الديمقراطي ، وبقي الرجل متمسكا بأستقلاليته ومحبته للعراق ، ونلمس تلك الروح العراقية البصرية الصادقة ليس فقط في كلماته وأسلوبه الشيق ، وانما شكلت لباقته وحنكته في أرضاء الجميع من التواقين لأسقاط سلطة الطاغية . كما اتضح لنا أمكانياته الثقافية والسياسية والتي ساهم من خلالها في أغناء البرامج والحوارات التي قام بها بشكل متنوع وفي اشكال القضايا المهمة في تاريخ العراق . وحين ظهرت لنا ( قناة الفيحاء ) التي عبرت بصدق عن شفافية لتنحاز الى جانب الضعفاء والمظلومين والفقراء من اهل العراق ، كان الديوان من روادها الأوائل ، يجاهد جنباً الى جنب مع زميله السيد محمد الطائي . وشكل موقف قناة الفيحاء ولم يزل التزاماً وطنياً مدافعاً عن شعب العراق بكل قوة ،وتحدت هذه القناة الواعدة كل الماكنة الأعلامية العروبية التي سخرت امكانياتها وقدراتها من اجل خراب العراق وتمجيد الطاغية ، واستقطبت القناة كل الخيرين من ابناء العراق وفي هذا الأمر يكمن سر قوتها ، حتى تمكن الأعلام العراقي من ان يتخذ موقف الدفاع عن شعب العراق ازاء هجمة متعددة الجوانب تستهدف كل جوانب عملية التغيير الديمقراطي في العراق . وبعد مسيرة طويلة من الجهاد والكفاح المرير تمكنت قناة الفيحــاء أن تقف شامخة على قدميها ، يتمكن فيها صوت ابناء المدن المقهورة والمنسية ان يرتفع ، لتشكل منفذاً للحق ، وصوتاً عراقياً اصيلاً ، ساهم بصدق عالي في توضيح حقائق العراق العديدة المغيبة ، بالأضافة الى فضحه النظام الشوفيني الدكتاتوري بالصوت والصورة ، من خلال برامج وأفلام وثائقية جديرة بالمشاهدة . وحين ينسحب الديوان لأي سبب من هذه القناة ، ربما بسبب الضغوط العديدة لأسكات صوت القناة التي صارت صوتا مهما من أصوات الشعب العراقي ومنافذه الاعلامية المهمة ، وربما لسبب آخر، ينبغي على المسؤولين في الحكومة المؤقتة أن لاتترك هشام الديوان يركن الى بيته في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق ، وان لاتتناساه في خضم التجاذبات وتقاسم المناصب والركض خلف المراكز الوظيفية ، بالرغم من كون الديوان أكبر من المراكز الوظيفية ، ا لا أن الأداء الأعلامي والحضور الشعبي الذي حصل عليه هشام الديوان يجب استغلاله لصالح العراق . ولهذا يجب ان نذكر الحكومة العراقية المؤقتة أن لاتنسى الشرفاء والمخلصين للعراق دون ان تفكر بمشاركتهم في بناء العراق ، فهم جزء اساسي منه ، ومساهمين فاعلين في عملية البناء ، وينبغي ان نحتضن كل الطاقات الأعلامية الواعدة التي تقف الى جانب الشعب ، بعيداً عن حشد اعداء العراق ومن يترقب الخراب ، وهم يمتلكون المال والأمكانيات لكنهم يفتقدون للضمائر النقية والأيمان بقضية العراق . وكلنا ثقة ان صوتاً عراقياً مثل صوت هشام الديوان سيبقى نقياً ووفياً لقضية العراق التي يحملها في شغاف القلب وبين عيونه ، كما سيبقى اهل العراق يترقبون مشاهدة طلته العراقية الحلوة وكلماته البصرية الشعبية الأصيلة ، وهو يتحدث بلغة يفهمها الفقراء والبسطاء من اهل العراق ، وهي اللغة التي نحتاجها اليوم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |