عود على بدء

جواد كاظم خلف

 

تلقيت رساله من موقع منتدى القرآن وفيها مقال عن العلمانيه وقد أرتأيت أن يكون الحوار موسعآ وها أئنذا أكتب ردآ أو تعليقآ وربما توضيحآ إن وفقت دون أن أعتبر ذلك , مقارعة،، لما ورد ولا موافقة بل أسهامآ متواضعآ قدر أستطاعتي دون الهروب من حقائق أعتقدها....

هناك ثلاثة مصطلحات يتناولها عامة الناس وهي الليبراليه وهو مفهوم أقتصادي يشير إلى حرية السوق أي ترك قوانين العرض والطلب تفعل فعلها لتحديد ألأسعار  وقد  دخلت  الليبراليه في موسوعة السياسه لأن ألأقتصاد أصبح سلاحآ ناجعآ في الحملات ألأنتخابيه في العالم الواعي لمصالحه ـ العالم المتقدم أو المتحضر ـ

المصطلح الثاني ، العلمانيه التي هي موضوع حديثنا و تعني ببساطه إن تفسير الظواهر يعود للعلوم...ثم تطورت إلى أن تأخذ حيزها في العلاقات البشريه ، في تنظيم القوانين ،في رسم خطوط الحقوق والواجبات للفرد أمام المجتمع ـ الدوله....مثلآ ليس من المعقول أن تحكم على من لايعبر الطريق على الخطوط المخصصه لذلك برميه بحجر! ....حالات كهذه كثيره وفي أوضاع معقده كتعقيد الحياة المدنيه لايمكن حكمها بنصوص جاهزه تتغير بتغير قناعة الشيخ ـ الملا الحاكم وكذلك مذهبه أو ديانته ولذا وجدت القوانين العلمانيه ـ المكتوبه من قبل رجال قانون وبأشراف سياسيين وخبراء في علوم ألأجتماع ، النفس...الخ

هنا لابد من ذكر إن العلمانيه لاتفرض على ألأنسان طبيعة المظهر مثلآ ، أنها تحترم خياراته مادامت لاتؤثر على ألآخرين  ،المجتمع العلماني متنوع بلباسه وأكله وأفكاره .... هذا ليس دفاعآ بل حقيقه واقعه،بالمقابل الدين يحاول أن يبني مجتمع الفضيله وهنا يفرض مافي النصوص من سلوك على ألأفراد ، أستعملت كلمة يفرض ليس جزافآ ولا تهجمآ بل كواقع من النصوص الدينيه..

المصطلح الثالث، الديمقراطيه وهو أشمل ويتضمن المصطلحين السابقين ـ الليبراليه والعلمانيه ـ ، نظام سياسي أجتماعي أقتصادي يكمل بعضه البعض ومن المستحيل تجزئته ،وليد أوربا الشرعي وأبن بيئته   وكرأي شخصي لاأعتقد إن مجتمعاتنا قادره على نسخه وإن فعلت فأنه سيكون في غير تربته ، ربما يحيا  لبعض الوقت ولكنه يبقى مصفرآ، هزيلآ قابلآ للزوال في أية لحظه، أنه يتيم لدينا ومثار شفقه  لأن عادات وتقاليد وعسكرتارية مشرقنا ستضطهده وتروضه كما في الهند عندما حولته إلى الوراثي في عهد غاندي !أما في الواقع ألأسلامي فسنلطخ صفحاته البيضاء بالدماء وألأحداث شواهدآ..

يلاحظ إن ألأديان كل ألأديان لم ترفض الليبراليه ,, أقتصاديآ،، لأنها تتطلع لجني فوائدها ومراكمة دخولها لتوسيع نشاطها بينما عارضت المصطلح ألأم ولكن لبعض الوقت ثم وافقت بتردد أحيانآ وبأدعاءات أحيانآ أخرى إنها لاتتعارض مع قيمها...

العلمانيه كان مغضوبآ عليها، تعرضت لأشد أنواع العداء والتشهير ـ كأستخدام الجنس سلاحآ وكأن المجتمعات الدينيه خاليه من سوق العهر والشذوذ الجنسي!...الخ ـ  السبب في كل هذا العداء لأن العلوم لاتقبل تفسير الظواهر إلا بمختبراتها بينما رجال الدين يدعون إن التفسير متوفر بنصوص جاهزه  هذا من جانب ، الجانب  ألأهم وهو منازعة العلمانيه لسلطة الدين في حكم الدوله  .... لقد ذكرت في مقاله سابقه أنهما خطان متوازيان ليس من الحكمة أن  يتقاطعا لأن  تقاطعهما سيجلب مآسي للمجتمع هو في غنى عنها لو بقي كلآ منهما  في  طريقه  ودوره ،  وجود الدين ضروره أخلاقيه وروحيه للبعض بينما العلمانيه مفيده للجميع لو أتفقنا على فهمها.... لقد آن ألأوان لفتح أبواب الحوار الصادق على  مصراعيه ليس من أجل أنتصار أحدهما جدليآ بل كضروره لتطوير المفاهيم الدينيه ودون المساس بأسسها كما يتوجس البعض ،إن الحوار البناء يسهم في مجاراة تطور العصر والنظر إلى العلوم بأعتبارها إنجازات إنسانيه ليست موجهه ضد الدين والمتدينين لأنهم جزء لايتجزء من ألأنسانية جمعاء ، لهم مثل غيرهم من حقوق وعليهم كالآخرين واجبات ..أنهم ليسوا أقل من مرتبة البشر ولكنهم ليسوا بمقام أعلى ..أنها العداله!هل هناك سوي يرفضها؟! وأخيرآ أكرر أنه لايوجد مايمنع أن تلتقي العلمانيه والأعتقاد الديني في ذات الشخص...وحقيقة ألأمر أن العلمانيه ليست بمواجهه مع الدين فلم التشويه؟

خاص بأرض السواد



 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com