إلى متى يحكمنا القتلة والوصوليين

ماجد فيادي
saliem200@hotmail.com

 

لا أريد أن ادخل في سرد لما عاناه الشعب العراقي عبر تاريخه الدموي على يد السلطات المتعاقبة, فقد تكرر ذلك عبر الآلاف من المقالات, واستعين بالمثل القائل (( كثر التكرار يعلم الحمار)), والحمار بريء من أفعالنا نحن بني البشر.
قلنا وقال كثيرون أن حل مشكلة الإرهاب في العراق لا تحل بالطرق العسكرية فقط, ولكنها تحتاج إلى برنامج متكامل, يمكن من خلاله فصل جذور الإرهاب عن محيطه الاجتماعي, لكي يبقى وحيدا في الساحة, ويسهل القضاء عليه فيما بعد, لكن الأجندات الضيقة والمصالح الفئوية, كان لها دائما الحضور الأكبر, مما جعل كل الطروحات العلمية والواقعية تذهب مهب الريح, ولكي تخرج هذه السلطة ( ولا اسميها
حكومة) من مأزقها تذهب إلى إثارة قضايا جانبية تشوش بها على الحدث الرئيسي, لذلك لم يعد بد من المباشرة في الحديث والكتابة عن المقصرين, والابتعاد عن الصياغات الدبلوماسية , لان المعانات التي يعيشها بنات وأبناء الشعب العراقي لم تعد تطاق.
أقول للسلطة العراقية أنكم تسرقون أحلامنا, في بناء عراق متطور يواكب الحضارة التي سبقته قرون.
أنكم تسرقون أيامنا التي نجهد أنفسنا في إحيائها.
أنكم تتلاعبون بمقدراتنا كيفما تشاءون.
وشاهدي على ما أقول , أنكم تلجئون إلى استخدام العنف كحل أساسي للقضاء على الإرهاب, وهذا من شأنه أن يزيد من العنف ومؤيديه, يضاف له المهاترات والدعايات والاتهامات بالفساد بين العديد من الأطراف, بأدلة غير مأكدة, وإنما فقط لتسقيط الأخر, أو لإخفاء فضيحة, بالهجوم على الآخر استنادا على سلوك غير قانوني قام به منذ فترة ما, أو جزل العطاء لضحايا كارثة ما بالمال دون آخرين, أو ادعاء الحق بتمثيل الدين الإسلامي وتكفير الآخر, وما إلى ذلك من تفا هات سياسية لا تخدم سوى الوصوليين على أكتاف المساكين من بنات وأبناء الشعب العراقي.
في زحمة تردي الخدمات الأمنية والصحية والكهرباء والماء, و تفشي الفساد الإداري على أعلى المستويات, وقلة توفر فرص العمل, وازدياد عدد العاطلين يقابله ازدياد في عدد الإرهابيين, تصر السلطة العراقية على أتباع سياسة حمقاء فئوية ذات مصالح ضيقة, في الوقت الذي لم يبرد به دم الضحايا الذين سقطوا على يد الإرهاب, تخرج لنا السلطة بفضيحة وزارة الدفاع السابقة, يقابلها الوزير السابق حازم الشعلان بكشف فضيحة أخرى ضدها تتعلق بارتباط القوى الشيعية بالجارة المسلمة إيران (( راعية جزء كبير من الإرهاب في العراق )), وهنا لا أريد أن أبرء السلطة السابقة من الفساد الإداري لكني اترك الأمر لمن يمتلك الأدلة, أما الحلول لمشاكل الشعب فالكلام فيها مؤجل لإشعار آخر لحين القضاء على الإرهاب (( مسمار جحا)).
أذكر عسى أن تنفع الذكرى, فان الدكتاتور صدام بكل ظلمه, وعلى مدى عقود لم يفلح في القضاء على المعارضة العراقية, ومن أهم الأسباب لذلك, أن هذه المعارضة ممن هي في السلطة ألان, كانت تتلقى الدعم والإسناد و الإيواء من قبل دول الجوار والمجتمع الدولي, ممن تتعارض سياساته مع الدكتاتور, واليوم فان وجود دول لها المصلحة في عدم استقرار العراق تقوم بمساعدة الإرهاب, خدمة لمصالحها الذاتية, ومنها إيران وسوريا والسعودية وتركيا والأردن وفرنسا وبريطانيا وأميركا, يعني بكل الأحوال لا قضاء على الإرهاب بدون سياسة حكيمة تقطع الإرهاب من جذوره وتبتعد عن الطائفية والقومية ومحاولة إقصاء الأخر, والشروع بتحسين العلاقات بين بنات وأبناء الشعب العراقي, وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات وتقديم مكافآت لمن يرشد على الإرهابيين.أخيرا بغير نكران ألذات والابتعاد عن المصالح الضيقة والادعاء بامتلاك الحقيقة, لا يمكن أن تقوم للعراق قائمة.
حوار بين زوجة وزوج :
الزوجة :. أريد اليوم الذهاب إلى سهام ألعبيدي (( محل في جانب الكرخ يقدم بضاعة جيدة ومخفضة الأسعار)), اشتري ملابس للبنية.
الزوج :. ماكو طلعة متشوفين القتل في الشوارع يوميا, هاي آني ما طالع غير بس للعمل وباقي الوقت وجهي بوجهك.
الزوجة :. يبو لا حكومة تحل مشاكلنا ولا إرهاب يتركنا بحالنا ولا زوج قادر يحمينا ولا كهرباء ولا ماء, هاي حياة لو موت بطيء.
 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com