|
مكافحة الإرهاب الدولي مسؤولية دولية حمزة الشمخي
بما أن الإرهاب أصبح ظاهرة دولية ولا يستثني أحدا من البلدان والشعوب، فلذلك يتطلب مكافحته ومعالجته من قبل الجميع دون إستثناء، لأن الإرهاب أخذ يمتد وينتشر ويتوسع في كل قارات العالم، وليس موجه ضد هذا البلد دون الآخر، والأمثلة كثيرة حول ذلك، ومنها ما حصل في 11 سبتمبر وبعدها في لندن وإندينوسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية والمغرب والعراق ولبنان وتنزانيا ... وأن من يعتقد بأن الإرهاب قد بدأ منذ وبعد أحداث 11 سبتمبر المأساوية والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، فهو واهم، لأن تاريخ الإرهاب يمتد الى الآف السنين، ولكنه في السنوات الأخيرة، أصبح أكثر عنفا وتطرفا وأكثر إنفلاتا وشمولية وإتساعا فلذلك توقف قادة العالم المجتمعين بمناسبة الذكرى الستين لإقامة المنظمة الدولية، والذي يعتبر أكبر تجمع دولي من نوعه ويشارك فيه أغلب القادة من البلدان المختلفة، حيت توقفوا هؤلاء القادة طويلا أمام ظاهرة الإرهاب الدولي، وما هي أسبابها وجذورها وكيف معالجتها والتصدي لها ؟. وبعد إلقاء الكلمات والنقاشات والحورات، قد توصل الحضور الى أنه لا يمكن معالجة ومكافحة الإرهاب، من خلال إستخدام سلاح العنف المقابل والقوة المسلحة، بل يتطلب توفير الظروف المناسبة التي تخفف من ظاهرة تصاعد الإرهاب، وتساعد على تجفيف مصادره، والعمل الجدي والفعال من أجل توفير المناخ الديمقراطي والإصلاحات الشاملة في جميع المجالات، وكذلك محاربة ومعالجة ظاهرة الفقر المنتشرة في مناطق واسعة من العالم، والعمل على توفير فرص العمل للملايين العاطلة عن العمل، إضافة الى توفير السكن والتعليم والضمان الصحي والإجتماعي، ومساعدة الدول الفقيرة والتخفيف من أعباء الديون المترتبة عليها، كل هذا وغيره من المعالجات والقضايا الإخرى، سوف تساعد حتما في مواجهة عمليات الإرهاب والجريمة المتصاعدة في أيامنا هذه . وأن كل هذه الخطوات والحلول بحاجة الى منظمات وجمعيات وهيئات وأدوات فاعلة وحيوية على الصعيدين المحلي والدولي، بحيث تصبح بديلا حقيقيا لإنتشال الشبيبة من واقعها الصعب والقاسي والمرير، الذي يدفعها ويؤدي بالضرورة بها، الى لجوء البعض منهم للإنخراط في المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بالحوار والديمقراطية والسلام طريقا للبشرية، بل إنها تلجأ الى طريق العنف والإرهاب من أجل الوصول الى أهدافها العدوانية الشريرة وأن ما يحصل في العراق اليوم من عمليات إرهابية وإجرامية، ما هي إلا حلقة من حلقات الإرهاب الدولي، التي سوف تنتقل من مكان الى آخر، لأن إرهاب اليوم المنفلت كما هو معروف بلا حدود، ويستهدف البشر كل البشر والحجر والشجر على حد سواء، وهذا ما حصل ويحصل في أكثر من بلد من بلدان العالم، وليس العراق آخرها فإذن ما دام الإرهاب أصبح دوليا وشاملا، فلذلك تقع على كل دول العالم مسؤولية مكافحته ومحاربته بكل الوسائل والطرق الممكنة، والتي ينبغي أن تحقق النجاحات بأقل الخسائر البشرية والمادية، للقضاء عليه جذريا، وخلق عالم خال من الإرهاب والجريمة، ويسودة السلام والمحبة والحرية والتآخي بين الشعوب
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |