|
هل يجوز شرعا ووطنيا مهادنة العفالقة ؟ وداد فاخر* / النمسا
هل نرجع لعبارة ( آنه شعليه )، أو ترديد عبارات جوفاء مثل ( البعثيين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء أبناء شعبنا )، و ( الناس جانت تريد تعيش شنو يسوون سجلوا بالحزب ). برأيي كل ذلك مجرد تبرير من قبل البعض لا داع له، وتوطئة لعودة البعث بصورة جديدة على نمط جماعة علاوي ومن سوف يلتحق به ممن لا يزال يحلم بجبهات على شكل( جبهة ديمتروف ) التي كان البعض يحاول جاهدا أن يقنعنا أيام شبابنا في أوائل سبعينيات القرن الماضي بأن ( أم الكبائر )، أو جبهة 1973 مماثلة لما دعا له ديمتروف في تشكيل جبهات وطنية، منتصف أربعينيات القرن الماضي عند استفحال وسيطرة المعلم الأول للبعث ( السلطة النازية الألمانية ). فعملية إجتثاث البعث، وملاحقة النازيين الجدد الذين لا زالوا وبعد سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي العنصري لأكثر من سنتين ونصف السنة لا زالت معطلة، ويتم الالتفاف حول العملية ويكتب البعض وبطريقة من خرف إنه يجب محاورة العفالقة، والتفاهم معهم بينما يدعو البعض الآخر لـ ( مصالحة وطنية ). وكلنا نعرف تماما إن الحوار الحقيقي يجب أن يكون بين طرفين متخاصمين يختلفان على بعض المسائل، ويلتقيان في الأسس.إذن ما الذي يجمع شرفاء العراقيين ممن ناضلوا لمدة أكثر من أربعين سنة ومنذ العام 1959 بعد بروز حزب البعث كحزب عنصري فاشي، وقف علانية ضد التغيير الديمقراطي في العراق بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 وسقوط الملكية في العراق ؟!. ولأن لا جامع بين الطرفين، أي الطرف الذي يمثل شرفاء العراقيين، وأراذل الناس من البعثيين، فقد انتفى السبب الحقيقي الذي يتوجب الدعوة للحوار، أو المصالحة. ثم إن من شروط المصالحة أن تكون هناك عوامل مشتركة بين أي طرفين. فما الذي يجمع بين القاتل والضحية يا ترى ؟!. وهل هناك جهة عراقية مخولة بالتصرف وفق ما يطلبه أولئك البعض، متناسين ملايين العراقيين الذين ذهبوا بدون أي ذنب اقترفوه لمجرد إن فلسفة البعث تقول ( من ليس منا فهو ضدنا ). وتحت أية يافطة يجلس البعض للتحاور والتشاور مع قتلة الشعب العراقي، وتحت أي مسمى ؟!. دعونا نفترض سلفا إن فلانا من الناس جمعه خندق واحد وجلس تحت خيمة واحدة مع حثالات وفلول البعث الذين بذلوا كل ما نفوسهم المريضة من حقد وكره على العراق والعراقيين خلال أربعة عقود ونصف من الزمن لحد يومنا هذا، واتفقوا معهم على جميع النقاط الخلافية – أقصد هنا بينهم وبين العفالقة، لأن لا علاقة للشعب العراقي بها -، إذن ما الذي يكسبه العراقي البسيط ممن لا يزال العديد منهم للآن لم يعثر حتى على رفات عزيزه الذي طمره القتلة البعثيين تحت الأرض ضمن حقدهم الدفين على الشعب العراقي ؟!. ثم من سيحقق لآل الضحايا ما يصبون إليه من تحقيق العدل البشري والإلهي ؟!. علما إن القضاء العراقي ( الرحيم ) يطبق بكل جدارة مقولاتهم بالعفو عن البعثيين والإرهابيين ومجموع ما أصدر من أحكام ( رحيمة ) لا يتجاوز ما تصدره محكمة بعثية في ساعة واحدة أيام عز ومجد البعث الزائل. وليتصور معي من يهول كتاباتي بأن المحكمة ( الرحيمة ) أصدرت أقسى عقوبة على مجرم وممول للإرهاب وداعم له مثل أبن المجرم سبعاوي إبراهيم بالسجن المؤبد على أمل أن تأتي حكومة ( وطنية ) على شاكلة حكومة ( الرفيق ) علاوي لكي يخرج بمرحمة والله اعلم. ما أريد قوله إننا نمر بمرحلة حرجة جدا، وعلينا ان نفرز الصالح من الطالح، وان يكون هناك فرز حقيقي لكل العناصر الانتهازية، ومغتنمي الفرص، والذين صعدوا على أكتاف الجماهير في ظروف معينة، ومرددي الشعارات الثورية، و ( الثوريين الذين يرفعون كؤوس نخبهم عاليا أيام السلم )، كما يقول إنجلز في كتاب ( حرب الفلاحين )، منتقدا العناصر البرجوازية والنفعية ومغتنمي الفرص ممن يفكر بأنه سيجد ضالته بين طليعة الجماهير من الطبقة العمالية، بعد انتصارها. وفي النهاية فنحن نعيش صراع طبقي حقيقي يتمثل الآن بين فقراء وبسطاء الناس وبين الكثير من الانتهازيين ومغتنمي الفرص والدجالين، والثوريين الذين استسلموا بلا معارك أمام العفالقة الهمج، وبين من وقفوا بقوة وصلابة ضد الهجمة الفاشية الشرسة، وناضلوا بشتى الطرق من اجل الوصول لهذا اليوم الذي نعيشه ونرى بأم أعيننا السقوط المريع للفاشية الهمجية التي كان مجرد التفكير بسقوطها وزوالها من على الوجود حلم لا يطاله أي فرد عراقي. ولأن لا عودة للبعث مهما حاول وعمل إن كان بقوة الإرهاب، أو عن طريق راعيه الشرعي ( ماما أمريكا )، لكن يجب علينا مواصلة الحملة بكل قوانا من اجل دحر كل مخططات البعث الرامية للعودة الجزئية أو للمشاركة في صنع أي قرار. هامش : عهد للزميل العزيز سمير سالم داوود على أن نكون كحد السكين بوجه كل محاولات العفالقة الهمج من البعثلوطيين، مهما عملوا، أو هددوا إن كان عن طريق قرقوزاتهم، الذين يتأبطون دائما سيوف دونكيشوتيه يصارعون بها طواحين الهواء على غرار ( ام المهالك )، أو ( الحواسم ) اللتين هربا من سوح المعارك بعد أن نزعوا حتى سراويلهم وتركوا مؤخراتهم مكشوفة لمطارديهم من الأمريكان. أو عندما يلجئون لاستعمال سلاحهم الوحيد الذي يتميزون به وهو قاموسهم المحمل بأقذع الشتائم، والتهم الجاهزة لشريفات وشرفاء العراقيين، ووصمهم بما يتحلون هم به من رذالة ودنائة وقلة اصل. كوننا نعرفهم جيدا فمعظمهم من بقايا نسل خدام المماليك، والألبان وبقية الأقوام التي وفدت على العراق مع الجيوش الفاتحة. فالعراقي الحقيقي لا يحمل من الغل داخل نفسه كما يحملون هم في دواخلهم، وهو أولا وأخيرا من قلة أصلهم ووضاعتهم.
* شروكي من بقايا ثورة الزنج وحفدة القرامطة
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |