أعصار ريتا وعلاقتنا مع الطبيعة

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 

  تدعونا أحداث الساعة العالمية، وأقصد بها الأستنفار التام للأجهزة الأمريكية لمواجهة أعصار ريتا القادم الى السواحل ألجنوبية لولاية تكساس .

 التي أصبحت مناطقها الساحلية فارغة من السكان الذين أخلوا أو هربوا شمالا وشرقا وغربا الى مناطق أكثر أمنا بعيدا عن الكارثة القادمة اليهم .

 وتزيد من خطورة الموقف البيئي وجود المنشآت الكيميائية ومصافي النفط في المنطقة، تلك التي تغطي ربع حاجة الولايات المتحدة من المشتقات النفطية .

مما يعطي أحتمال تجاوز الكارثة لحدود المنطقة وانتشارها في دائرة أوسع عبر تنقل تلك المواد السامة بواسطة الرياح المصاحبة للأعصار .

 تدعونا للتوقف قليلا والتفكر بعلاقة الأنسان بالطبيعة والكون وهل تتضمن موازنة عادلة تنسجم مع سنن اللة في الخلق، الأنسان والكون، أم العكس هوالصحيح وهو ان مجتمع المادية هو مجتمع أحادي الأتجاة لا يهمة سوى أستغلال أكبر لهذه العلاقة على قاعدة المنفعة الضيقة فقط، تحقيقا لمصالح أقتصادية آنية أو أغراض عدوانية كالمفاعلات النووية، وحتى أستعمال يورانيومها المنضب للأغراض العسكرية، والتي أحدثت كوارث بيئية طويلة المدى، ناهيك عن أنتشار الأمراض الخبيثة " العراق نموذجا" ان بحوثا كثيرة جرت في الجامعات العالمية وكذلك جامعاتنا العراقية في نهاية الثمانينات لتقليل الآثار السلبية للتقدم التكنولوجي على التوازن البيئي العالمي، وقدأجرى الباحثون العراقيون، كأقرانهم من دول العالم دراسات تخص تقليل أكاسيد الكاربون في عمليات الأحتراق الداخلي، وكذلك سبل تقليل نواتج أكاسيد النتروجين NOX التي كانت اللأبحاث تثير اليها وكذلك الغازات المستعملة في أجهزة التكييف، كونها سببا في تمزيق حاجز الأوزون تلك الطبقة التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة والمسببة للأمراض الخطيرة .

 وكانت في تلك الفترة نتائج البحوث العالمية وفي مقدمتها الأمريكية تشير الى تلك الأسباب والى نتائجها الخطيرة على التوازن الكوني .

 رغم كل تلك النتائج كانت الولايات المتحدة ترفض لأسباب أقتصادية الأقرار بها وترفض التوقيع على معاهدة كيوتو في اليابان لمعالجة ظاهرة الأحتباس الحراري في الكرة الأرضية، مما يتسبب عنه أخلال في التوازن البيئي حيث أشارت المعاهدة الى ان الغازات المسببة للأحتباس الحراري تتجمع في مناخ الأرض نتيجة للأنشطة البشرية, متسببة في ارتفاع حرارة هواء جو الأرض وفي تسخين أعماق المحيطات.

 وأضافت أن "التغييرات المسجلة في العقود الأخيرة تعود في الغالب الأعم الى الأنشطة البشرية" غير أن مواقف الوكالة تصطدم برأي أنصار بوش العاملين في صناعة السيارات والنفط والكهرباء.

 ويقول هؤلاء أن التيقن من وجود صلة بين ظاهرة الاحتباس الحراري والنتائج المترتبة على الأنشطة الصناعية يتطلب أجراء مزيد من الأبحاث.

 ويشار الى أن الولايات المتحدة تعد أكبر مصدَر للغازات التي أثبت أنها تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني.

 أن الطرق الخاطئة في أستغلال البيئة بشكل عام تؤدي الىحدوث أضرار كبيرة عليها، وعلى الانسان ذاته، وعلى الاجيال القادمة.

الارض, الماء, الجو, والانسان وهي مكونات الوجود الاساسي للحياة, وكذل مقومات الحضارة التي من المهم ان ننظر اليها من خلال المحافظة على توازن العلاقة القائمة بين مكوناتها وهي تعتبر اكبر تحد يواجه الانسان في هذا القرن ولابد ان ننظر الى مدى التراجع في الانظمة الطبيعية المسندة للحياة والمتوفرة على الكرة الارضية, وسوء استخدام البيئة مما يؤدي الى الدمار الذي يلحق بالارض والمياه والهواء, ونوعية الحياة للاجيال القادمة.

كانت العلاقة بين الانسان والتربة والماء وكذلك الجو متوازنة نسبيا في الماضي, لكن في المائة سنة الاخيرة تلوثت التربة والماء والهواء وارتفعت نسبة الغازات السامة, واختفت الانواع الحية الكثيرة من النباتات والحيوانات, واكدت البحوث اختفاء او انقراض آلالاف الأنواع الحيوانات والنباتات .

 وتؤكد الدراسات ان التلوث البيئي في بعض المدن سوف يسبب عطلاً دائما لأنظمة التنفس لآلاف الاطفال قبل الوصول الى سن العاشرة.

 وترسم الارقام صورا قاتمة عن المستقبل والحياة في هذا القرن والقرن القادم, أن آثار البيئة بالغة الضرر على الانسان وانها من مسؤوليات نمط الحياة الغربية.

 والسبب الرئيسي لمشاكل البيئة هو نموذج الحضارة الغربية التي بدأت دولها تنتبه لتلك الأخطار وتعمل على التقليل منها.

 اننا كمسلمين نؤمن بقوله تعالى ( قلت استغفروا ربكم انّه كان غفّارا .

 يرسل الماء عليكم مدرارا .

ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم انهارا ) كونه مصداق لعلاقة ذي بعدين الا وهي علاقة الأنسان بأخيه الأنسان، وعلاقة الأنسان بالطبيعة وانهما تسيران بخطين متوازيين باتجاه واحد هو العدالة، فكلما سادت العلاقات الأجتماعية، أزدهرت العلاقة الثانية وسيطر الأنسان على البيئة وتفاعل معها بشكل أفضل .

 والعكس بالعكس .

 كلما أزداد الطغيان والأستغلال في خط العلاقات الأنسانية والدولية وأزداد تكالب المستكبرين وطغيانهم صعب أستقطاب الطبيعة والسيطرة عليها لفشلنا كبشر من أسيعاب قيم العدالة الشاملة .

 وأخيرا ندعو اللة العلي العظيم ان يجنب الأنسانية كل مكروه .

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com