بغداديات .. بيت شلفاطة

بتوقيع بهلول الكظماوي / امستردام

 bhlool2@hotmail.com

مقدّمة :
أستميح القرّاء الكرام عذراً عن بعض العبارات الغير لائقة التي سوف ترد في موضوعي اليوم، حيث إن اختصاصي الذي انتهجه هو البحث في الموروث الشعبي (التراثي) العراقي، ويتضمّن هذا الموروث حكم وأمثال مرويّة عن الشارع الشعبي، وهذا لا يخلو من نكت وطرائف وتعليقات لا ذعة قد ترد فيها ألفاظ غليظة ومخدشة للحياء ويراها القارئ إنها مخلة بالذوق العام.
أما قصدي من إيرادها فهو للعبرة والاتّعاظ لمطابقة ما يرد فيها مع الواقع المعاش ليس اكثر، والاّ وأنا بهذا العمر لست بهاوي و(غاوي) بذاءة وتجريح بقدر انطباق ما ارويه مع الموروث الشعبي على الواقع المعاش في أيامنا العصيبة هذه.
البغداديّة :
خطب أحد شباب عائلة (بيت شلفاطة) امرأة احبها، فتمّت اجراءآت الخطبة حسب الأعراف العادات والتقاليد الجارية على احسن ما يرام.
و لمّا حان موعد الدخلة في ليلتها فكان الزفاف ودخل العروسان إلى مخدع الزوجيّة وباشر العروسان عملية الدخلة في فراش الزوجية.
وإذا بالعروس لم تتحمّل قوّة احتضان عريسها لها ففلتت منها (ظرطة) اجل الله القارئين والسامعين.
المهم مضى كل شيء على ما يرام تلك الليلة، ولكن ظلّت الخيبة والخجل من الفضيحة تساور الفتاة العروس، وباتت ليلتها تضرب الأخماس بالأسداس تفتّش عن عذر لعلّه يقيها تلك الفلتة التي أفلتتها.
انتظرت العروس حتى نام زوجها من التعب والإرهاق فتسلّلت من غرفتها لتجد الطريق مفتوحاً لها حيث أصحاب الدار كلّهم مستغرقون في سبات عميق بعد ليلة صاخبة متعبة.
ذهبت رأساً إلى حيث المطبخ لتجلب منه بيضة تعزل من بياضها الصفار ولتقفل راجعة إلى مخدع الزوجيّة حيث زوجها (نايم جفي) مستغرقاً بالنوم على وجهه وقفاه الى الاعلى، اتت العروس بصفار البيض لتسكبه على مؤخّرته (مؤخرة زوجها العريس) ما بين فتحة شرجه (اجل الله القارئين والسامعين) ثم لتخلد إلى النوم مرتاحة البال والخاطر لأنها صنعت ما يقيها (التصجيم) التعيير والغمز واللمز من قبل زوجها مستقبلاً بانها قد فلت منها صوت الريح في ليلة الدخلة.
أفاق الزوج المسكين صباح اليوم التالي ليتحسّس شيئاً لزجاً بين طيّات مؤخّرته.
ولمّا وقع نظره بنظر زوجته العروس، آخذت تلاطفه بخبث ودهاء قائلة له :
(ولا يهمّك يا ابن عمّي : احنه يسمّونه بيت شلفاطه..... الرجّال خرّاي... والمره ظرّاطه (اجلّ الله القارئين والسامعين).
وألآن عزيزي القارئ الكريم :
ما يدور في منطقتنا العربية اليوم من أحداث أزكمت روائحها النتنة الأنوف واشمئزّت منها النفوس واقشعرّت منها الابدان.
1- ابتداءً باللقاء الحميم بين وزيري خارجيتي قطر وإسرائيل ودعوة وزير خارجية قطر هذا المجاهد المناظل، دعوته إلى كافة الدول العربية أن تحذو حذوه وتحسّن علاقتها بإسرائيل، في حال قناته الفضائية (الجزيرة) المدعومة والممولة من اليهودي (ديفيد كمحي) تدعم وتدعوا للجهاد في العراق ولإبادة الشعب العراقي.
2- ومروراً بالعاهل الأردني، ذلك الملك العربي الهاشمي وقبوله، بل تعهّده للأب الروحي جورج بوش بزيارة اسرائيل ولقائه بعمّه السامي (ارئيل شارون) وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات وعقود شرف مع دولة اسرائيل رائدة العالم في الديمقراطية.
هذا الشبل الهاشمي بن ذلك الأسد الذي حمى واحتضن الفريق أول الركن حسين كامل مع ملياراته الثلاث من الدولارات، والمعروف عن حسين كامل انّه صاحب اكبر حرب إبادة جماعية في النجف وكربلاء ابان انتفاضة شعبنا سنة 1991 التي دخلها ليأتي إلى قبر الحسين (ع) ويضع قدمه القذرة على ضريحه الشريف قائلاً له : آنت حسين وأنا حسين فاخرج لي إن كنت قادرا على قتالي.
و اليوم يكرّر شبل ذلك الأسد الهاشمي مليك الأردن الحالي ليحتضن (حرامي بغداد الجديد) والمناضل البعثي الأستاذ حازم الشعلان بملياراته الاثنين من الدولارات، هارباً من موقعه في المجلس الوطني الذي فرضه فيه المرحوم (بول بريمر)، وليرجع الشعلان إلى المليك الهاشمي طالباً معونة أسياده الأمريكان للدفاع عنه لانه لا يثق بلجنة النزاهة العراقية.
3-أما المشهد الثالث وليس الأخير، فهو منظر حماتنا الطيبين أبناء بريطانيا العظمى التي ومع الاسف غربت الشمس ليس عن مستعمراتها فحسب، بل حتى عن عاصمتها لندن، منظر هؤلاء الجنود الطيبين وهم لابسين الملابس العربية كي لا يعلم بهم احد انهم يحسنون الينا (فهم قد تربّوا على إخفاء احسانهم، وعلى صدقة السرّ، وعدم الإعلان عن مسارعتهم بالخيرات خوفاً من الوقوع في الرياء والعياذ بالله).
لقد قدم هؤلاء المساكين لإنقاذ اكثر من مائة وخمسين ارهابياً (عفواً مائة وخمسين مجاحداً) من موقف الجرائم الكبرى بالبصرة ولما شكت بهم الشرطة العراقية واعتدوا على كرامتهم واعتقلتهم بحجة حيازتهم لاجهزة تجسس وعبوات متفجرة، هبّ لنجدتهم احفاد الجنرال مود والسير برسي كوكس والسير ولسن، وببطولة لا متناهية كسروا السجن بدباباتهم ليحرروا المائة والخمسين ارهابياً عفواً المائة والخمسين مجاحداً.
و الكل يعرف آن العراقيين أصحاب مروءة ونخوة وشهامة فارادوا أن يردوا الجميل لهؤلاء الانكليز الأبطال فاستقبلوهم بالحلوى والسكاكر الحجرية الصلبة، كما اشعلوا لاجلهم الالعاب النارية، ولكن للاسف الشديد كما هي العادة دائماًفي الافراح والاعراس الوطنية تذهب بعض الضحايا نتيجة سوء استخدام هذه اللالعاب النارية فاحرقت لاخوتنا الانكليز ثلاثة دبابات وبضعة أفراد من طواقمها، فلا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم.
وألآن عزيزي القارئ الكريم :
بعد هذا السرد البسيط الذي أوردناه لهذه النماذج الثلاث الوارده اعلاه.... !
ألا يحقّ لنا أن نشبّههم بـ (بيت شلفاطه) أم لا...؟.
اترك شرح ذلك وتحليله والحكم عليه الى القارئ الكريم الذي لا اشك بذكائه وفطنته.

ودمتم لأخيكم

 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com