|
اولم ينطق سعود الفيصل بالحقيقة؟! صاحب مهدي الطاهر / هولندا
التدخل الايراني في الشؤون العراقية الداخلية امر لا يمكن نفيه او التستر عليه فهو موجود بشكل قوي وباشكال متعددة ابتداءا من الدعم المادي الى الدعم العسكري مرورا بالدعم الاعلامي للعصابات القتل والخطف والارهاب المتواجدة على الساحة العراقية ،هذه التدخلات اقر بها اكثر من مسؤول عراقي خلال فترات متعددة منذ سقوط نظام البعث البائد والى الان وكان الدليل الاهم الاسلحة والمعدات الايرانية المنشا التي ضبطتها شرطة النجف بقيادة اللواء الجزائري ابان احداث النجف من السنة الماضية ،اما التصريحات الصادرة من المسؤولين الايرانيين بارزين في القيادة الايرانية والتي تخص الشان الداخلي العراقي فهي اكبر من ان تحصى، فهذا من يحرض على مقاومة المحتل وهذا من يشجب الاعمال العسكرية التي هدفها تطهير بعض المناطق العراقية من براثم الارهابيين والاخر من يحذر امريكا من مغبة المواجهة مع ايران لان العراق سيكون حلبة الصراع واخر يتوعد امريكا بان ايران قادرة على تحريك الشارع العراقي بما تمتلكه من تاثير عليه سيولد ضغوط كبيره وتحديات جمة عليها وهلم جرا من التصريحات الصارخة والواضحة التي تقذف بسمومها القاتلة في الجسد العراقي المترنح والهش، الا ان الكثير من الاطراف العراقية لا تعبا لهذه التصريحات الحمقاء ولم تنطق ببنتة شفة لتدينها او تعارضها ولكنها تستشيط غضبا اذا صدر تصريح من جهات غير ايرانية حتى ولو كان لا يرقى الى التدخل الميداني الفعلي كالتحريض العلني على مواجهة قوات التحالف بل ياتي من باب النصيحة ليس اكثر ،وبما اننا ندين ونشجب بشدة اي تدخل في الشان الداخلي العراقي مهما كان مصدره واسبابه الا اننا يجب ايضا ان نكون منصفين وحيادين في التقييم عندما نتناول موضوعة تخص الشان العراقي سلط الضوء عليها من قبل اطراف غير عراقية ،فالتصريح الذي ادلى به وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مؤخرا والذي نصه (ان السياسات الامريكية المتبعة في العراق سوف ترمي بالعراق الى الحاضنة الايرانية ) يتكون من شقين الاول انتقاد واضح الى السياسات المتبعة في العراق من قبل الحليف الامريكي اما الثاني الخوف من السيطرة الايرانية على الدولة العراقية،فالمنتقدون لهذا التصريح وجلهم من الشيعة لانهم اعتبروا انفسهم هم المعنيون من هذا التصريح عليهم ان يوضحوا اين يكمن الخطا بالتحديد في هذا التصريح هل بشقه الاول ام بشقه الثاني ام في كليهما معا؟ فالمنتقدون للشق الاول امامهما طرحان لا ثالث لهما اما ان السياسات الامريكية المتبعة في العراق هي انها تخدم شيعة العراق وتكرس الطائفية او انها لاتخدم؟ فالذين يعتقدون ان السياسة الامريكية تخدم الشيعة فعليهم اذن ان يشكروا القوات الامريكية ويدينوا لها بالعرفان والامتنان بشكل واضح وعلني وهذا هو السبيل والوحيد لترسيخ نفوذهم وتثبيت اقدامهم وهذا بالضرورة سيجعلهم اعداء لايران لانها تعاض هذا التوجه جملة وتفصيلا حيث دابت ومنذ سقوط النظام البعثي والى الان على زرع بذور العداء بين القوات الاجنبية المحررة والشعب العراقي باعتبار ذلك يصب كما تعتقد لمصلحتها البعيدة والقصيرة المدى وبذلك سوف ينتفي الخوف الذي ينتاب البعض على مستقبل العراق كنتيجة لسطوة الايرانية ويجعل تصريح الوزير السعودي بشقه الثاني لا معنى له لانه ليس له وجود على ارض الواقع.اما الذين يعتقدون ان السياسات الامريكية لا تخدم شيعة العراق بل هي تقف بالضد من مصالحهم وتوجهاتهم وبالتالي فهي مصدر اضعاف لقوتهم ولشوكتهم فهذا يجعل تصريح الوزير السعودي في هذه الحالة في شقه الاول ليس له معنى اذ ليس هناك ما يدعمه على ارض الواقع وفي هذه الحالة سيجعل هؤلاء بالضرورة يرتمون لاحضان الايرانية من باب البحث عن حليف قوي وبهذا يتحقق الشق الثاني من تصريح الوزير ولكن بشكل نسبي لانه لا يحضى برضا الجميع ،اما اذا اتفق الجميع على امر واحد وهو ايا كانت السياسات الامريكية سواء كانت داعمة الى الشيعة ام لا فانهم سيرتمون في الاحضان الايرانية فهذا هو مكمن الخطر الذي كان يجب ان يحذر منه كل المحبين والاصدقاء للعراق والشعب العراقي وعليه ان تبادر القوات الامريكية الى قطع كل سبل الاتصال بين العراقيين الشيعة والايرانيين بغية تحجيم ذلك الخطر الداهم لان تاثيره سيكون وخيما جدا على مستقبل العراق ارضا وشعبا وحضارة.اما الشق الثاني من التصريح والذي يطرح امكانية ارتماء العراق في الاحضان الايرانية فالمنتقدون له عليهم ان يوضحوا سبب انتقادهم هذا هل هو جاء لاسباب مرتبطة بخوفهم عن حليفهم الايراني من باب محاولة تشويه سمعة الايرانيين ام انهم يشعرون بالاهانة حيث ان الوزير طعنهم في وطنيتهم وعراقيتهم التي لا يمكن ان يساوموا عليها ابدا باعتبارهم عراقيون اولا واخيرا؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |