|
عودة ثانية لتصريحات سعود الفيصل
نعود مرة أخرى لتصريحات سعود الفيصل بتحذيره الأمريكان، بأن كل جهودهم المشتركة، التي قاموا بها بتحريض وهابي بحت، ضد شيعة العراق بتمكين صدام من أستخدام السمتيات، وكذلك فك الحصار عن وحداته من الحرس الجمهموري والخاص كي تتفرغ لقمع انتفاضة المظلومين الشعبانية. لندرس تاريخ التغلل الوهابي في المجتمع العراقي والذي بدأ بزخمه بعد تلك الأحداث عندها هيأ النظام الصدامي. في الحالة العراقية ليؤسس على تمظهرات مشوهة ومقولات باطلة " مثل لا شيعة بعد اليوم" لتكريس أحتقانات كانت موجودة أصلا بجذورها التاريخية ذات البعد الطائفي المعروف. ليقوي السلفية الوهابية بشكل أكبر " حيث كان قد وجد لها تأسيسا آبان الحرب العراقية الأيرانية بمساهمة البعث في طباعة كتب مشبوهه ومعروفة ضد الشيعة كمذهب للأكثرية العراقية "ليحتفظ بورقة الطائفية طازجة في ادارته المحمومة لعملية الاحتفاظ بالسلطة بتقوية السنة على الشيعة وتأليبهم ولم ينسى تقوية السلفية الوهابية. لذلك يخطأ من يعتقد ان تأريخ عمل السلفيين الوهابيين في الساحة العراقية فد بدأ بعد اسقاط النظام لا, فقد شهدت بداية ألتسعينيات نشاطا محموما لبناء الجوامع في العراق بتسهيل من الادارة الديكتاتورية وحصل السلفيون القادمون من "الشقيقة السعودية" بشكل سري وعلني وتحت أسماء عراقية على تسهيلات أمنية وتنظيمية خطيرة وصار العراقيون يتداولون النكات حول الوهابي الذي يوزع الحليب والمواد التموينية في الجامع مع كتب ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب وبدأ التدين يأخذ شكله التنظيمي الخطير والكبير ونجح الوهابيون في التأثير بالكثير من الشباب العراقي وتحول الكثيرون من طائفة الى اخرى في بعض مناطق ديالى وبغداد. هذا وصل تأثيره حتى الى بعض مناطق كوردسان وخاصة دهوك ليصبح بعد ذلك جذرا لنمو حركات أصولية سلفية " كأنصار الأسلام ". عندها بنت الوهابية لنفسها مؤسسات ضخمة " للدعوة والأرشاد" للترويج للفكر السلفي الوهابي وصرفت الملايين لهذا الغرض كان أن بدأ هذا الفكر رغم رثاثته وسطحيته ينتشر بين أتباع آهل السنة ليزيد من التباعد ويلغي نقاط الالتقاء التي يقترب بها المعتدلون السنة من الشيعة. كان للفكر الوهابي طرقه الخاصة التي نجحت في جذب العوام وخلفت في قلب المجتمعات السنية العراقية ألغاما بشرية قد تنفجر في أية لحظة. ذلك الفكر المهلهل والمغلق الذي ينبذ الحوار ويلغي وجود العقل ويركز دائرة عمله على الأطفال " خذوهم صغارا كمقولة الجرذ". لكن تركيز الحملة كان جله في المناطق السنية،الحملة جاءت في وقت كانت الناس أحوج ما تكون فيه للمادة وأغدقت الأموال بغير حساب وتم ترويج النموذج السلفي عبر سياسة الرغيف ليكون عامل جذب للشباب وتم غسل الكثير من العقول التي صارت بعد سقوط النظام وقودا للأرهابيين الذين وجدوا المسرح جاهزا فاستثمروا نتاجات "الحملة الأيمانية " ليخلقوا فرصا جديدة لأنشاء أمارتهم الطالبانية في العراق. ذلك يفسر القناع الطائفي الذي يقوم بارتدائه البعثيون الصداميون اليوم، ليتحصنوا خلف الحصون والسواتر الطائفية، لمواصلة جرائمهم النازية ضد أغلبية الشعب العراقي، متظاهرين بأنهم يدافعون عن مصالح الطائفة السنية " المهمشة" في العراق الجديد " عين مقولة سعود الفيصل " وعن الوطن في آن واحد، وهو الوطن الذي استعمروه واستعبدوه، داخليا، ردحا طويلا من الزمن ليتركوه لأسيادهم الأمريكان ويتواروا عن الأنظار في التاسع من نيسان. كانت تدور في منتصف التسعينيات والى سقوط صنم النظام حربا طائقية ببعد عقائدي أن جاز لنا أسستعمال هذا الأصطلاح فقد أفتتحت الأوقاف العراقية حينها " وكانت سنية بالطبع " عدة مدارس دينية وهابية في الحلة والمسيب والمحاويل والديوانية، ناهيك عن سيطرتهم على وقف بغداد والبصرة الشيعييتين. بعدها آلت الدول الطائفية ومنها السعودية على نفسها تقديم كل صور الدعم الممكن ماديا وأعلاميا لهذه التيارات أضافة للتيارات السنية الأخرى والتي حاولت جمعها وتوحيد صفوفها في هيئة علماء المسلمين لخلق قطب مضاد للمرجعية العليا الشريفة في النجف. هذا الدعم كان مشروطا بكون الكلمة العليا هي للتيار السلفي وهذا ما تم بالفعل ليصبج الضاري البعثي والصميدعي الوهابي هم أصحاب القرار الحقيقيين في الهيئة عدا عن أنهم أسسوا مركزا مستقلا للأفتاء والدعوة والأرشاد على غرار ما هو موجود في السعودية وأكثر دول الخليج التي قدمت لهم الدعم المالي وبأرقام مخيفة لضمان نجاحهم في وضع العصي في عجلة الانتخابات وفرملة ما يعتبروه هم تسيد الشيعة والأكراد للمشهد السياسي. ألا يعتبر كل هذا تدخلا في شؤون العراق الداخلية وتحريضا على بث روح الكراهية بين شعبه ياسمو الأمير الفيصل ؟ أن خطابكم ياأيها الأمير فيه تجني بل يحمل عداءا واضحا ضد الشيعة وبغضا لهم،فأنت لا تستطيع تحمل ان يكون الحكم للاغلبية المظلومة التي من حقها ان تحكم ان كان ذلك يتم من خلال الانتخابات لذلك تلجأ الى الاسلوب الرخيص الذي تعود عليه العروبيون والبعثيون والسلفيون من الذين يحاولون التشكيك في وطنية الشيعة وهم اهل الأرض واصل العراق واخراجهم عن "الملة" كي يكونوا دائما في موقف المدافع المطلوب منه اثبات العكس بتقديم تنازلات غير منتهية لتصل الى قبولهم بحكم الأقلية، كأستصحاب لتاريخ منحرف تعتبرونه واقع يجب ان يسود، حينها ترضون، وتوعزوا لأقرانكم من الوهابية بأيقاف نزيف الدم الشيعي الذي يراق يوميا أرضاءا لآلهة حقدكم التاريخي تجاههم. انكم بخطابكم هذا تستنجدون بالأمريكان، وبالعربان الذين دمروا وخربوا ونهبوا العراق من اجل ان لا يحكم الشيعة ويعود السنة العرب ليمارسوا السلطة والاضطهاد كعادتهم. اين كنتم عندما سويت المزارات الشيعية وفجرت في ديالي، هل عارضتم التطهير الطائفي ضد الشيعة في سامراء مثلا ؟. لماذا لا تعتبرون مؤتمر عمان للسنة العرب العراقيين، تدخلا من الأردن بالشأن العراقي، خصوصا ان المؤتمر السني أوصى ب "لا " لمسودة الدستور ؟ نحن نرى ان المؤامرة التي تستهدف الشيعة والتي يجب ان يكونوا في حذر منها تتمثل في حشرهم ضمن زاوية حرجة وضيقة تجعلهم لا يفكروا في شيئ سوى درأ تهم الولاء لأيران عن انفسهم فيما يستمر السنة العرب في وضع المكائد من اجل تهميش دورهم وتهيئة الظروف للقفز مجددا على السلطة ونهب العراق. لذلك يجب الالتفات الى تلك الحملة الشرسة التي يشنها القوميون والشوفينيون والطائفيون والبعثيون ضد الشيعة ومؤسساتهم وابناءهم وسعيهم من اجل التشكيك في وطنيتهم وعراقيتهم والطعن في ولاءهم وهو امر ليس بجديد الا انه سلاح يستخدمه اولئك الحاقدون من اجل اقصاء الشيعة واذلالهم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |