|
أنظمة صامتة وشعوب متفرجة حمزة الشمخي
هذا هو المشهد اليوم ، حيث أن الكثير من الأنظمة والحكومات صامتة والشعوب متفرجة على كل ما حدث ويحدث في العراق ، من إرهاب وحشي بشكل يومي وجرائم دموية منظمة ومن خراب ودمارعلى كل المستويات وأن كل هذا وغيره ، لا يخرج الأنظمة هذه من صمتها إتجاه العراق ، ولا يحرك الشعوب المتفرجة على مصائب العراقيين وويلاتهم ومآسيهم. وکأن دورة الزمن قد توقفت عند هؤلاء الذين يرفعون الشعارات ( الجهادية والتحررية ) للإستهلاك فقط ، ويطالبون الشعب العراقي بأن يقاتل بالنيابة عنهم ، يقاتل المحتلين حتى لو قضى كل أبناء الشعب العراقي ودمر وطنهم ، المهم عند هؤلاء تجار الشعارات الفضفاضة هو مقاتلة المحتل كما يدعون !! وهم الذين يعرفون تماما ، بأن هناك الجولان والأراضي الفلسطينية وشبعا لا زالت كل هذه الأراضي تحت الإحتلال ، وكذلك هناك الكثير من القواعد العسكرية والأمنية والتواجد الأجنبي على أراضي بلدانهم ، فلماذا لا يحرروا الأراضي المحتلة أولا ، ويشنوا عملياتهم هذه على القواعد العسكرية المتواجدة على أراضيهم بدلا من العراق ؟ ، لأن شعب العراق أدرى بقضيته من غيره ، ولا يحق للآخرين أن يحولوا وطننا الى ساحة للإرهاب والجريمة والفساد هؤلاء الذين كانوا من المفترض والواجب ، أن يقدموا كل أنواع المساعدة والدعم والتأييد للعراق وأهله من أجل الخروج من محنته الصعبة التي يمر بها ، ولكنهم للأسف الشديد فضلوا السكوت والتفرج على العراقيين ، وهم يواجهون وحدهم الإرهاب والفوضى والجريمة والخراب ولكن أن بالرغم من سكوتهم هذا ، نسمع أصوات البعض منهم ، تصرخ وتطلق على الأعمال الإرهابية المجرمة التي تستهدف كل العراق وأهله ، يطلقون عليها بعمليات ( المقاومة ) ضد المحتلين ، ويسمون شهداء العراق الأبرار بالقتلى ، والمناضلون من العراقيين الذين يواجهون الموت اليومي بصدورهم العارية ( بالعملاء والخونة ) ، وكل أجهزة الدولة وأفرادها بالمتعاونين مع الأجنبي .. إلخ . إننا نسمع أصواتهم المؤيدة للإرهاب بكل أنواعه ، ولكننا نجد سكوتهم إتجاه الدماء العراقية الطاهرة التي تنزف يوميا . أية مفارقة هذه ؟ ، وفي أي زمن نحن ؟ ، أنظمة صامتة وشعوب متفرجة !!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |