أنظمة صامتة وشعوب متفرجة

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

هذا هو المشهد اليوم ، حيث أن الكثير من الأنظمة والحكومات صامتة والشعوب متفرجة على كل ما حدث ويحدث في العراق ، من إرهاب وحشي بشكل يومي وجرائم دموية منظمة ومن خراب ودمارعلى كل المستويات

وأن كل هذا وغيره ، لا يخرج الأنظمة هذه من صمتها إتجاه العراق ، ولا يحرك الشعوب المتفرجة على مصائب العراقيين وويلاتهم ومآسيهم.

وکأن دورة الزمن قد توقفت عند هؤلاء الذين يرفعون الشعارات ( الجهادية والتحررية ) للإستهلاك فقط ، ويطالبون الشعب العراقي بأن يقاتل بالنيابة عنهم ، يقاتل المحتلين حتى لو قضى كل أبناء الشعب العراقي ودمر وطنهم ، المهم عند هؤلاء تجار الشعارات الفضفاضة هو مقاتلة المحتل كما يدعون !!

وهم الذين يعرفون تماما ، بأن هناك الجولان والأراضي الفلسطينية وشبعا لا زالت كل هذه الأراضي تحت الإحتلال ، وكذلك هناك الكثير من القواعد العسكرية والأمنية والتواجد الأجنبي على أراضي بلدانهم ، فلماذا لا يحرروا الأراضي المحتلة أولا ، ويشنوا عملياتهم هذه على القواعد العسكرية المتواجدة على أراضيهم بدلا من العراق ؟ ، لأن شعب العراق أدرى بقضيته من غيره ، ولا يحق للآخرين أن يحولوا وطننا الى ساحة للإرهاب والجريمة والفساد

هؤلاء الذين كانوا من المفترض والواجب ، أن يقدموا كل أنواع المساعدة والدعم والتأييد للعراق وأهله من أجل الخروج من محنته الصعبة التي يمر بها ، ولكنهم للأسف الشديد فضلوا السكوت والتفرج على العراقيين ، وهم يواجهون وحدهم الإرهاب والفوضى والجريمة والخراب

ولكن أن بالرغم من سكوتهم هذا ، نسمع أصوات البعض منهم ، تصرخ وتطلق على الأعمال الإرهابية المجرمة التي تستهدف كل العراق وأهله ، يطلقون عليها بعمليات ( المقاومة ) ضد المحتلين ، ويسمون شهداء العراق الأبرار بالقتلى ، والمناضلون من العراقيين الذين يواجهون الموت اليومي بصدورهم العارية ( بالعملاء والخونة ) ، وكل أجهزة الدولة وأفرادها بالمتعاونين مع الأجنبي .. إلخ .

إننا نسمع أصواتهم المؤيدة للإرهاب بكل أنواعه ، ولكننا نجد سكوتهم إتجاه الدماء العراقية الطاهرة التي تنزف يوميا .

أية مفارقة هذه ؟ ، وفي أي زمن نحن ؟ ، أنظمة صامتة وشعوب متفرجة !!

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com