الامثال تضرب ولا تقاس , ولكن تبين للعقل و تقرب له المسائل .

 نسمع كثيرا من قبل البعض بانهم يرفضون مسودة الدستور بدعوى انها كتبت في ظل الاحتلال , السؤال ان القران في بداية اياته نزل في ظل الكفار , فهل لا نقبل به لانه نزل في ظل  الكفار و ابو سفيان و ابو جهل , بالتاكيد نقبل بالقران . و الدستور كتب في ظل الامريكان , علما بعضنا يعتبره تحرير و بعضنا احتلال , المهم فهل سوف نرفضة لانه كتب في ظل الامريكان المحررين للعراق , وهل كان بستطاعتنا ان نتكتب دستورا اصلا في ظل صدام في ظل البعثيين و في ظل القوميين العرب او الاسلاميين ؟ بالتاكيد كلا . السؤال قد يقول البعض كيف تقارن بين القران و مسودة الدستور هذا حرام عليك , نقول لهم لم يقل احد ان مسودة الدستور او الدستور هو بمنزلة القران , فالقران ثابت الايات و مقدس و منزه عن كل خطء و انا على ذلك من الشاهدين ولكن مسودة الدستور يمكن تغيرها , ولكن انا اقول كم ان القران عظيم و اعظم من كل شيء و اعظم من مسودة الدستور العراقي و غير العراقي , ولكن رغم ذلك نزلت ايات مقدسة في ظل الكفار , و رغم ذلك لم تصبح باطلة  في ظل المسلمين بدعوى انها نزلت في ظل ابو سفيان وابو لهب  الكافر الذي اذاق المسلمين العذاب .  علما ان كل اية من ايات القران هي اعظم من كل دساتير الارض و مسودة دستور العراق , بل لا يمكن المقارنة لان الدستور بكل اياته مقدس منزه لا يخرج الباطل منه ولا يظهر منه الا الحق  . علما قد يقول قائل ان من انزل القران هو الوحي من عند الله على النبي محمد اللهم صلي على محمد وال محمد   لهذا تكون ايات الله حق وعدل و منهزه , نقول لهم , صحيح ان الله وضع لنا ثوابت محدده تبين العلاقة بين الله الرب و بين العبد الانسان  و بين النبي و بين المسلمين . السؤال هنا من   فوض كتاب مسودة الدستور العراقي لكتابة الدستور ؟ هل هم منزهين كما هو حال الوحي حتى يكتبون مسودة دستور للعراقيين في ظل الاحتلال ؟  نقول لهم ان الله كما قلنا اعطانا ثوابت نسير عليها و  اما في ادارة شؤننا الخاصة  فقد فوضنا الله لنعمل ونسعى لها , فكتابة مسودة  الدستور العراقي  قد فوضت من قبل اكثر من ثمانية ملايين عراقي , و هم من انتخبوا من يكتبون دستورهم , فلا يهم من يحكم العراق او من    يوجد في العراق , المهم ان كتاب الدستور عراقيين مفوضين من قبل الملايين العراقيين  عن طريق انتخابات شرعية اذن الشعب من قرر من يكتب دستوره , و الامة العراقية هي التي سوف تحدد على ما انجز اما بنعم ام لا  . اذن لا تحتاج الامة العراقية من ينوب عنها و يحتكر قرارها او يكون وصي عليها من قبل الخاسرين بسبب سقوط صدام او الطائفيين السنة او البعثيين و دول الجوار و الدول التي تسمى عربية و خاصة مصر التي لم يعد العراق بالنسبة لها بقرة حلوب تمتص خيراته و العراقيين في تشرد و حروب و موت وحصار و قتل. 

 و الشعب العراقي لا يحتاج لينوب عنه  اوصياء   من اجل ان يحددوا هل سوف تكون هذه المسودة شرعية ام لا , لان الملايين هي من حددت شرعيتها و هي نفسها سوف تحدد هل توافق عليها ام لا . اذن كتاب الدستور العراقي الذين رشحوا لكتابة الدستور من قبل لجنة وطنية عراقية منتخبة و هم اعضاء المجلس الوطني العراقي , ووضعوا مسودة  دستورا عراقيا  , يجب ان نتفاعل معهم بايجابية لا بسلبية  و بتخريب هدفة   عرقلة العملية السياسية لاسباب طائفية سنية تريد ان ترجع للحكم او لاسباب قومية عنصرية للدول الاجنبية عن العراق كمصر وسوريا و ايران و السعودية و غيرها تريد ان ترجع العراق بقرة حلوب لتلك الدول التي كانت تعيش على خيرات العراق و دماء العراقيين و مستقبل الشعب العراقي و خاصة ضد الشيعة العراقيين منهم .و علما   انا اول الناس رافضا لبعض مواد الدستور و خاصة المادة الثالثة و المادة الثامنة عشر  منه , لانه جعل العراقية مصيدة لكل المتصيدين من خلال جعل الجنسية العراقية تعطى للاجانب الغير عراقيين اذا كانت امهم عراقية , ولانه جعل العراق خان جغان لكل من هب و دب لمجرد انه متزوج من عراقية , ولانه لم يفرق بين النسب بالاسلام و التقاليد العشائرية و العائلية الابوية الذي يعود الى الاب وليس الام , فمثلا هل اللقيط سوف يحسب نسبه على امه حسب مسودة الدستور ؟ و هل اذا اخطئت احداهن بعلاقة حرام  مع اجنبي غير عراقي و انجب طفل من الزنا السفاح فهل سوف يكون الطفل عراقيا لمجرد ان امه عراقية ؟ هل نحن شعب اللقطاء مثلا حسب نظرة المادة الثامنة عشر من مسودة الدستور .وكذلك انا رافض المادة الثالثة التي جعلت العراق وراء قضبان جامعة الدول مصاصة دماء العراقيين , و جعلت العراق ملتزم بميثاق الجامعة التي دولها الاعضاء لا تلتزم بها , كمصر التي اعترفت باسرائيل و الاردن و المغرب التي اقامت علاقات مع اسرائيل بدون الرجوع الى الجامعة , وكذلك لو ان الكويت التزمت بقوانيين الجامعة لما تحرر العراق من صدام عن طريق القوات الامريكية التي حررت العراق من صدام . ولكن انا سوف اشارك بالعملية السياسية بالرفض او الايجاب او عدم المشاركة بصورة سلمية  , و حتى لو لم اشارك بالعملية الاستفتاء , فهذه حريتي و  حسب نظرتي للامور , علما اني سوف لن اشارك بالتصويت لاني لا اؤمن بالمادة الثامنة عشر و الثالثة  لاني اريد الغيرة على نساء العراق و اريد الهوية الوطنية العراقية الخالية من اي صفة قومية او عائلية او عشائرية , و  اذن يجب ان  لا    اقول ناهي ناهي و بدون سبب او بسبب غير مقنع  وبلا حجة ولا ارفع السلاح ضد العملية السياسية ولا اكون معرقلا لجهود ملايين العراقيين الذين يريدون ان يستقر العراق و العراقيين ولا اكون عامل مفخخ لقتل الشعب العراق انتقاما منه لانه شعب يريد الحرية و الاستقرار  . اذن حجة ان مسودة الدستور لا نقبل بها لانها في ظل الامريكان هي حجة واهية . اذن يجب ان نشارك بالعملية الدستورية , و في مسودة الدستور مواد مهمة و ضرورية لمستقبل الحرية و للعراقيين و هذه  المواد هي  الفيدرالية و الحرية و التبادل السلمي للسلطة   , و  انا اؤمن بالعملية السياسية و انا اشارك بها بكل طريقة ممكنه ومنها النقاش بمواد مسودة الدستور  , ولكن انا ارفض من يريد الرفض و فقط للرفض  لان وراءه نيات مبيته سيئة للعراق و للشعب العراقي و خاصة ضد شيعة العراق المظلومين .