عدنان الدليمي ود. طارق الهاشمي وتدخل الجوار السني

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 

  قال الحزب الاسلامي العراقي ان تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بشان العراق والتي حذر فيها من أن العراق يتجه نحو التفكك تحمل وصفا دقيقا لحالة العراقيين وتنم عن تقدير واقعي للمخاطر التي تحيق ببلادهم .

وفي سياق متصل اعلن مجلس "الحوار الوطني " في بيان عن تاييده لتصريحات الوزير السعودي وقال انها اشاعت ارتياحا في اوساط الشعب العراقي المظلوم إإإإ.

 وطالب مجلس الحوار الوطني الذي شارك عدد من اعضائه في لجنة كتابة مسودة الدستور العراقي في بيانه من باقي الاشقاء والمسلمين ان يقتدوا بمبادرة الشيخ سعود الفيصل إإإ.

أما عدنان الدليمي كعادته فهو يرفض كل شئ في العراق الجديد , ابتداءا بديباجة الدستور بأعتبارها , كما قال , بأن الكورد والشيعة يحملون "أبناء السنة "المظالم التي جرت " وهو يدري ان كلامه عام لكن يقصد ان تحذفوا تلك المظالم من الديباجة وسوف أستعرض المقطع الخاص منها والمتعلق بهذا الموضوع .

 لكن قبل ذلك أذكر انني هنا لا أريد تكرار مقالاتنا وعشرات المقالات الأخرى , وما توصل اليه الجميع من ادانة لسعود الفيصل لتدخله السافر في الشأن العراقي , وكذلك أشتراكه مع الآخرين بالتحريض أو الفعل غير المباشر , وربما المباشر , بمساعدة صدام في قمعه للأنتفاضة الشعبانية ومانتج عنه من المجازر والمقابر الجماعية .

لكن لنفكك مزاعم عدنان الدليمي وطارق الهاشمي والمطلك بنقطتين .

 أ- بالنسبة لعدنان الدليمي واعتراضه على نقاط عديدة في الدستور لم يذكرها وهي معروفة لدى المتابعين , وانما ذكر الديباجة فقط , لنقول له ماذا تريد , هل يعتذر الشيعة والكورد لكم على المجازر التي أرتكبها صدام بحقهم , وان يتعهدوا بعدم تكرار مثل هذه "المزاعم" .

 بل يزيدوا على ذلك بأنهم أناس مازوكيين قد تفننوا بأيذاء أنفسهم وحفروا مقابرهم الجماعية بأيديهم .

 وتوسلوا بصدام الذي كان دائم الرفض , في ان يلقي عليهم السموم ويستخدم الأسلحة الكيميائية ضدهم .

 هل ذهب المهجرون من تلقاء أنفسهم في نزهة وسط حقول الألغام ليتركوا كل ممتلكاتهم ويتبرعوا بها للبعثيين , بل تجاوزوا بكرمهم ليصلوا بالتبرع بفلذات أكبادهم خدمة " للبحث العلمي" , كي يكونوا حقولا لتجارب البعثيين والمجرمين من أجل ألأنسانية وتطورها ورقيها ؟.

ثم كيف تشير الديباجة بأصبع الأتهام لكم يادكتور عدنان ؟ أم هو من باب يكاد المريب ان يقول خذوني ؟ .

 ثم ان الديباجة عدلت أرضاءا لكم لنذكرهذا المقطع منها "مستذكرين مواجع القمع الطائفي من قبل الطغمة المستبدة ومستلهمين فجائعَ شهداءِ العراق شيعةً وسنةً، عرباً وكورداً وتركماناً، ومن مكونات الشعب جميعاً، ومستوحين ظُلامةَ استباحة المدن المقدسة والجنوب في الانتفاضة الشعبانية ومكتوين بلظى شجن المقابر الجماعية والاهواروالدجيل وغيرها، ومستنطقين عذابات القمع القومي في مجازرِ حلبجةَ وبرزانَ والانفال والكورد الفيليين، ومسترجعين مآسي التركمان في بشير، ومعاناة اهالي المنطقة الغربية كبقية مناطق العراق من تصفية قياداتها ورموزها وشيوخها وتشريد كفاءاتها وتجفيف منابعها الفكرية والثقافية ، فسعينا يداً بيد ، وكتفاً بكتف ، لنصنع عراقنا الجديد ، عراق المستقبل ، من دون نعرة طائفية ، ولا نزعة عنصرية ولا عقدة مناطقية ولاتمييز ، ولا إقصاء ".

أما سابقا فقد كانت تشير في مقطعها المخصص لكم "ومعاناة اهالي المنطقة الغربية الذين سعى الارهابيون وحلفاؤهم لاخذهم رهينةً ومنعهم من المشاركة في الانتخابات واقامة مجتمع السلم والمؤاخاة والتعاون لنصنع عراقنا الجديدَ" .

 مع العلم انكم أفتيتم بحرمة الأنتخابات التي جرت ولم يمنعكم عنها أحدا.

 ثم رتبتم أثر أنسحابكم وتحاولون نفس الشئ فيما يخص العمليةالدستورية , لتسحبوا كالسابق هذا الأثر على الغالبية الساحقة من العراقيين , بأن ماجرى وسوف يجري غير قانوني وغيرمقبول عندكم .

مع ذلك فقد عدل النص من قبل اللجنة الدستورية المنتخبة كي تحثكم على التصويت بنعم للدستور , وقد تساهلت كثيرا في هذا المقطع مراعاة للمصلحة أو قل دفع الضرر الأكبر .

 لأنكم لم تتعرضوا للقمع الصدامي كما تعرض الشيعة والكورد واقول لك لماذا .

 السبب أنكم أفقتم من نوم طويل , امتد لعشرات السنين , تذوقتم اثنائه وابناء جلدتكم المتماثلين معكم طائفيا ومناطقيا طعم حلاوة السلطة وعسل التحكم بقدرات البلاد وثرواته , ليتشكل خلالها عقلهم الجمعي بسمته الأكثر وضوحا وهي المكابرة والشعور الزائف بالتفوق على أقرانهم من أغلبية الشعب .

 والدليل على ذلك انكم لم تبادروا بأنشاء أي حزب سياسى او تجمع خارج اطار البعث قبل سقوط جرذ العوجة حيث كانت امتيازاتكم غير المتكافئة مع الأخرين تضمن لكم مصالحا , فكانت الدولة دولتكم بحيث لم تكن عقود الظلم الثلاث كافية في ايقاظ شعور المشاركة الوجدانية مع أقرانكم في الوطن من الشيعة والكورد وهم يتعرضون لجرائم الأبادة الجماعية والتهجير القسري , بل كان بعضهم ينكر حتى وجودها عن سوء قصد او جهل, أما الأخرون فوقفوا موقف المتفرج منها أن لم يكونوا هم أو ذويهم أدوات البطش والتنكيل الصدامية بحق الأغلبية المسحوقة , الأمر كله لايعنيهم ما دامت السلطة باقية في يد المتماثل المذهبي والمناطقي ,حتى عندما طالت مخالبها بعضا من السنة العرب فقد كانت تأخذ أفرادا منهم دون عوائلهم وعشائرهم أو أبادة قراهم ومدنهم بأتباع سياسة الأرض المحروقة , بل كانت خلافات حول تقاسم ثروات البلد أو احتراب من أجل مواقع في السلطة .

 أنظر الى المقابر الجماعية , هل فيها أثر لشخص من نوعكم الطائفي المناطقي المعروف؟ أنكم والبعثيين الصداميين وهيئة الضاري لو أعطيتم مفاتيح نار جهنم لأدخلتم كل الفرحين بسقوط نظام الجرذ فيها, ثم أوصدت عليهم بابها وختمتم عليه بختم الخلود الأبدي , ولتظاهرتم أمام باب رب العالمين مطالبة بتضعيف درجة العذاب في نار جهنم لهم عشرة أضعاف جهنمات سائر المجرميـن والمعانديـن لأرادة الله سبحانه وتعالى .

 والمتمرديـن على قيم الأنسانية, لأن جريمة المشاركة في تأسيس العراق الجديد هي أم الجرائم " على وزن أم المعارك " .

 زيادة على ذلك صنعتم للشيعة بالخصوص جحيما على أرض العراق في السنتين الماضيتين لتثبتوا ياسلفيين وصداميين ضراوة حقدكم المرضي تجاههم , عبر أرتكاب المزيد ثم المزيد من جرائم التطهير الطائفي ضدهم دون تمييز , المهم هو قتل المزيد منا , لتستمتعوا بمشاهد أشلاء جثثنا وهي تتناثر وسط برك من الدماء .

لا يهمكم ان كانوا الضحايا أطفالا أم نساءا أم شيوخا , مادام هدفكم هو بث الخوف واليأس والأحباط في قلوبهم .

 ب-لنأتي الى تصريحات طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الأسلامي الذي شارك في مجلس الحكم , والحكومة العلاوية مع ان "الأحتلال كان موجودا" .

 لكن أنظم الى هيئة الضاري بمقاطعة الأنتخابات , واليوم يعارض الدستور , ويردد نفس المقولة السعودية " التدخل الأيراني " لنقول له اين هو هذا التدخل , هل وجدنا أيرانيا قد فخخ نفسه , أو ألقي القبض على أيراني بدعوى الأرهاب , رغم وجود القوات الأمريكية والبريطانية وهي ضد التوجه السياسي الأيراني منذ سنين طويلة.

 هل أعتراف أيران بالعراق الجديد يعتبر بمفهومكم تدخلا بالشأن العراقي ؟ بينما تصريحات قزم الأردن وعمرو موسى وغيرهم وايوائهم لسفاحي البعث , ناهبي مليارات الدولارات العراقية , الذين يسمحون للمعادين للعراق الجديد بالتحرك وأقامة الأجتماعات وحبك المؤامرات , كل ذلك لا يعتبر تدخلا , وان أعتبر كذلك فهو من النوع المحمود , لأنه يصب في خدمة نوعكم الطائفي ولو على حساب الأغلبية الساحقة من العراقيين .

أسألك وانت من الأخوان المسلمين , هل موقفكم السابق ضد الأنتحابات والحالي ضد العملية الدستورية يتفق مع مبدا "الشورى " الذي تنظرون له ,أم تستثنون الشيعة منها بأعتبارهم ليسوا على مذهبكم , وانتم تدعون أو متهمون بالأعتدال ؟.

أراكم أستندتم ربما على عدم جواز الخروج على الجماعة " بمعناه المذهبي الضيق" دون أعتباركم سائر العراقيين هم الجماعة الأوسع .

 أترك الشورى الآن , واسمح لي ان أسألك , هل عدم قبولكم بأفرازات الأنتخابات والشرعية المنبثقة عنها , وتلويحكم برفض مسودة الدستور وان لاقت موافقة أغلبية الشعب , هل ينسجم كل ذلك مع مبادئ الديمقراطية , ويلتقي ومقومات التعايش المشترك تحت مظلة العراق ؟ .

 هل أستقوائكم بالمحيط المتماثل معكم طائفيا , بل بعمقكم الطائفي كله , على أخوانكم من الأكثرية العراقية يعتبر عملا وطنيا , فما هي مقاييس الوطنية عندكم , هل انها أستصحاب لماضي منحرف والتأسيس علية من جديد واعتباره هو الشرعية , أما الأنتخابات والأستفتاء وكل آليات الديمقراطية فهي لاشرعية ان نتج عنها ما يخالف هواكم ؟ الا يعتبر موقفكم السلبي هذا معطل لمشروع الأكثرية من الشيعة والكورد ومهدد لطموحاتها المشروعة ولمستقبلها ؟.

 الا يضمر كل ذلك جذر تقسيم العراق ؟, وانتم ونوعكم الطائفي ,تكونون الخاسرين الوحيدين حينها.

ماذا نفسر حثكم للعربان كي يؤثروا على القرار الأمريكي لصالح طموحاتكم الطائفية غير المشروعة , لأعادة الأقصاء الظالم المجحف بحق الأكثرية العراقية وسلب الشرعية والأستحقاق الأنتخابي منها .

 وأخيرا يبرر صالح المطلق الأرهاب بصورة غير مباشرة بقوله "ما يشهده العراق من قتل وذبح وسيارات مفخخة، هو من نتائج الاحتلال الأميركي" في اشارة الى دعوة الرئيس جورج بوش "الظاهرة" العرب السنة الى الموافقة على مسودة الدستور أو العيش وسط العنف".

 ورد المطلك قائلاً:"العنف الذي نعيشه جلبه لنا، لذلك نرجوه ان يخلصنا منه" .

 دوم ان يشير الى القتلة من البعثيين الصداميين والسلفيين الزرقاويين.

 وأخيرا لقد أصبح واضحا سعيهم لأفشال العملية الدستورية والسياسية الحالية , والتخطيط لمعادلة جديدة بالأشتراك مع البعث بنسخه المتعددة وكل أعداء الشيعة , ولنا وقفات متعددة لعرض ذلك في الأسابيع المقبلة ان شاء اللة .

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com