بغداديات .. فحل لو نثية

بتوقيع بهلول الكظماوي / امستردام

 bhlool2@hotmail.com

الحاقاً ببغداديتي السابقة التي كان عنوانها ( بيت شلفاطة )، وردتني عدّة رسائل الكترونية من أخوة أعزّاء تعتب عليّ بأنّي لا أواكب الاحداث، وذلك لانّي اهملت التعليق على تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بخصوص مزاعمه بالتدخّل الايراني بالشؤون العراقية، وتوجّساته ومخاوفه من وقوع العراق تحت السيطرة الايرانية وعتبه على أميركا لسبب تراخيها وإهمالها التصدي لذلك الخطر الإيراني المزعوم.

بل تعدت هذه الهواجس والمخاوف السعودية ألي حثّ العرب وشحذ هممهم لاجل التصدّي لهذا المد الفارسي الإيراني المزعوم بإرسال جيوش عربية إلى العراق لصد التغلغل الإيراني، تمّ كلّ ذلك بعد زيارة العاهل الأردني للسعودية حاملاً معه ملفات ملفّقة عن هذا الخطر الإيراني المزعوم، وكأنّما العراقيين مسلوبي الإرادة ومغفّلين ولا يقوون على الدفاع عن أنفسهم تجاه المطامع الإيرانية في بلدهم، ووصل بهم الضعف والوهن إلى أن يصبحوا اليوم بحاجة إلى مساعدة العربان الذين لم يستطيعوا أن يحركوا ساكنا بالتصدّي للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني لطيلة ما يقارب الستّون عاماً.

 

البغداديّة :

تروي القصّة انه حينما قدمت الجيوش الغربية بقيادة أميركا لمعاقبة عميلها صدام حسين سنة 1991، وحطّت رحالها ابتداءً بأراضي دول الخليج العربي تمهيداً لضرب العراق، وكان من ضمن معدات جحافل هذه الجيوش كتائب تتكون من دبابات حديثة الصنع، ضخمة الهيكل، فاعجب أحد أمراءنا العرب بدبابة من هذه الدبابات العملاقة، ولا ادري هل تخيّلها ناقة وجملاً وجاموساً برّياً.

و إمام انبهاره بالدبابة لم يتمالك الأمير نفسه الاّ وخلع عباءته ونزع عقاله وشمّر ساعده ليرمي نفسه مضطجعاً على الأرض زاحفاً على ظهره ليدخل تحت الدبابة، وكأنّه يبحث عن شيء ما يوصله إلى حقيقة هذا الابتكار الرائع وسرّ هذا الاختراع العجيب.

و تمضي الدقائق ويمر الزمن وأميرنا المبجّل مضطجعا تحت الدبابة يقلّب كفّيه وناظريه يمنة وشمالاً بدون جدوى.

و يسأله مساعدوه فيما إذا كان محتاجاً لمساعدة، وليجيبهم الأمير بكبرياء العسكري الخبير المحنّك الذي خبرته صولات الحروب وجولات ووقائع منازلة الميدان بأنّه لن يخرج الاّ بعد أن يحل اللغز المحيّر للعقول والألباب!

و يمضي الوقت على أميرنا الذي نسي حياة الصحراء القاسية وتطبع على حياة القصور الملكية الفارهة المترفه وهو ألآن صريع كبريائه وعنجهيته وغروره مضطجعاً تحت الدبابة الأمريكية.

وإذا بآمر الجحفل الأمريكي يصرخ بالأمير مستعجلاً إياه ليخرج، لانّ كتيبة دباباته إمامها مهمّه مستعجلة للتحرّك إليها سائلاً له عمّا يريده من التفتيش تحت الدبابة ؟

و عندها خرج الأمير مجيباً دعوة سيده الجنرال الأمريكي قائلا ًله :

والله يا صاحبي مضت عليّ ساعات عصيبة أفتش فيها جاداً في البحث تحت الدبابة لاعرف هل هي ( فحل أم نثية ) ذكر أم أنثى ؟

فعندها أجابه سيده وتاج رأسه الجنرال الأمريكي :

هذه ( الدبابة ) التي أمامك لا هي بفحل... ولا هي بأنثى، لأنها ليست من جنس مخلوقاتكم التي تعوّدتم عليها!

و ألآن عزيزي القارئ الكريم :

علّمونا أهلنا في العراق آن الخيل لخيّالها.... وأن السيف لضرّابه!

علّمونا انه ليس كلّ من امتلك فرساً بفارس... ولا كلّ من امتلك سيفاً بمقاتل!

لقد امتلكت السعودية طائرات الاستطلاع المتطوّرة ( آواكس ) سنة 1980 ابان الحرب العراقية الايرانية، كان كل طاقمها من الامريكان، ولحد ألآن لم يسمح ولا لمواطن سعودي واحد بالتدرّب عليها.

و منذ اكتشاف النفط لحد ألآن امتلكت السعودية شركات عملاقة وناقلات نفط عملاقة ولكن طاقمها كله من الخبراء الأجانب!

بل أزيدك علماً عزيزي القارئ الكريم :

انّ حتّى التصريحات التي تارة يصرّح بها أمير سعودي وأمير اردني.... الخ

حتى هذه التصريحات، بل حتى الدعم المادي وو المعنوي والدولي لمعارضي الحكومة العراقية الحالية ما هي الا امتثالاً لأوامر وتوجيهات اللاعبين الكبار تهدف إلى خلق توازنات لصالح طول امد بقاء الاحتلال بالمنطقة.

لقد عهدنا حكامنا سواء كانوا رؤساء وملوك وأمراء لا ينطقون عن الهوى!

بل هو وحي من أسيادهم إليهم يوحى!

و رحم الله من اختصر وصفهم بالبيت التالي :

خليفة في قفص بين وصيف وبغا...... يقول ما قالا له كما تقول الببغا

ختاماً :

انصح حكام المنطقة الذين يرسلون لنا بهداياهم من الحيوانات المفخّخة ويستميتون

بكل ما اوتوا من جهد ومال لاجل تحقيق حلم مستحيل كاستحالة رجوع الشيخ الى صباه لاجل ارجاع حزب البعث الديناصوري للحكم في عراق المقدسات الذي قال كلمته بحق هذه الفئة الباغية،

انصحهم بتوفير اموالهم وجهودهم لمراعات شؤون رعيتهم التي حتماً ستنقلب عليهم مطالبة بحقوقها المهظومة من قبل هؤلاء الحكام، سينقلب السحر على الساحر آجلاً ان لم يكن عاجلاً، ونار الارهاب التي نكتوي بها نحن اليوم حتماً سننتهي من اخمادها لتحرق عروشهم الخاوية غداً بأذن الله

ودمتم لأخيكم


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com