التدخل السعودي الفض والتغلغل الوهابي في العراق

 احمد مهدي الياسري

 

  لم يكن هيجان سعود الفيصل الاخير قادما من فراغ او هو سحابة صبف و تمر, فللموضوع ماله وله ما عليه وان كنا نتصور انه سينتهي بهذا فقط فنحن واهمون وغافلون عن الحقيقة اغفالا ساذجا, ولان الامر شديد الوقاحة وبلغ مداه في كشف سعود الفيصل للحقيقة بكل هذه الصراحة والتي لا احسبها محسوبة بدقة بل هي انفعالية انية تصدر من الم مكبوت وحسرة قاتلة لم توقف آلامها اي مسكنات وقيل اذا اردت ان تزيح همك فتكلم به ولكن سعود الفيصل بدل ان يشكوا همه الى طبيب نفسي او بحضرة احد علمائه ومفتي دياره , ذهب الى حيث من هم بيدهم الحل والعقد وهناك بث حزنه وحرك راسه بطريقة تثير الشفقة والحزن وبكى وان واشتكى وصاح وباح بالذي في صدره متاح وهو ان رافضة العراق هم دائه القراح.

 لم تكن الصرخة وليدة صدفة بل هي اوجاع و الم سببه تعب سنين طوال وجهد دهرطويل عملت عليه مدرسة ال سعود والوهابية السلفية حيث انفقت هذه المدرسة مليارات الدولارات من اجل انشاء وبناء المدارس او بالاصح بؤر الارهاب والتفسخ العقائدي المسمات استخفافا المساجد او دور نشر العلوم الاسلامية في كل بقاع الارض ولان تلك المدرسة الخرقة الخرفة لم تبنى على تقوى الله فمن الطبيعي والبديهي ان لا تجد النصرة والتاييد من لدن خالق الكون حيث ان الله سبحانه وتعالى ربط اي فعل يقوم به الانسان بان يكون خالصا لوجهه تعالى حيث وعد من ينصر الله بعمله سيلقى النصرة والتسديد من لدن اكرم الاكرمين حيث قال ان تنصرو الله ينصركم ويثبت اقدامكم.

 لن اخوض في خسائر مدرسة ال سعود والحركة الوهابية في كل انحاء العالم وما آلت اليه احوالهم وماينتظرهم من هول التصفية واخص مقالي في ما يخص بلدي الجريح عراق علي ابن ابي طالب عليه السلام وعراق المحبة والاخاء والحب والعطاء عراق احترام كل الاديان والملل على ان تكون في خدمة الانسانية لافي تدميرها , ولان تلك الضرار من الابنية اتي نشروها في كل بقاع الدنيا والتي تسمى استخفافا بالاسلام مساجد اصبحت من اهم حضائر تفريخ الارهاب العالمي والذي تذق الكرة الارضية الان اهوال سخافاته وخسة افعال مريدي هذا الفكر الضال باعتراف ذات المدرسة وذات البيت الوهابي حيث نجد ان اول من حذر وانتقد واستهجن هذا المذهب ومؤسسه اخ مؤسس هذا المذهب سليمان بن عبد الوهاب في كتابه الشهير الصواعق الالاهية في الرد على الوهابية , وحينما نتيقن ان هذه المدرسة التهديمية والتي بنيت على اسس هشة الغاية منها دس السم القاتل في الجسد الاسلامي المنهك بسبب الانقلابات الصبيانية من لدن حفنة من المستلذين بطيلسان الملك العقيم والزاحفين نحوه بشتى الطرق والوسائل لكي يعيدوا مجد ماقبل الاسلام ولكن تحت مسميات الاسلام وراية الله واكبر وكبرا مقتا عند الله ماعملوه وما هم سائرون عليه الان نتيقن انها مدرسة تدميرية حاقدة تلغي الآخر لا بل تقول بسحقه وابادته لانه لايؤمن بها واقذر مافي هذه المدرسة من قاذورات هو اتخاذها الاسلام و المذهب السني غطاءا وقحا لكي تغل سمها القاتل في اي شئ مخالف لها وهنا نجد ذلك جليا في تكفيرهم ليس فقط للاديان السماوية واتباع تلك الاديان بل تعدى ذلك لتكفير المسلمين الحقيقيين وايضا تكفير من لم يؤمن بعقيدتهم حتى من اهل السنة انفسهم ومنهم قسمين قسم في خدمة الحاكم وما يسمى بامير المؤمنين وهو خط احمر لايجوز المساس به ومنهم من انشق على هذا الحاكم ايضا نتيجة هشاشة هذا الحاكم امام الضغوط العالمية تجاه ما يقدم عليه هذا الفكر الهدام والقاتل من بطش وتدمير وقتل لكل مايخص الحياة وما هو عند الاخر, فنجدهم يصطدمون مع معلمهم لانه علمهم امرا ودربهم عليه وجندهم فيه ونأى بنفسه جانبا حينما يقترب الامرمن ازالة وجودهم و من كشف الحقائق وبروز الدعم الحكومي المتمثل بدولة ال سعود لهذه الحركات التكفيرية وبالتالي يبرز هناك البعض ممن تشبع بهذه العقيدة الى حد الايمان المطلق بها مما يعتبر الحاكم اذا ما ساعد او تعامل مع تلك المصنفات المكفرة من قبل هذا الفكر خارجا عن الملة ويصبح دمه ايضا مهدور كما يحصل الان في هذه المملكة القاتلة الارهابية.

 في العراق لايختلف الامر كثيرا من حيث تنشيط بؤر الوهابية وبدعم مالي سعودي بترولي عسكري في بداية الامر حيث كانت اولى تلك التدخلات الوقحة والخسيسة بزحف قطعان الموت الاسود على ارض الائمة الاطهار ووصولهم الى قبر الامام الحسين وتهديمه وسلب محتوياته جلبها الى الدرعية كغنائم حرب على الكفار الرافضة شيعة رسول الله ممثلين بابن بنت نبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فضلا عن القتل والسحل وحرق كل مايمرون به وكما فعل قدوتهم المغول التتار بارض العراق لا بل اكثر من ذلك كما اوردت كتب التاريخ وهي ليست ببعيدة في مسافة الزمن , وايضا الى عهد قريب عملت تلك الوهابية السعودية المقيتة على استغلال المال المتدفق بلاحساب او عد عليهم من جوف الارض حيث اراد الله لهم بهذه الثروة الخير واستغلالها في وجهتها الصحيحة بالدعوة الى العدل والمساوات واحقاق الحقوق لكل الكائنات والمخلوقات التي ماخلقها الله عبثا ومنها الانسان المكرم بانه بكل كيانه ونفسه وحصانته وحرمتها هي اكبر من حصانة وحرمة الكعبة المشرفة لذلك نجد ان هذا الفكر كيف لم يحفظ حق الله في تلك النفس وقام بقطع الراس بسكين صدئة سوداء ووضعه على ظهر المذبوح تنكيلا وتصويرا وتهليلا له وتكبيرا الا لعنة الله على انسالكم الى يوم الدين يا اقذر من على ظهر هذه البسيطة.

 هذه الوهابية والمدعومة من المال السعودي تغلغلت في ارض العراق بصورة وقحة وعندي نموذج بسيط وهو عينة راتها عيني وحضرت بنفسي تلك القصة وحين اسردها بمفردها فلايعني هذا انها الوحيدة بل هي نموذج من الاف القصص ولان الحيز في المقال لايحتمل الاطالة اسردها باختصار ليعرف العالم مدى صفاقة هذا الفكر المنحط ومدى خسته حيث يعيب تدخل الاخرين في شان العراق ويبيح ذلك لنفسه القذرة وانا كعراقي لا اقبل تدخل اي احد مهما كان في شان العراق واهله وان تشابهت عقائد البعض مع احدى الجهات لايعني هذا ان هذه الجهة او نحن انبطحنا وركعنا وسجدنا لها والذي يقول خلاف هذا انما هو يسعى الى ماسعى اليه صدام والمقبور انشاء الله عن قريب في بثه لمثل هذه الفتن الحارقة من اجل مغازلة الغرب والقوى العظمى لكي تدعم كراسيهم القذرة وساديتهم وفجاعتهم على لذائذ الدنيا وليتني ارى اثر هذه النعم عليهم وفي وجوههم العفنة فوالله لا ارى سوى وجوه صفراء وعقول نخرة وافئدة علاها السواد واعتراها الذل وغطتها الخسة والغدر وماهي الى دمى تتحرك كما تتحرك البهائم وتنبح كما الكلاب صوتها رعديد وجوفها خائف مرتعد الفرائص من قدوم من لايهاب كلبا او اسدا خرف تعتليه ذكور القطط وهو لاحول ولاقوة له في ردها عن فعل المنكربه.

 هذه القصة في كيفية التدخل الوهابي القذر في العراق حصلت في عام 1992 وقبل مغادرتي العراق بعد ان عاد النظام العفن الى حيث كرسيه الذي كاد يسقط لولا نباح وصياح ذات الاعوج الاخرق المتحرك الراس يمينا وشمالا ولا ادري لماذا؟؟ المتخلف سعود الفيصل ومن على شاكلته من اعراب الجرب وسفهاء الخرف مايسمون اعتباطا وسخفا حكام وهم طراطير ستطير بنفخة هواء قادمة من الشمال او من بحر الخليج او من عاصفة اخرى هوجاء لا ادري من اين ستقدم ولكني متيقن انها قادمة انشاء الله لتزيل كابوس الارهاب ومصدره من على وجه الارض الخضراء, وحصلت تلك القصة عند زيارتي لاحد الاصدقاء في احدى محافظات الجنوب العزيز وكنت على ارتباط عمل معهم حيث ارسل لهم بضاعة ونبيع ونشتري وحين كنا على الغداء سمعت بكاء ام صديقي ونحيبها وحين سالته عن السبب كتم الامر عني وخجل من البوح به امامي ولانني تربيت على مارباني به البيت الذي ولدت فيه شعرت بالضيق لاني قد اكون اتيت لهم في ظرف غير مناسب ففكرت مع نفسي في كيفية قطع هذه الزيارة والعودة بسرعة الى مدينتي النجف الاشرف ولاني كنت متفق مع هذا الصديق على البقاء اسبوع حتى انجز عملنا ونكسب رزقنا الحلال ويمضي كلُ الى داره وعياله واحبائه فكنت محرجا في كيفية الانسلال من دون ان احسسهم بشئ ولان هذا الصديق هو ابن العراق الاصيل وعربي وابن مضايف احس بما افكر فيه وخرجنا بسيارتي بعد الغداء الى منطقة على ضفاف النهر جميلة ومعنا بعض علب العصير البارد وهناك احسست بانه يريد ان يبوح لي بسر انهكه واتعبه وجعل الدمع يسيل من عينه وعين امه وقد يكون الجميع هكذا ولم افكر بمثل ماسمعت منه بعد ذلك وحقيقة وقتها تصورته امر عائلي خاص جدا مما يحصل في كل البيوتات العراقية وهو محرج ولايريد بوحه لي ولكن حينما قرر ان يستشيريني في هذا الامر ويبوح لي به ايقنت انه بعيد عن مسألة عائلية وغيرت فكري لا بل اصررت على معرفة كل شئ حينما قال لي لاتظن يا احمد ان هناك مايسئ للعائلة ولكن الامر يخص اخي الصغير وعمره وقتها ثلاثة عشر عام على ما اظن حيث سرد لي كل شئ بعدها وخلاصة الامر ان اخيه منذ خمسة ايام لم يعد للبيت وانه ترك رسالة مضمونها ان هذه العائلة هي عائلة تتبع ملة كافرة ضالة وانه عرف الطريق المستقيم وغادر الى حيث ارضاء الله ولن يعود الى امه واخته لان الاب متوفي واخواته حتى يسلكوا درب الحق وان يتركوا مذهب الرافضة وان الوهابية هي دين الله على الارض!!!!! هكذا فعلت تلك القطعان بشعب العراق واطفاله الغض البراعم الفتية ومتى ابان حكم صدام المجرم وفي وقت ضعفه حيث عاد لتوه او اعاده ال سعود ومن على شاكلته كما قال سعود الفيصل في اعترافه الاخير بانهم ساعدوه على عدم وصول الرافضة الاعداء الى سدة حكم العراق بعد تحرير الكويت و الذي هو ملكهم وملك كل هذا الشعب العريق بكل اطيافه ووزهوره المتنوعة , ولكي اتخذ من هذا النموذج الفتى الصغير مصدرا لسرد كيفية دس هؤلاء وتدخلهم السافر والوقح في شان العراق ومحاولة تغلغلهم في مفاصل هذا العراق واهله استطيع القول انهم كانوا يقومون بالآتي لكي يمرروا اهدافهم الخسيسة: اولا : استمالة الصغار والكبار ومن ضعاف النفوس بجذبهم الى اماكن خاصة عن طريق عملاء جندوا لهذه الغاية القذرة وعن طريق دفع اموال طائلة لهؤلاء العملاءلا بل صك على بياض لكي يكسبوا مايستطيعون كسبه ممن يشعرون انهم في ضائقة مادية وصعوبة في العيش وتخلف علمي او ثقافي وهذا ماحصل حيث خصصت لهؤلاء الداخلين في هذا الفكر رواتب ثابته تغنيهم عن الحاجة الى اهليهم وهنا اخس مافعلوه حيث فرقوا بين الابن وامه وابيه واخوته وهذا شر مابعده شر واوجدوا بذلك بذور الفتنة في البيت الواحد هيث ان هذا الفكر لايقبل الاخر مهما كان .

 ثانيا: استغلال الظرف السياسي الراهن للسلطة المترنحة تحت ضربات حرب قاسية وهزيمة ساحقة وايضا توافق الدعم الخليجي الرافض لاي نموذج آخر من حيث اختلاف العقيدة ياتي الى سدة الحكم في العراق وحسب ما راوه من شعارات في الانتفاظة الشعبانية المباركة حيث ارتعدت فرائص من دعم حرب ثمان سنوات دموية من اجل ايقاف هذا المد المفترض وهو وهم في خيال وعقول رعناء خرفة قذرة لان الاسلام لايحدد بحد كما يظنون او يرغبون بل هو نور يستنير به المؤمنون ما استطاعوا الوصول الى بريق ضوئه سبيلا وهذا النور منطلق من مدرسة رسول الله وقرآن الله شاملا في اضائاته كل الكون ومن يريد حجب هذا الضوء فذلك شانه في استساغته للظلام اما من اراد التمتع بهذا النور فانه يسعى الى كشف الحجب السوداء عنه ليبزغ ببياض نصعه ويورق في النفوس اجمل الانوار.

 ثالثا: استغلال الفجوة الكبيرة بين علماء السلطان وغالبية هذا الشعب المظلوم وتجنيد الكثير من هؤلاء لخدمة اغراضهم الدنيئة ويتجسد ذلك جليا في مناطق الفلوجة والرمادي وصلاح الدين وتكريت وفي بغداد وشمال العراق وفي كردستان ايضا وايضا في الجنوب خصوصا البصرة والناصرية والسماوة والكوت ولم تستطع هذه الحثالات الوهابية اختراق مناطق النجف وكربلاء والعتبات المقدسة لان هناك من يقف لهم بالمرصاد.

 رابعا:تجنيد الكثير من المدرسين والمعلمين في بعض المدارس وذلك بالاغراء المادي لكسب الطلاب عن طريق الابتزاز والترغيب حيث يهدد الطالب في مستقبله وايضا استغلال حاجته للمال وهذا ماحصل مع هذا الطفل الذي تكلمت عنه واعترف هو بذلك بعد ان كرست الكثير من الوقت والجهد لتغيير ماحصل له من غسيل مخ وبعد جهد وبتوفيق من الله استعاد وعيه ورشده وحكى لنا كيف يدخل هؤلاء القذرين اليهم ومدى بشاعة الافكار الدموية والفتن وتمزيق الشمل الذي يزقوه في عقله حيث يهمهم ان لايترك اهله فقط بل يقوم بمحاربتهم وحثهم على تغيير عقيدتهم والا سيتعامل معهم ككفار وايضا استفزازهم عن طريق لبس الملابس القصيرة مما يجعل عائلته في حالة من الخجل من الجيران والاقارب لان هذا الامر يعني عار للاسرة بكاملها مما ينمي تمزيق اواصر المحبة في هذا المجتمع وكان هؤلاء يراهنون على الوقت والكسب للاشخاص ويكفيهم واحد من العشيرة او البيت لبث الخلايا السرطانية في جسد هذا البيت والعشيرة او الحي او الزقاق والمحلة لتفريق شمل هذه الامة المسالمة.

 يكفي الان هذا القدر من الدلائل والبراهين لمدى خسة وحقد هذا الفكر على العراق وشعبه وياتي الان سعود الفيصل ليعيد ذات الاسطوانة المشروخة الصدئة والتي استعملوها على شعبنا دهرا طويلا دفعنا من خلاله الدم والنفيس والغالي من اجمل علماء وشباب العراق الابرياء ونحن اذ سكتنا سابقا صابرين متحملين متمسكين بحبل الله نقسم بالله العلي العظيم ان اعادوها ثانية او راينا في الشارع العراقي اثرا لمخلفات فضلاتهم ان نعيدها في فمهم العفن وان نذيقهم من السم زعافه ومن الحضيض انتنه فحذاري يآل سعود ووهاب من ذات اللعبة القذرة وعراق اليوم هو ليس بعراق الامس وسنسحق جراثيمكم العفنة الزرقاوي وجنده المارقين وسنعيدهم اليكم جيف متعفنة بحول الله وقوته وهؤلاء هم اخر مرحلة من التغلغل الوهابي القذر في ارض العراق الطاهرة ولازال التاريخ المعاصر يسجل كل شاردة حاقدة وواردة مارقة تدخل الى ارضنا جيفة تتحرك ولكنها ميتة وتخرج الى جهنم وبئس المصير محروقة مدحورة مخزية الاتعسا لكم ياشذاذ الافاق وياحثالات الزمن الحاضر وليعلم ال سعود من يتدخل في شان العراق غير ماقلتم ولنا في حلقة اخرى جولة في التدخل الاردني السافر في شان العراق الحبيب .

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com