ضاعت الحقيقة وسط ضجيج الاعلام وتصريحات هذا وذاك . الكل يصرح والبعض استغلها فرصة للنيل من خصومه المعلنين وغير المعلنين, هذا يطالب باستقالة فلان وهذا ينفي التقصير عن نفسه وهذا وبكل صلف وبغض وضغينة يضع اللوم على الشيعة لانهم خالفوا اوامر التكفيريين وخرجوا بملايينهم يؤدون طقوس الولاء الى آل بيت رسول الله ويقول ان الحادث كان عرضيا ! والبعض اتهم الاحتلال ! ولربما رجال قدموا من الفضاء وهذا وهذا .......

الكل يسال ماذا حصل ؟

هدم جزء من سياج الجسر وسقط المعزون في النهر وماتوا غرقا ! طعام مسموم  ! قذائف هاون سقطت في محيط الصحن الشريف ! ماتوا نتيجة التدافع عندما بثت شائعة ان هناك عفنا سيفجر جسده النتن وسط الحشود !

فضائيات تعيد في كل لحظة صور تلك الاجساد  الطاهرة ملقاة في العراء, اطفال ونساء وشيوخ !

أين الحقيقة ؟

ماذا حدث الكل يتصارخ وينظر يمينا ويسارا باحثا عن الحقيقة !

الحقيقة التي اعرفها ومتاكد منها ان الفا من ابنائنا قتلوا اليوم لا لذنب سوى انهم من الموالين لآل بيت رسول الله , قتلوا لانهم شيعة , قتلوا لانهم تحدوا الارهاب وجائوا ليحيوا ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (ع) , الفا جديدة اضيفت الى آلاف المقابر الجماعية ,  الف عائلة شيعية نكبت اليوم , الف روح غادرتنا اليوم الى السماء المكتظة بارواح ابناء الشيعة .

اما الحقيقة فانت يا جسر الاحزان وحدك تعرفها وستبقى شاهدا على العصر.