|
قيامة الكاظم علي بداي
وانا ارى تلاطم الاجساد في نهر دجلة \" قيامة الكاظم\"، بقايا الملابس، والاحذية الهاربة من اقدام خائفة مذعورة، نواح النسوة الازلي، ومنظر المعممين ومقاولي المواكب المستفز، عاد يطرق راسي سؤال السنة الماضية: الى متى يبق فقراء الشيعة في العراق فقراء بكل شئ واغنياء بدمهم ووجعهم ومآسيهم؟ الى متى يبقى شيعة العراق مادة خام، وطينة طيعة لكل مشاريع التدمير، والتطبير واللطم والعويل والبكاء المرجراء ذنب لم يقترفوه؟ والى اي زمان ستبقى جموع الشيعة واقفة على حافة الهاوية مرة بانتظار صدام ، وزرقاوي مرة ، وبيان مرجعية مرة؟ الى متى يبقى الشيعي مادة تندر وسخرية ومثال تخلف عصي على التحرك من مكانه؟ لقد تغير العالم، وتخلخلت مفاصل ممالك وامبراطوريات، ووصل مسبار الفضاء هابل الى عمق الكون افلا يكفي كل هذا، للاحساس بتجدد الزمن وتطورخلايا الدماغ عن دماغ انسان جاوة او النياندرتال؟ افلا يكفي الحصاد المر من الم القرون لاطلاق سراح الشيعة من اسر المرجعيات وفتاواها ولطمياتها ؟ اما كان يكفي كل هذا العوز وخرائب الثورة و الحيانية و وحقول المزابل التي ترعى فيها الحمير الى جانب الصبية الحفاة وجموع العراة من\"مدن المليون عريف\" \"والمليون فراش\" و\" المليون عاطل\" و\" المليون ارملة\" و\" المليون يتيم\"و \" المليون مقموع\" و\" المليون محروم\" الا تكفي كل هذه الرثاثة في الحياة والفاقة حتى مدخل القبر، حتى نحث مساكين الشيعة للانبطاح تحت مقصلة الزرقاوي في هذا الزمن الصعب الكالح، دون ان يجرؤ حوزوي او مرجعي على رفع يد الرحمة امام هذه الجموع التي فصلتها الفتاوى عن كل مايمت للحياة بصلة، ليقول كفى ! عودوا للحياة ،كما قال المسيح او عبد الكريم قاسم او غاندي؟ اشتهي مرة ان ارى \"ابراهيم الجعفري\" وقد خلع قميصه لاطما ، اتوق ولو للحظة ان ارى \"عبد العزيز الحكيم\" عاري الظهر وقد مزقت السلاسل الحديدية ظهره، اود ان ارى العالم النووي \"حسين الشهرستاني\"، او \"الصدر\" وقد اصطبغ صدغاه بالدم السائل حزنا على الحسين الشهيد، ! بحياتي كلها لم ار معمما واحدا يلطم صدره في عاشوراء، كنت اراه يفتعل البكاء، يعقد الصفقات، يقبض الاجور، يبكي من الخوف ، لكن ان يبكي تفاعلا مع مآساة الحسين، كلا، هؤلاء السادة الكبار لن يفعلونها تركوها ل\"اولاد الخايبة\"من انصاف الاحياء الموعودين بالجنة، فابن الثورة والشعلة والجمهورية والعزةوالميمونة والسلام والكاظمية والماجدية والشطرة والمشخاب والدغارة، والاف المدن.. القرى، حطب الدين ووقوده الذي لابد ان يحترق لكي تتجدد المآساة ويعم الهلع ونقرب ظروف ظهور المهدي ، والرأس الشيعي ان لم يقطفه الحجاج او صدام يظل مطلوبا لايستقيم الاسلام ولا تقوم له قائمة مادام منتصبا على الكتفين فهذا الراس لابد ان ينفلق والجسد لابد ان يغرق حتى نقول زففناهم شهداء في ذكرى شهادة الامام؟ اية حكمة مهووسة تلك؟ واي قدر هذا الذي صمم للشيعي؟ ان لم تمت بالسيف مت باية طريقة اخرى ، فالثابت هو موتك اما المتحول فهو الاعدام او التفجير او الغرق وهل تنتهي المآساة بانتهاء شعائر موسى الكاظم؟ هناك 12 امام شهيد او طريد ، منهم من لاحقته امية واخر من
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |