الشعائر الدينية بين الترشيد والأسفاف!

يوسف فضل

الف ضحية وضحية سقطوا على جسر الأئمة في بغداد وفي يوم ذكرى استشهاد أحد أئمة أهل اليت ع الأمام موسى بن جعفر الملقب بالكاظم. هذا الأمام الذي يمثل التحدي والظلم والمعاناة. هذا الأمام الذي جسد الأخلاق بسلوكه وممارسته في العزوف عن بريق الحكم وارتضى لنفسه ان يكون قدوة لسالكي طريق الهدى والعدل والأخلاق الرفيعة.

لقد ضاق صدام بأحياء ذكرى ائمة اهل البيت ع فضيق عليها ومن ثم منعها. وبعد ان زال ذلك الكابوس هرع محبي اهل البيت الى ممارسة شعائرهم التي توارثوها والتي فيها تعبير عن حب وولاء لمبادئ اهل بيت النبوة. فذكراهم تحيا في ولاداتهم ووفياتهم بشكل عام وتقام سنويأ وبشكل دوري في المدن التي ترقد جثامينهم الكريمة فيها.

قد لا يوافق ذلك بعض المسلمين ولهم الحق ان يجتهدوا ولكن ليس لهم الحق بمنع غيرهم من ممارسة شعائرهم وليس لهم الحق في فرض آرائهم بالقوة والقهر على من لا يعتقد برئيهم. ان الباري اعطى الحرية لبني البشر ان يؤمنوا او يكفروا فهل من سبيل لبني البشر ليكونوا فوق ارادت رب الخلق ان يمنعوا ويسمحوا!

ولكن الموضوع لا يقف عند هذا الحد ولكن هناك حساب وعتاب على من ينظم ويرعى مثل هذه الأنشطة ان يكونوا اكثر مسؤلية عن ارواح الناس ومحبي آل البيت. اني أعجب لهؤلاء الذين يدفعون الناس ولا يوفروا لهم الأمان وهم على علم بالمخاطر التي تحيط بهؤلاء الناس الطيبين!

ان من شروط وجوب الحج الى بيت الله الحرام هو توفر الأمان. واذا لم يتوفر الأمان فان هذا التكليف يسقط عن المكلف. وهذا يقودنا بالضرورة الى ان زيارة الأمام لا يرقى الى اكثر من مستحب. ولذا فان اقحام الناس في مخاطر وعناء هم في غنى عنه ويمكن توظيف طاقاتهم بمشاريع خيرية اكثر نفعأ ومردودأ على المسلمين.

ان العلماء والمتصدين للعمل الأجتماعي واجهزة الدولة عليها مسؤلية كبيرة لتوفير الأمن واذا لم يكن ذلك بمقدورهم فيجب عليهم تقديم النصيحة المناسبة وتفادي مثل هذه الفاجعة.

من احيا نفسأ فكأنما احيا الناس جميعأ ومن قتل نفسأ فكأنما قتل الناس جميعأ. هذا النص القرآني والذي ورد في كتب سماوية اخرى يدلل على القيمة العالية التي يرفع فيها الباري النفس الأنسانية. ولكن مع الأسف الشديد ان ممارساتنا لا تعكس مثل هذا الأحترام ولا التقدير اللائق! ولو كان لدينا الف خروف لأهتم اصحابها بسلامتها ولتحركت السلطة لحفظ هذه الثروة. اليس للأنسان ثمن وقيمة اكبر من الخراف!

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com