|
الفيدرالية الحلال والفيدرالية الحرام فوزي السعيد
في الثاني من ديسمبر من كل عام تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الوطني ومن حقها أن تحتفل. مات الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم فبكت كل القلوب في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن حقهم أن يبكوه. مات في العام الماضي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فبكته الإمارات ومن حقهم أن يبكوه. هذان الرجلان أسسا دولة الإمارت العربية المتحدة بنظام فيدرالي فريد في المنطقة العربية برمتها. لم تمض أكثر من ثلاثة عقود حتى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الدولة الفتية المتميزة لا تقارن بأي دولة عربية صغيرة كانت أم كبيرة. دولة عصرية بكل ما في هذه الكلمة من معنى. ولو قلت هذا الكلام للشيخين، الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد لأجاباك بأنهم مازالوا في بداية الطريق. قم بزيارة دبي من الجنوب حتى الشمال فهذا جبل على مركز التجارة الحرة العالمية وأبحث عن نظير له في أي دولة عربية أخرى فلن تجد له مثيلا. انظر إلى أبراج الجميرة فهل تجد لها نظيرا إلا في منهاتن نيويورك أو طوكيو. انظر إلى إلى مدينة الإنترنت، انظر إلى مدينة الإعلام، انظر إلى قرية المعرفة، انظر إلى الجامعة الأميركية، انظر إلى النخلة الأولى والثانية وتوقف في شرفة برج العرب وارتجف قدحا من الشاي، وانظر إلى مدينة السلام ثم عرج على شارع الشيخ زايد ولاحظ ماذا سيقام في أغلى كيلومتر في العالم والتفت إلى المركز التجاري العالمي وادخل إلى بورصة دبي ولا تنسى زيارة شارع الإمارات وراقب المشاريع الجبارة التي تقام على طول هذا الشارع. ترقب أبو ظبي وماهي مقبلة عليه في خلال السنوات القليلة القادمة. انظر إلى بقية الإمارات وراقب ماذا يجري فيها من مشاريع تطورية لا نظير لها. صدق أو لا تصدق في خلال خمسة سنوات فإنه سيكون هناك بون شاسع بين هذه الدولة وأي دولة عربية أخرى ولست مبالغا إذا قلت إن مجرد التفكير بالسير على نفس الطريق الذي تسير عليه دولة الإمارات فإن وضع خطة كهذه يحتاج إلى ما لايقل عن عشر سنوات لوضعها. أما اللحاق بمنجزات هذه الدولة فإن الزمن اللازم لذلك سوف لن يقل عن خمسين عاما شريطة أن تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة عن العمل منتظرة المتخلفون من الأعراب حتى يصلوا أو يلحقوا بها، هذا إن فلحوا. هذه دولة عربية يطبق فيها النظام الفيدارالي الذي ينكر أعداء العراق تطبيقه والأخذ به. يا أخي أنا لا أحب الإطناب الذي لا آخر له ولكن يكفيني القول أن الذين يحاربون الفيدارلية في العراق هم هؤلاء الذين يحلمون من أن يتوقف الزمن وتعود عقارب الساعة إلى الوراء ويعود للعراق نظام الحزب الواحد والرجل الأوحد، يعود زمن المقابر الجماعية، يعود زمن الحصار، يعود زمن موت أطفال العراق بالجملة لعدم توفر الدواء والغذاء، تعود كوبونات النفط مقابل الغذاء لتدفع رشاوي لهذا وذاك. صدق يا أخي أو لا تصدق أن هناك من يراهن على أن صدام حسين سيعود للحكم لأنه أي صدام حسين هو المهدي المنتظر الذي سيملأ هذه الدنيا عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا! متى نفوق؟ متى نخرج من سياج أحلام العصافير؟ متى ندرك أن العراق قادم قادم وبنظام ديموقراطي فيدارالي، شاء أم أبى عمرو كوسة، يتساوى فيه العراقيون بالحقوق والواجبات. وأن النظام الفيدارالي ليس الواوي الذي سيعمل على تقسيم العراق. أما الخائفين على العراق من هذا الاتجاه فما عليهم إلا أن يطمئنوا على مستقبل العراق وعليهم ألا يخلطوا بين الحقيقة والخيال وعليهم أن يفوقوا ويعيشوا واقع العراق الجديد. أما الذين يرجون الله من أن يأتيهم بليلى ويطرحهم عليها وووووو................ فدعهم في غيهم يعمهون. فليفهم عمرو كوسة أن الفيدارالية حلال زلال لدولة الإمارات العربية المتحدة كما هي حلال وزلال للعراق وأهله. هل يجرؤ عمرو كوسة أن يقول لدولة الإمارت العربية المتحدة ونظامها الفيدارالي أنتم على خطأ، وأن الفيدارالية لا تعني إلا التقسيم؟ لقد سئم العراقيون من هؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح على العراق وأهله. أما آن لهم أن يتركوا العراق وشأنه فقد نسوه في سنوات الحصار فما الذي فكرهم به الآن، أم هي الطائفية التي تعمي قلوب العربان؟ ياأخي دع العراق وأهله، فأهل مكة أدرى بشعابها.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |