دستورمان!

يوسف فضل

لقد طالعتنا الفضائيات بمظاهرات في النجف ترفع لافتات كتب عليها شعارات مؤيدة للدستور باللغة الفارسية! وكان بالأمس تخوف وتململ من النجفيين من تصاعد النفوذ الأيراني في النجف كما اشار اليه موقع افكار الألكتروني. والأمر لا يقتصر على النجف بل تعداه الى بقية المدن العراقية في الجنوب والوسط. فهذه كربلاء ومحافظها يحذر الزوار الأيرانيين من عدم ممارسة النشاط السياسي في المدينة! والبصرة تعاني من حملة اغتيالات وتقييد للحريات على الطريقة الأيرانية الفجة. وهناك مؤشرات كثيرة تدل ان ايران تغدق الأموال على اطراف عديدة وتحت عناوين مختلفة من اجل كسب مواقع مؤثرة في الساحة العراقية.

من حق ايران ان تحاول كسب انصار لها في العراق كما هو الحال بالنسبة الى الولايات المتحدة! ولكننا كعراقيين نعي ما تريد امريكا من العراق وهي لا تستعمل الأسلام غطاءأ لأهدافها. فهي تدعي انها جاءت لتحرير العراق وبناءه وخصصت له 18.4 بليون دولار لأعماره بعد احتلال العراق ولكن هذا المبلغ لم يصرف منه الأ اليسير وكان عقودأ ابرمت مع الشركات الأمريكية وبأسعار فلكية وينفذها مقاولون عراقيون بأسعار متدنية خيالية! ثم تطالعنا الصحف ان اموال النفط خلال فترة الأحتلال والبالغة عشرة بلايين دولار اختفت من الحسابات في البنوك الأمريكية الأ مبالغ بسيطة!

اما بالنسبة الى ايران فالموضوع مختلف تمامأ. فهي جار جغرافي وتشارك الشعب العراقي الدين والمذهب ومتداخلة معه سياسيأ ومتصاهرة عوائله على جانبي الحدود. ولكن العربي يملك حساسية من الفارسي والفارسي يبادله الشعور ذاته. انها الحساسية القومية او العنصرية او الثقافية او سمها ما شئت فانها موجودة ولها آثار ومصاديق عملية!

هذا الترابط وذاك التنافر بين ايران والعراق له جذور تأريخية قبل الأسلام وبعد اعتناق الأسلام من قبل العرب والفرس. وبالطبع انه يحمل شعارات مختلفة تلائم المحيط السياسي والأجتماعي والأقتصادي الذي تمر فيه.

وبالرغم من كل الأشكالات التي تعكر صفو العلاقات العربية والعراقية الأيرانية فان الروابط الأيجابية كثيرة ومتعددة ولا يمكن التفريط بها لما لها من اهمية ستراتيجية على كلا البلدين الجارين.

أقول ان حشدأ من المعارضة العراقية نشأ في رحم الكيان السياسي الأيراني مثل منظمة بدر والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق. وايران تحاول جاهدة في السيطرة على الحوزة العلمية في النجف وكربلاء من خلال ضخ الأموال على طلبة العلم وغيرها. ولكن هل تلام ايران على ايجاد موطئ قدم لها في العراق؟

ان العراقيين عليهم مسؤلية التحصن من تأثيرات الدول الأجنبية سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية او ايرانية. نعم هناك فرق ولكن تبقى داري غير دار ابن عمي وغير دار جاري! فلكل واحد خصوصياته ومصالحه التي قد تتضارب في وقت ما على اقل تقدير وتكون مصلحته مقدمة او مصلحتي مقدمة! ان العربي الأهوازي او الأحوازي لا يتمتع بالحقوق التي يتمتع بها الفارسي الأيراني وكلاهما يحمل الجنسية الأيرانية! ان العرب لا يحق لهم الدراسة باللغة العربية في المدارس الحكومية بالرغم من كون اللغة العربية لغة القرآن وبالرغم من كون العرب يشكلون عددأ كبيرأ من سكان ايران!

ان التأثير الأيراني يجب ان يحدد ولا يمنع من الوجود. ان ظهور لافتات مكتوبة باللغة الأيرانية لها مدلولات خطيرة على المنظمات التي تملك ايران فيها تأثيرأ. ان العقول المتخلفة التي تعيش في بعض مواقع السطة في ايران تسئ الى العلاقات العراقية الأيرانية ولا تخدمها. وصدق قول الأمام علي (ع) حينما قال ان الجاهل يضرك من حيث يريد ان ينفعك!

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com