|
أضاعوه وأي عِراق أضاعوا.... !
كامل السعدون
-1-
أضاعوني وأيُّ فتى أضاعوا......ليوم كريهةٍ وسـَدَادِ ثـَغـْرِ وخلونـي ومعتـرك المنايـا......وقد شرعوا أسنتهم لنحري كأني لم أكن فيهم وسيطا .... ولم تك نسبتي في آل عمرِ الشاعر العاشق الجعري حفيد عثمان بن عفان *** وقد مات هذا الجميل في المحبس الإسلامي لأنه كان محبا للمرأة وكان لسانه فاضحه ، والأعراب ليس لهم في الحب نصيب فقمعوه حتى مات في محبسه في العام التاسع من الحكم الأبدي الذي لم يؤبد طويلا . وظل البيت يُردد على لسان كل شريف مظلوم تنكر له قومه وأهله : وها هو الإمام الجميل الجليل أبا حنيفة النعمان ، إمام الكوفة وبغداد الأعظم والذي ظلم من الدولتين الأموية والعباسية لأنه كان يؤمن بحق آل علي في الخلافة لأنهم أصلح أهل الإسلام . وسبحان مقلب الأحوال ، فشتان بين هذا الإمام وتابعيه المقيمين اليوم في حضرته الجليلة العطرة بأنفاس حضوره الأزلي . شتان بين هذا الإمام وائمة بغداد في يوم بغداد هذا . والذين ما فتئوا يرددون إسمه ويتفاخرون بالإنتساب إليه وإلى الآخر الجميل الجيلي ( رض ) ، وهم أجهل الناس بالنعمان وخلق النعمان وأريحيته ونبله وعلمه الرحب المتسامح الجميل . حسنا أعود إلى النعمان أبا حنيفة وما مرّ به مع هذا البيت :
يروى أنه كان للإمام في
الكوفة جار يعمل في نهاراته
إسكافيا ويجلس في الليل وحيدا
في بيته ، يأكل ويشرب الخمر
حتى يهده السكر فيبكي وينشد
تلك الأبيات :
وكان الإمام الجميل يصلي الليل كله، بينما صوت إنشاد جاره وبكاءه يخترق عليه خلوته .
ثم ... غاب الصوت ذات ليلة
وتكرر الغياب لبعض ليال فسأل
عنه فقيل له: أخذه العسس منذ
ثلاثة أيام وهو محبوس. فصلى
الإمام الفجر ثم ركب بغلته
وتوجه إلى أمير الكوفة.
-2- فخامة الأمين العام عمرو موسى حفظه الله ورعاه : لقد أخذنا عسسكم منذ أربعون عاما ، وها هم لحرائرنا وأطفالنا مغتصبون وقاتلون ولبيوتنا مخربون ، وأنتم عن حكم قتل الذبابة تسألون .... ! لسان أهل العراق يقول لكم اليوم هذا ، بل وقاله منذ أعوام وأعوام فلم نسمع منكم صوت وعد بأن لا تضيعوننا أكثر مما كنتم فاعلين . يعاتبنا فخامته على نص في دستورنا ، وما عاتب قاتلنا على نصف مليون عراقي حلقت أرواحهم في فضاءات الشرق وهي تتجشأ روائح السيانيد التي فزع لها الرب ولم يفزع لها العرب الأعراب الظالمون . يعاتبنا فخامة الأمين على نص في دستورنا وما عاتب يوما قاتلنا على ربع مليون شهيد سكنت أجسادهم وحشة صحارى السماوة والرمادي ، لا لذنب إقترفوه إلا أنهم أرادوا أن يعيشوا بكرامة وإحترام يناسب عروبتهم ووطنيتهم وعراقيتهم ، بينما يعيش السيرلانكي والهندي والفلبيني في أوطان أهل العروبة بأشرف مما كان هؤلاء الأشراف الطيبون يعيشون في بحيرة النفط العراقية الجبارة .
يعاتبنا فخامة الأمين على
حقنا الطبيعي في أن نعطي ما
لله لله وما للعرب للعرب ،
فلا حق للعرب وفخامة أمين
العرب على جبال الكرد ، وهذا
هو المنطق وتلك هي أحكام
التاريخ وإستحقاقات مقابر
صدام الجماعية وجبال الكرد
المحروقة بالسيانيد . وتلك الأمة بجلّ بلدانها لا تملك لشعوبها ذاتها شيئا ذو قيمة فهل نتوقع منها أو ننتظر عطاء . لقد أضعتمونا لا بارك الله بكم ولا حق لكم اليوم علينا . أضعتمونا أربعون حولا ، ثم تماديتم فتركتمونا للقتلة السفلة من سفهائكم حتى قيض الله للعنة الإرهاب أن تبطش بكم في بيوتكم ، وسترون ورب الكعبة ما رأينا وأكثر بإذن الله وعلى الظالم تدور الدوائر . عتبنا فقط على حكامنا أنهم لا زالوا يعاتبون ، وكثر العتاب مذلة أيها الأحباب المنتخبون المالكون لشرعية لا يملكها هذا العربي الذي له تعاتبون. لقد أُسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |