|
الى شهداء جسر الائمة د. عامر البلداوي
قدر العراقيين ان أحزانهم أحزان وافراحهم أحزان ..قدر العراقيين ان دماؤهم دماء ودموعهم دماء .. قدر العراقيين التقتيل بالمفخخات وبالاحزمة وبالتفجير وبالهاونات وبالحارقات وبالجارحات وبكل مايقتل ..وقدرهم ان يقتلوا حتى بما لايقتل بالماء الذي يطفأ حرارة أفئدتهم قتلوا ..بالزاد الذي يسد جوعهم قتلوا ..بالهواء الذي يتنفسون قتلوا ولم يبق شيء لم يقتلوا به وحتى عندما هربوا من القتل يدفع بعضهم بعضا قتلوا وقتلوا فصاحت مياه دجلة تحت الجسر وهتفت اركان الجسر الذي حمل فوقه نعش الامام موسى بن جعفر عليه السلام هتفت مرة اخرى بعد مئات السنين عندما سقطت الضحايا بالمئات على الجسر أما آن الاوان لهذا الدم ان يتوقف جريانه وهدره !! اما آن الاوان لهذه الانفس ان يتوقف ازهاقها بغير ذنب!! وجاءت أنات الضحايا من على الجسر هل ستتركون دماءنا تذهب هدرا ؟ هل سننسى كما نسي من قبلنا من الضحايا ؟ لقد جاء جواب القتلة عجلا قبل ان يصوت على دستور كتبناه بأيدينا وقد نص على صيانة حرمة أقامة الشعائر الدينية ...أجابوا [انهم لايصونوا حرمة القوانين ولايحترموا دستورا وان الذي نتطلع اليه من سيادة للقانون لن يكون الا حلما في ظهيرة يوم قائظ..يريدونها فوضى..يريدونها جاهلية وعبادة أصنام وصورا وتماثيل يرفعونها كلما شعروا بضعفهم واختناقهم ونهايتهم ولهذا ذبحنا على هويتنا ولمحبتنا لائمتنا وقادتنا ...ومتى توقف ذبحنا ؟ واذا قتلنا في الامس القريب خفية فأننا اليوم نقتل بنفس الايدي على مرأى ومسمع العالم ..ولكنهم لايعلمون بأنهم كلما قتلونا ثبتنا على أقامة شعائرنا ومحبة أئمتنا وكلما قتلونا أزداد عددنا وكثر محبينا ومؤيدينا وناصرينا وكلما قتلونا أزداد صيتنا اتساعا وشيعت اطروحتنا وعرف أمرنا ولم تبق لهم حجة في ستر جرمهم وحقدهم وخوفهم من مستقبل ليس لهم ولامثالهم بل المستقبل لنا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |