|
إبن الرومي والوطن وجريمة الجسر ( من وحي جريمة جسر الأئمة )
د. بهجت عباس 31-8-2005 الأبيات التي بين قوسين هي لإبن الرومي
( ولي وطن آلَـيتُ ألاّ أبيـعَـه وألاّ أرى غيري له الدهـرَ مالكـا ) ولكنْ أراه بالـدِّمـاء مُخـَضَّـبـاً وأنظـرُ فيه الصّبـحَ كالّليل حـالـكا أرى جُـثَـثَ الأطفال فوق تُـرابـه مُـمَـزَّقـةَ الأوصال تَمـلا المَسـالـكا ( عَـهِـدتُ به شرخَ الشَّبـاب ونعمـةً كـنعمـة قـوم أصبحـوا في ظلالـكا ) فأيّ ُ شبـابٍ؟ أيّ ُ عهـدٍ؟ ونعـمـةٍ؟ فقـد أوردَ البـعثُ الأنـامَ المَهـالكـا هو الموتُ خفـّاقـاً يرفـرف فـوقَـهم، فيحـصُـدُ أرواحـاً ويرجـع ضـاحكا ( وحـبَّبَ أوطـانَ الرِّجـال إليـهمُ مـآربُ قَـضّـاها الشَّـبابُ هنـالكـا ) بسـجنٍ وتشـريـدٍ وغُـصَّـةِ ثاكـلٍ وأرمـلـة تشكـو إلى الله سـافكـا وقد يرجـع الطَّـيرُ الغـريبُ لعُـشِّـه إذا لم يجـدْ شـوكاً هـنـاك وشائـكا ( إذا ذكـروا أوطانَـهمْ ذكَّـرتْـهُـمُ عـهـودَ الصِّبـا فيهـا فحنّـوا لذلكـا) عـهـودُ الصِّـبـا كانتْ مـآسـِيَ جمّـةً فقـد سُـقِـيَـتْ مُـرّاً وخـاضتْ معـاركـا وكيفَ يَـحـِنّ ُالمـرءُ للقـيـد بعـدمـا تحـرَّر من أصـفـاده مُـتَـهـالـكا ؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |