كارثة جسر الائمة ... رخص حياة الانسان في العراق
فهد ناصر
fehed_naser@hotmail.com
فاجعة أخرى تحصد ارواح 960 أنسان هم ضحايا كارثة جسر الائمة في بغداد يوم امس،فاجعة أخرى تبين مدى الرخص الذي وصلت اليه حياة الانسان في العراق.
الكل شركاء في هذه الجريمة ،الحكومة بوزراءها،الاحزاب الاسلامية الطائفية والمرجعيات الدينية التي يراد لها ان تكون وصية على حياة الابرياء.
الكل شركاء وان ارادوا ان يجدوا مبررا للتهرب من مسؤولية هذه الكارثة او تمريرها والتملص من نتائجها،بألقاء اللوم على أشاعة ما او على تهديدات أرهابية متوقعة.فالحكومة بوزرائها ووزاراتها المنشغلة بالفساد والنهب والسرقات وصراع المناصب كانت تعي خطورة ان تسير حشود بشرية كبيرة على هذا الجسر المتهالك والذي منع استخدامه منذ ثلاثة اشهر واكثر،أذن مالذي حدث حتى يسمحوا لكل هذه الاعداد الهائلة من البشر بالعبور واستخدامه من جديد؟
متمنطق وافاق كموفق الربيعي يقول لقد حذرنا الناس من العبور على جسر الائمة.......إإإإإإإإ
أصولي وضابط مخابرات ماهر وبجدارة كسعدون الدليمي يقول لم اكن ارغب بفتح الجسر لكن أستجابة لضغط الناس..........إإإإإإإإإإإإإ
طائفي، كوزير الداخلية، كل همه ان يستعرض الشيعة قواهم البشرية وان مات منهم الف أنسان إإإإإإإإإسرعان ما اوجد طريقا للتملص من هذه الكارثة بأن احالها الى الله وانها عمل رباني.....إإإإإ.
أن تدقيقا بسيطا لاقوال وتصريحات هؤلاء الاشخاص تكشف مدى الاستخفاف الذي يمتهنونه أزاء الانسان وحياته في العراق.
كثيرة هي المناسبات التي يحييها الشيعة في العراق وكثيرة هي مراسيهم العنيفة والدامية ،غير ان هذه الكارثة جاءت لتتوج كل مناحاتهم او لتزيدها مناسبة او مناحة اخرى.
الاحزاب الشيعية الطائفية المؤيدة للدستور ارادت ان تستغل هذه المناسبة لتحشد اكبر قدر من اتباعها كي يستعرضوا قواهم البشرية امام من يرفض الدستور ليقولوا،نحن هنا وهذه قوانا التي تضمن نعم لدستور الدولة الاسلامية او دستور المحاصصات.
العراقيون يتحدون الارهاب كان الشعارالذي أتخذته الاحزاب الطائفية لتأجيج النزعة الطائفية لدى بسطاء العراقيين وهو الشعار او الراية التي تسعى لاستغلالها في كل مناسبة ولعلها تمكنت هذه المرة من استغلاله بأبشع الاشكال كي تحشد اعداد كبيرة من البشر ولتتخذهم وسيلة او اوراق ضاغطة ضد خصومها اوحتى تزيد من حدة الهيجان الطائفي امام غرماءه السنة او فاقدي السلطة والحالمين بالعودة اليها وان كان ذلك بالقتل والارهاب او بالتمترس خلف رايات البعث وصدام حسين، غير انها هذه المرة قد قادت الابرياء ودون ارادتهم الى لحضات الحتف المرعب.
ان كارثة جسر الائمة ان كانت تدلل على شيء فأنها تدلل على قوة التحميق الديني والاستلاب الذي يعيشه البسطاء من الناس جراء ضغط التيارات الاسلامية او وصايا وفتاوى المرجعيات التي تزيد من قوة التعصب الطائفي والشعور بالمظلومية المتواصلة والشعور ان الوصول الى مرقد ما قد يحقق له المعجزات او يجعله قريب من جنة موعودة.المرجعيات التي تمارس صمتا مريبا ازاء حياة الناس في اوضاع امنية معقدة ومخيفة كالتي يمر بها العراق ومثلما اصدرت فتاواها خلال الانتخابات إإإإ يفترض بها ان تصدر فتاوى تحذر الناس من مخاطر التجمهرباعداد كبيرة او تحذيرهم من مخاطر أصطحاب الاطفال حتى لايتعرضوا الى كارثة كما حدث في جسر الائمة ام انها تريد ان تقول أيضا( العراقيون يتحدون الارهاب).
حياة الابرياء من الاطفال والنساء لايمكن ان تعوض باقالة وزير او محاسبة مسؤول ،او بأسقاط حكومة ما ،غير ان التصدي لكوارث اخرى ووقف الاستهتار بحياة الانسان يقتضي تقديم الوزراء وكل المعنيين الى المحاكمة وان تشكل هيئات للدفاع عن الضحايا واسرهم حتى يعرفوا هم وحكومتهم ان للانسان وحياته وجسده حرمة و قدسية أيضا لا يمكن التطاول عليها.