اللَّهُمَّ فَرِّجْ أزمة الحكومة حتى لا تثير الضغائن!!

سليم الحكيم

salhakim@yahoo.com

 

عندما كان نوري السعيد وغيره من رؤساء الوزرات في العهد البائد يقعون في أزماتهم، كانوا يهاجمون القوى الدمقراطية من شيوعيين ووطنيين دمقراطيين وغيرهم متصورين ذلك حلا لأزمتهم .

تواصَل َ الحالُ نفسُه بعد ثورة 14تموز 1958، ففي أزمة القلق على شعبيته، في صفوف البسطاء القليلي الحيلة في قرائة المقاصد السياسية، بادرالزعيمُ الأكثرتسامحا مع أعداء الثورة من أصدقائها،بالهجوم على الشيوعيين والدمقراطيين اليساريين ومؤيديهم من اللاحزبيين فأطلق عليهم زخات الطعون الغاضبة، والإتهاما ت التي لم تقطع بصحتها لا محاكم محايدة ولا أبناء شرعيون لقضاء مستقل .

في ذلك الجو الموبوء بجيش من أعداء التغيير من أدعياء الدين والقومية، أنطلقت كل أشكال النشاطات التأمرية، والإغتيالات ورمي التهم، والدعايات التسقيطية على الذين كانوا يحمون الثورة والعراق، من التدخلات الإنقلابية، للدول الأجنبية والعربية أوالإسلامية .

كانت ذخيرة هؤلاء الأدعياء قائمة جاهزة من الإتهامات، كالإستيلاء على الشارع السياسي، ومعاداة الدين والقومية وتمزيق قدسية العائلة .

أعتبروا الشعارات الدمقراطية، التي تدافع عن حقوق العمال والفلاحين، والنساء والفئات المظلومة، أعتبروها دعوة لإغتصاب الحقوق وثروات أصحاب المال والإرض، ودعوةً لنشر الإباحية ومشاعية النساء.

لقد شملت الإتهامات التسقيطية حتى زعيم الثورة عبدالكريم قاسم، بل وكل شيئ إيجابي صدر من حكومة 14 تموز، فإلغاء بقايا الإقطاع فسره بعض رجال الدين؟! بأنه غصب للملكية الخاصة، والإطلاق الجزئي لحرية المرأة في القانون سموه إلغاءً للمهر!!

لقد شرّع -من إعتبر فكره مقدسا من السماء!- قتل أصحاب العقيدة السياسية المخالفة لعقيدته، فأختلط الباطل بالحق، وأنطلقت الفتنة كالعاصفة المدمرة، ولقلة حيلة وتجربةحماة الثورة،والحماسة غيرالمنضبطة للجماهير، أوقعتهم تلك الفتنة في نارها .

فسقط المدافعون عن عراق ثورة 14 تموز ضحايا، لرصاص الأعداء، ولضربات الأصدقاء المشوشة نظرتهم عن الشعارات الدمقراطية،والضعيفي التمييز بين أعدائها وبين المدافعيين الحقيقين عنها.

و النتيجة كانت إجتياح العراق من البرابرة الصداميين، الذين قطعوا أعناق الجميع وبضمنهم الذين رفضوا ثورة 14 تموز بسبب تفسيراتهم العقيدية الخاطئة لأهدافها، فجندوا مواقفهم لإسقاطها.

حكومة عراق اليوم، هي أيضا في أزمة،فهي تفتش عن حل سريع لمشاكل المجتمع يحفظ وجاهتها، وبدلا من نشرثقافة التسامح وإزالة الضغائن، تنطلق منها شظايا الكلام والتهم التسقيطية دون ضوابط، كالذي فعلتها حكومات العراق من قبل، مثلها مثل التاجر المفلس عندما يبحث في دفاتره عن مديونية قديمة على أحد لينفس بها عن ورطته وأزمته.

الأنفع لرئيس الحكومة أن يتكلم بصراحة ويتناقش ويستشيرمن يختلف معهم في العقيدة السياسية، لا أن يلوح بقميص الفتنة، وبكلام يفتقر الى الوقائع الموثوقة،عن الحوادث التي رافقت المحاولات الإنقلابية بعد ثورة 14 تموز 1958 التي ألبسها مناصروها مختلف أزياء أفلام الرعب الأمريكية.

إن مغازلة أشباح الذين طعنوا حتى الموت عراق 14 تموز، وقتلوا المخلصين المدافعين عنه،لن تفرِّج ْ أزمة الحكومة ولن تصنع اكثر من كرات ثلجية مهما تضخمت، فمصيرها التحطم على صخرة الوقائع التي، لن تختفي عن بصائر أصحاب الضمائر الشريفة والمخلصين للعراق الدمقراطي.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com