مفصول سياسي... ولكني غير سياسي

محمد رشيد


 

كان التعليم احد احلامي المؤجلة التي اطفئتها مخالب الحروب والتي طالما تمنيت بأن تتحقق وفعلا عندما تخرجت كنت من الاوائل العشرة وجاء توزيعي مركزيا على وزارة التربية وقد تم تعييني على مؤسسة التعليم المهني حسب كتاب وزارة التربية المرقم 52877 في 1/12/1987 وقد باشرت حينها ولكن بعد سبعة عشر يوما الغيت ماشرتي (بعد وشاية مكتوبة من قبل شخص لااعرفه) كوني اخ لزوجة عراقي ينتمي لحزب الدعوة (أعدم حينها) وهجرت اختي وطفلتها البالغة من العمر ثلاثة اشهر الى ايران وعندما انتهى النظام السابق توقعت خيرا بأعادة المفصولين السياسيين علما انني غير سياسي ولكني ادرجت ضمن قائمة السياسيين ولو كنت سياسيا لما حزنت لان هذا يعتبر نوعا من النضال ويجب التفاخر به والحقيقة انني ظلمت وحسبت على حزب لم انتم له يوما بل لم افكر يوما ان انتمي لحزب معين سوى انتمائي للثقافة وللجانب الانساني المشكلة هي انني رفعت اكثر من طلب الى مديرية تربية ميسان وحتى الى وزارة التربية لكن في نهاية المطاف المعاملة (تتبخر)وتعمدت في المرة الاخيرة ان استنسخ كل الخطوات حتى لاتضيع المعاملة مرة اخرى حتى وصلت المعاملة الى مكتب الوزير وهنالك المعاملة نامت واصبحت في غفوة جليدية وبعدما نشرت المشكلة في( جريدة الفرات) وبعد جهد طويل تمت مقابلتنا في الوزارة ولكنهم اعترضوا بانني لم اباشر سوى سبعة عشر يوما وقالوا ان هذه الخدمة لاتكفي بان نعيدك الى التعليم حتى عندما برزت لهم الكتاب المرقم (8401)في 24/5/1999 والصادر من مديرية تربية ميسان الى مديرية الجوازات لم يغير من الامر شيئا والذي تضمن مايلي:-

ان الطالب المذكور اعلاه موزع مركزيا على وزارة التربية حسب كتاب وزارة التخطيط المرقم (14655)في 29/11/1987 وقد تم تعيينه حسب كتاب مؤسسة التعليم المهني المرقم (52877)في 1/12/1987 وقد الغيت مباشرته كونه من التبعية الايرانية علما انني (عراقي ابن عراقي ) السؤال هو ماهو الذنب الذي اقترفته وبحق من وهل صحيح ان مئات الالوف من الاسماء التي تطالعنا يوميا على الصحف واتذكر آخر خبر نشرته جريدة المدىيوم 16/اب هي القائمة الاخيرة من وزارة الصناعة ضمت اكثر من (11000)مفصول سياسي هذا فقط وزارة الصناعة وفقط القائمة الاخيرة اتسائل هل فعلا كان هذا العدد الكبير الذي اعادوه للخدمة هم من المفصولين السياسيين ؟؟؟؟لو راجعنا الاسماء من بداية اعادتهم الى الان لوجدناهم اكثر من عدد الجيش العراقي السابق الحقيقة المؤلمة هي ان عددا غير قليل من الذين اعيدوا الى دوائرهم بعضهم طردوا لاسباب تتعلق بالسرقة والبعض الاخر لاسباب خلقية والاخر تركوا الوظيفة لاسباب لانعرفها ولكن للاسف الشديد ان الكثير من الذين ظلموا في السابق يواجهون اليوم ظلما اشد في زمن الديمقراطية.

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com