لو خسر الرئيس مبارك في الإنتخابات، سيذكره التاريخ

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

ستشهد جمهورية مصر العربية أول إنتخابات من نوعها لرئاسة الجمهورية، حيث سيشترك أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية، إضافة الى الرئيس المصري الحالي مرشح الحزب الوطني الديمقراطي محمد حسني مبارك

وأن هذه الخطوة الإنتخابية مهما كانت نواياها، سوف تشكل الضربة الأولى، في جدارالإستفتاءات العربية المعروفة النتائج سلفا ( 99،99 ) للرئيس العربي الواحد الوحيد، وبدون أي منافس آخر له حتى لو كان شكليا .

وقد كثر الحديث عن هذه الإنتخابات الرئاسية، وتعددت الآراء وإختلفت الرؤى، ما بين من يقول، إنها سوف تكون إنتخابات نزيهة وشفافة، وما بين من يقول، إنها لا تختلف عن الإنتخابات السابقة للرئيس محمد حسني مبارك لأنها محسومة النتائج، وحتى وإن قلت النتيجة المتعارف عليه ( 99،99 ) قليلا، ولكن أن الرئيس حسني مبارك سيبقى في الحكم لدورة رئاسية جديدة، بإسم الإنتخابات الرئاسية هذه المرة، وليس بإسم الإستفتاءات العربية !!

وأن الرئيس محمد حسني مبارك، لا يختلف عن باقي الرؤساء العرب الحاليين والسابقين، الذين بقوا على كرسي الحكم الى آخر يوم في حياتهم، أو تمت الإطاحة بهم بالقوة، دون أن يتركوا الحكم للآخرين سلميا أو يخوضوا إنتخابات نزيهة وحيادية خالية من أي تلاعب وتزوير في نتائجها

ومن هنا أعود الى العنوان الغريب بعض الشئ، والذي يقول، لو خسر الرئيس مبارك في الإنتخابات سيذكره التاريخ، فكيف بخسارة الرئيس مبارك الإنتخابية، سيذكره التاريخ ؟

 لأن هذه الخسارة في الإنتخابات للرئيس المصري، قد تؤكد أن الإنتخابات قد جرت بظروف إنتخابية طبيعية، وبمصداقية حقيقية ونزاهة إنتخابية، وإختيار الشعب المصري بحرية لمن يريد من المرشحين لرئاسة الجمهورية في مصر، من دون ممارسة بعض الضغوطات والتأثيرات من هنا وهناك

فلذلك سيذكر التاريخ، لأنه يعتبر أول رئيس عربي، قد خاض الإنتخابات الرئاسية بنزاهة ومصداقية، وقبل خسارتها بكل روح ( رياضية )، دون معارك ودبابات وخسائر بشرية كبيرة ومادية هائلة، كما حصل ويحصل في منطقتنا، ولكنه بنفس الوقت، قد ربح الإنجاز الإنتخابي التأريخي الذي قد تحقق في فترة حكمه

ولو كنت أتمنى على الرئيس محمد حسني مبارك، أن يتخلى عن الحكم ولا يرشح نفسه مرة إخرى للرئاسة، ويترك المجال للآخرين من المصريين، لكي يقودوا البلد بعد إنتخابهم من قبل شعبهم، في إنتخابات حرة وديمقراطية، ولكن أن بنفس الوقت، أن مسألة التخلي عن الحكم طواعية، لم يقدم عليها أي رئيس عربي الى يومنا هذا !! .

وسننتظر الى ذلك اليوم الإنتخابي، الذي سنرى به الرئيس المصري، أما خارج السلطة بعد خسارته في الإنتخابات وعندها سيذكره التاريخ على ما فعل، وهذا يقع في حدود الإحتمالات الضعيفة والضعيفة جدا، أو نجده جالسا مرة إخرى، على نفس كرسي الحكم الى آخر يوم في حياته، كعادة الرؤساء العرب، فإلى ذلك اليوم

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com