بنت الرافدين

الدرس الذي يجب أن نتعلمه من فاجعة جسر الائمة!!

هرمز كوهاري

في الوقت الذي نعزي ذوي الشهداء ونرجو لهم والصبر والسلوان ونتمنى الشفاء العاجل للجرجى، بل نعزي الشعب العراقي لخسرانه هذا العدد من الابرياء، يجب ألاّ ندع الفاجعة المؤلمة تمر مر الكرام، نقتصر على طلب الرحمة لهم، وما أعنيه هنا المسؤولين، ليس المسؤولين الحكوميين فقط بل المسؤولين عن تنظيم هذه المسيرات.

مثل هذه المسيرات المليونية العفوية يشترك فيها الاطفال والنساء وحتى المعوقون، وفي طرق غير سالكة، يُتوقع أن تحدث مشاكل وملابسات حتى في الظروف العادية، فكيف إذا كانت ظروف البلد فوق الاستثائية ؟!!

وهذه الالوف المؤلفة تمر بصورة عفوية في مناطق غير مأمونة،لم نقل كلهم معادون ولكن هناك فئات تعشعش في هذه المناطق و تتحين مثل هذه الفرص للانتقام من من؟ من الابرياء !، ونحن نعرف حق المعرفة، أنهم لا يفرقون بين البريء وغير البريء وبين المسؤول وغير المسؤول.

كم حدثت إنهيارات في ساحات اللعب وفي الصالات وحرائق دون قصد أو تعمّد، فكيف لا نتوقع مآسي في هذه الظروف الاستثائية.

إني لا أخص المسؤولين عن حفظ الامن وحدهم، بل أركز على منظمي مثل هذه المسيرات والزيارات، لا تكون عفوية، عاطفية ! دون تخطيط أو تنظيم أو إشراف

إن هؤلاء أكثر مسؤولية من غيرهم، إضافة الى الجماهير التي تقودهم العاطفة دون تروي، كما أني لا أبري ساحة مسؤولي الامن والنظام، على الاقل تحذير القائمين بهذه المسيرات من مخاطر هذه العفوية، وأن حماية هذا الجمع وهذا السيل المتدفق من البشر فوق طاقة أجهزة الامن والشرطة، ليكون على بينة، لا أن يطمئنوا الناس " بأن كل هاديء في الجبهة الغربية." !

هل نتعلم كيف سنحتفل مستقبلا في مثل هذه المناسبات ؟ ونبعد الاطفال الابرياء من هذه الفوضة ! والعجائز وحتى في الظروف الطبيعية ؟ إني أشك في ذلك ما زلنا قد حضرنا جوابا واحدا هو : القضاء والقدر ومكتوب على الجبين !!!