مجزرة الكاظمية والخلط بين الأسباب والنتائج

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 

 من الواضح، أن كل جهود الحكومة، وجهود الخيرين التي بذلت، وبالدلائل والأثباتات المفصلة والمستفيضة، لأفهام "المكافحين " الطائقيين والقومجيين، ولأفهام عمرو موسى، بصدد جرائم البعث الصدامي، والسلفيين ومدى تفوقها على جرائم هتلر، وكم بذلت الحكومة المنتخبة جهدا لأقناعهم بانها أي حكومتنا منتخبة من الشعب وانها لا تخص الشيعة فقط بل فيها كل الطيف العراقي، بضمنهم ممثلين عن السنة العرب، وانكم ياجامعة ياعربية بما انكم تمثلون دول، فلماذا تستقبلون شذاذ الأفاق ممن امتهنوا القتل بحق العراقيين، بينما كانت ابواكم مقفلة في وجه شرفاء العراق حين المحنة، ايام حكم الجرذ، عند ارتكابة لذلك المسلسل الطويل من المجازر التي لم تشمل خصومه من معارضين واناس ابرياء فقط، ناهيك عن المقابر الجماعية.

كنتم، ومازلتم ياجامعة، تعتبرون عن الحديث عنها، وعن بتروقطع أنوف وألسنة, وأذان العراقيين، مجرد اشرطة مشروخة، فنحن لا نستغرب هذا منكم، فهذا أمر طبيعي بالنسبة لكم ولأمثالكم من الذين قضت ضمائرهم حتفها فطسا، وتصدأت كل المشاعر الأنسانية عندهم لتتحول الى قطع سميكة من أحجار وصخور.

 نحن نعرف ان هذه الأحاديث عن الجرائم والقتل وسفك الدماء، والمجازر الجماعية، السابقة، الحالية، سيكون لكم مبعثا، على ضجر، وتثاؤب !.

 اذ أن الجرائم والمجازر، المريعة والرهيبة، لا تهز إلا الضمائر الحية والمشاعر الأنسانية العالية والسامية، ولكن أين أنت، وأمثالك منها،وانتم من الذين يركزون على مسألة التحريض الطائفي والعنصري ضد العملية الدستورية والتشكيك والتدخل في شأن عراقي محض، بدلا من أن تتفهموا ما يجري في الدولة من تجربة، متقدمة على اقرانكم في دول الجامعة العربية.

مما يصعد عند الموتورين من الصداميين والسلفيين واصوليي السلفية، حمية الجاهلية، وتحرضهم على أدامة زخم تشغيل ماكنة الموت الجماعي والمجاني ضد الشيعة.

 رغم الأستعداد الكامن عند هؤلاء المجرمين لهذا الفعل.

 فسلفية هؤلاء يرون في الشيعة خطرا على الإسلام "اسلامهم هم" أشد من اي خطر آخر.

 يقول أحدهم مترجما عن لسان حال هذه الشرذمة المجرمة عقيب جريمة الكاظمية "يستاهلوا أكثر من هيك هؤلاء الروافض من يعاونون الإحتلال " لنجيبهم، لماذا لم تستهدف بمثل هذه العمليات حكومات عرفت بتحالفها الممتد عقودا من الزمن مع الأمريكان، وكثير منها تتواجد على أراضيه قواعد عسكرية أمريكية، أذا كان "الاحتلال الأمريكي" هو المستهدف؟.

 لماذا لم تستهدف بمثل هذه العمليات ديكتاتوريات اضطهدت شعوبها عقودا من الزمن، أذا كان هدف هذا الإرهاب هو نصرة الشعوب وحريتها؟.

 اما اصولي السلفية لا يمكن ان يتصوروا اسلاما من غير "جهاد" وقتل وتفجير وتفخيخ، بالنسبة لهم ان غياب هذه عن دينهم " اسلامهم الأموي" هو كغياب الصلاة كركن من الأركان، انهم يعتبرون الأسلام بلا دماء كالجثة بلا حياة، وكوجود بلا لون وطعم ورائحة.

أما القومجيين منهم، فيعتبرون ان التسنن من لوازم العروبة، ولذا لا يمكن القبول بحكومة, حتى لو كانت منتخبة بانتخابات حرة نزيهة من قبل الأكثرية الساحقة من ذلك الشعب، بما في ذلك ابناء المذهب السني منهم، أذا كان للشيعة دور بارز في تلك الحكومة.

 ان كل مجزرة بحق العراقيين تأتي من تحريض مباشر وكثيرا من تحريضات غير مباشرة، فمجزرة المسيب جاءت بعد ايام قليلة من مؤتمر السنة العرب " اصبح اليوم مؤتمر أهل العراق ! " وتأليب عدنان الدليمي المشاعر الطائفية وتجاهله لمذبحة الاطفال في بغداد الجديدة التي سبقت المؤتمر بيوم واحد.

 طبعا بالتأكيد يقف البعث الصدامي منسق لأيقاع الجريمة، وما تحالفه مع السلفيين المجرمين الا دليل على ذلك، لتصبح عند العراقيين بديهه، تكرارها ممل، لأنك تكون في موقع من يوضح الواضحات، ويبرهن على البديهيات.

 انهم نقطة المرتكز لهذا التحالف الشيطاني، والهدف الأساس منه هو أعادة مجدهم الضائع، الذي كان عنوانه الرئيسي هو تهميش الأغلبية ومعاملتهم كخدم وعبيد وكوقود لمغامرات قائدهم المغوار.

 اما تحريض القنوات الفضائية الطائفية للأرهاب، ومحاولتها طمس الحقائق بالتركيز على أحدى أبعاد كارثة الكاظمية وهو التدافع الذي حصل دون ذكرها للمحرضين عليه، بالأيحاء انه حادث عرضي، واهمالها لعملية اطلاق الصواريخ والقذائف على الزائرين وتوزيع الأطعمة المسمومة من قبل المجرمين، لطمسها حقيقة ترابط كل هذه الحوادث لتشكل عنوانا واضحا لجريمة اريد بها ابادة شيعة أهل البيت (ع) بالجملة والمفرق.

 المشكة الأكبر هي ان الضعف والقصد السئ قد وجد له صدى في بعض تصريحات من يتربص في التقاط كل ما يمكن له من اجل الطعن بالحالة الشيعية، بكل تفاصيلها، ليقول هؤلاء لماذا هذه المظاهرات المليونية، لنجيبهم انها شعائرنا، ولا نحييد عنها مهما كانت النتائج، لنسألهم وهل كانوا مستضعفي كراج النهضة بمنأى عن غدر هؤلاء الأوباش ؟ وقبلها جرائمهم ضد المارة والعمال الشيعة في تكريت وحديثة، هل تريدوننا ان نتخلى ايضا عن صلواتنا وعبادتنا بسببهم، فلنتذكر التفجير الذي أودى بحياة شهيد المحراب والعشرات من المصلين, وتفجيرات كربلاء والكاظمية قبل عام.

 نقول لهم ماهذا المنطق المعكوس الذي تتمنطقون به، لماذا لا تفرقوا بين الأسباب والنتائج ؟ اننا اذا أخذنا بهذا المنطق الكيدي، سنصل الى تبرئة صدام وجلاوزته عن كل ما أرتكبوه من جرائم، ليعتذر عندها الضحية لجلادها وليعتذر اهالي المقابر الجماعية عن المتاعب التي سببوها لمجرميهم وهم يحفرون تلك المقابر، وان يعتذر المهجرون ايضا للجلادين من جلاوزة صدام، عندما كانوا يلاحقون الضحايا ويفرغون منازل الآمنين لنهبها ثم قذف المسنين والنساء والأطفال في حقول الألغام وان يتعهدوا بعدم تكرار هذه الأحاديث وكشف اللوائح السوداء غير المتناهية لعقود بل قرون حكمهم الطائفي الشوفيني القذر.

 ان مشكلتنا مع الشيطان انه يستغل ضعفنا وغفلتنا ليبعدنا عن ما نعرف، وليقودنا الى منهج التبرير الخاطئ الذي يعطي قوة للجناة انطلاقا من ضعفنا نحن، فليس من الضروري ان اعداء الشيعة هم أقوى منا برغم كل ما يمتلكونه من قوة وعمق اقليمي، وتواطئ هذا العمق معهم، لكنهم أقوياء بضعف بعضنا وأكثرنا، لأننا لا نأخذ بأسباب قوتنا لنقف أمامهم، وانما نصنع الضعف لأنفسنا وهم يصنعون القوة لأنفسهم، فيوغلون في سفك دمائنا، واستباحة مقدساتنا، من خلال سيطرتهم على نقاط ضعفنا التي صنعناها بأيدينا، بعدم هضم البعض منا لحقيقة الصراع وابعاده، وشمولية التحديات، وكيدياتها.

 يجب علينا ان نفهم هذه الحقيقة وان نحولها الى جزء من ذواتنا الثقافية والفكرية.

 عندها نكون أكثر حزما، واقل تهاونا مع جرائم التأليب الطائفي، واكثر شجاعة في اتخاذ اجراءات قانونية توقف وتقلل من هذا التصعيد الطائفي على المستوى السياسي والأعلامي ضد الشيعة، بملاحقة المسؤولين عليها قضائيا، تلك الهيئات والمنظمات داخل وخارج الوطن.

 لنقول لهم لا نكتفي ببيانات شجبكم واداناتكم، على شحتها, بل نطلب منكم مواقفا عملية نحددها نحن العراقيون، حكومة وشعبا.

مع عدم ألأغفال دائما عن حقيقة،لا يفك الحديد الصدئ ألا الحديد الحامي المتوهج حمما وشرارة والا فأن هؤلاء الأوغاد القتلة المحترفين، سيوغلون، مثلما يفعلون في كل ساعة ودقيقة، وعلى مدار اليوم، في ارتكاب جرائمهم البشعة بحق العراقيين المسالمين.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com