|
شهداء الجسر ثانية الى شهداء جسر الائمة في بغداد عبد القادر صبري / صنعاء هامش البروفسور د. عبد الإله الصائغ / مشيغن
لم اتعرف على هذا الشاعر اليمني الشاب ( عبد القادر صبري ) حين درَّست الادب الحديث في جامعة صنعاء سنتين ونيف ! ولم تسنح لي السانحة لالتقاء هذا الشاعر في مقيل الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح وكنت احد رواده عهد ذاك ! ولم يحدثني الشاعر الكبير محمد عبد السلام منصور وكان هذا الصديق الجميل حريصا على وضعي في صميم مشاغل الادب اليمني الحديث ! فجأة وفي بيت الكتاب والمثقفين العراقيين البالتاكي اطل علينا عبد القادر صبري بلهجته اليمنية المحببة ونصوصه الشعرية الجميلة وبدا معنا واحدا منا وليس ضيفا علينا ! كان يحاور ويشاكس ويستقدم لنا ضيوفتا مهمين من اليمن والسعودية والعراق والكويت فبفضله التقينا بالكاتبة الكويتية التقدمية الاستاذة ليلى العثمان خلال زيارتها الى اليمن الشقيق ثم دعاها الى منزله ليوفر لنا سانحة اللقاء بها فحاضرت في العراق وغنت للعراق بمقامات واغان عراقية واصغت الى اسئلة الكتاب والمثقفين العراقيين الذين يعرفونها من خلال كتاباتها التنويرية ومواقفها النضالية التي ادخلتها قفص الاتهام عدة مرات وخرجت مرفوعة الراس !!كما التقينا بالشاعر الرائد عبد السلام منصور وبالاستاذ محمد عبد العزيز المقالح وبعدد من شعراء السعودية المهمين الذين استقبلهم في بيبته ليمد جسور المحبة بين المبدعين العراقيين والمبدعين في المملكة السعودية !! والقائمة طويلة ! وشيئا فشيئا حقق هذا اليمني الحالم منزلة كبيرة في افئدتنا وكانت زوجته الفنانة التشكيلية العراقية جنان جرجيس تسهم معه في اغلب فعالياته الادبية ! وحين حدثت فجيعة جسر الامامين الكاظم:موسى بن جعفر وابي حنيفة:النعمان بن ثابت رضي الله عنهما ارسل لي هذا الصديق الذي لم اره تعزية مواساة رسخت ثقتي به يمنيا متوحدا مع الهم العراقي ! واذا عدت الى بريدي الالكتروني وجدت قصيدة عبد القادر صبري في فجيعة الجسر التي تسبب بها الارهابيون الظلاميون فكانت الكلمات بحق ذات اثر جميل في نفسي التي ضاق بها الفضاء على وسعه غب الفعلة الغادرة الجبانة التي اراد بها المجرمون دق اسفين بين جناحي الاسلام السنة والشيعة ! لكن اهالي الاعظمية وهم في اغلبيتهم مسلمون سنة اسقطوا حسابات اولئك القتلة حين انبروا الى انقاذ الارواح الشيعية البريئة والحنو عليها حتىان ام الشهيد عثمان علي الذي انقذ ستة مسلمين شيعة من غرق محقق زهقت روحه حين تشبثت به امرأة غارقة يائسة فنزل هو واياها الى القاع ! وقد سمعت امه من اذاعة بي بي سي تقول : ان ولدي ذهب شهيدا لانه اولا انقذ ارواحا طاهرة وضحى بنفسه من اجلها وثانيا وهو الاهم اثبت للعالم اجمع ان الشعب العراقي بسنته وشيعته مدرك لمحاولات الارهابيين لكي يجروه الى حرب اهلية ! والثالثة ان ابوه وهو سني اسمه علي اسماه عثمانا لكي يجتمع في اسمه رمزان كبيران !! ولدي استشهد ليقول لكل الدنيا لن تتفرط الوحدة الوطنية العراقية ! انتهى كلام السيدة ام الشهيد السني عثمان علي من اهالي الاعظمية . وهاهي قصيدة الشاعر اليمني الاستاذ عبد القادر صبري تذرف الدموع على ضحايا جسر الأئمة بلغة منسابة عذبة تُخلِّق الصور الفنية من خلال ثيمة التكرارات اللفظية والمعنوية ! التي يمكن ملاحظتها بمقاربة حرف الجر من وضمير المتكلم أنا واداة الجزم لم فضلا عن تكررات الصور الحسية الفنية المتأتية من اقتطاع مشاهد من بصريات وسمعيات الفجيعة ثم الصور الذهنية الفنية العصية على مدارك الحواس الخمس ! لانها تستقبل كصور ذهنية مجردة ! عبد القادر صبري احيانا يكدس الصور فوق بعضها مستعيرا فجائعيتها من تكدس اجسام الضحايا الابرياء فوق بعضها البعض ولولا ان مقام الفجيعة لايسمح بمقال النقد مؤقتا لقلنا مابوسعنا عن تجربة هذا الشاعر اليمني المهم ! تحية للشاعر وهو يتخندق مع الهم العراقي ليكون الانوذج المشرق امام اشقائنا العرب الذين وصلتنا من بعضهم غمزات شماتة او لامبالاة ! ولن اقصد كل العرب فذي زميلتنا الكاتبة المصرية الكبيرة اميرة الطحاوي تتخندق هي الاخرى مع الشعب العراقي الغاضب المنتقم !!
يانهــر دجلــة انتشلنـي عبد القادر صبري / شاعر من اليمن انتشلني انتشلني يا دجلة من آلامي من شظية تستوطن وجعي المورق من وطن تنازعته الصحف في صفحات الوفيات من صحف تعلن موتي كل صباح من صباحات لا تشرق فيها الأمهات من آهة تسكن صوت أمي الواجف منذ الرحيل من باسقات النخل تشيع آمالي المتعبات من أغنيات الأطفال المشطورة من سواد العيد في أعين الفقراء من نذور اليائسين لليائسين من بوح الصحراء للنحيب من دم تلطخ بأحزان اللصوص والساسة من شماتة الصحاب و الأحبة انتشلني انتشلني يا دجلة منك و انتشلني يا دجلة مني أنا أنت في جريانك كالهذيان محموما صوب المآذن والكنائس أنا أنت في وفائك للمغدورين كل نحيب أنا أنت في جنونك العاشق المشاكس لازلت أعشق الأمطار و أقرأ أحزان الرياح لم تغيرني الفصول لم يباعدني المكان غير أني إذ أصارع فيك الروح مرتجفا ألغير أحزان الأئمة توهب الأرواح روحا بعد روح فانتشلني
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |