فدرالية ام تقسيم للعراق!

يوسف فضل

الحدود السياسية للعراق عمرها مائة سنة تقريبأ ولكن العراق عمره سبعة آلاف سنة او ما يزيد. والعراق في التأريخ كان مركزأ لدول وكان تابعأ أحيانأ ولم تتغير معالمه وبصاماته المتميزة برافديه العظيمين والتي اعطته اسم بلاد الرافدين. كان العراق ولا يزال ملتقى القارات في العالم المتحضر آسيا وافريقيا واوربا. وشكلت ارضه ومياهه ومناخه المعتدل قوة جذب لشعوب المناطق القريبة والبعيدة خلال الأزمات والقحط وخاصة لشبه الجزيرة العربية وبلاد الفرس والكرد والأتراك والأفارقة. وقد توج الأسلام بحضارته التوافقية المجتمع العراقي بروح جديدة ينسجم فيها كل الأقوام والديانات والملل. ولم يشهد العراق احتقانأ عنصريأ او دينيأ او مذهبيأ الأ نتيجة صراعات سياسية داخلية او خارجية. ولكن هذه الصراعات بالرغم من انتحالها اشكالأ عنيفة احيانأ فانها بقيت محدودة التأثير ولم تسنطع ان تنسف النسيج الأجتماعي والروابط المتينة التي تشد المجتمع بعضه الى البعض الآخر.

نعم لقد حدث خلل في اوقات عديدة نتيجة الغزو الأجنبي والأحتلال وتعرض لظلم حكام مستبدين ولكن العراق بقي صامدأ شامخأ وخرج من تلك المحن سالمأ معافى وأصلب عودأ. ومن هذه الأزمنة الفترة التي نمر بها حاليأ. ألكرد يطالبون بحقوق قومية مشروعة كاللغة والأدارة والمشاركة في صنع القرار وهذه المطالب معقولة ومقبولة. ولكن هناك اصوات نشاز بين الكرد ترى ان الأسلام سلبها استقلالها وحريتها وقصف قراها وشرد شعبها! ان هذا الهراء لا يستحق ان نرد عليه فالشعب الكردي ارفع واسمى ان يستمع لمثل هذا الهراء والهوس.

ان العراق كل العراق يمر بمحنة حقيقية نتيجة حكم العفالقة الصداميين ونتيجة الأحتلال وسقوط السلطة الظالمة. وان هناك مشاكل عديدة تحتاج الى حلول والأكثر الحاحأ هي تقديم الخدمات الأساسية للمجتمع وصيانة العراق وثروته وشعبه من الضياع. وان ذلك يحتاج الى تظافر كل القوى والكفاءات للمشاركة في التصدي لهذه التحديات الجسام. وليس من العقل ولا الأنصاف ان تفكر كل مجموعة بذاتها فقط وتفكر بمكاسب  على حساب فئات الشعب الأخرى حينما يتعرض كل العراق للضياع!

ان اوضاع العراق غير طبيعية ولا يمكن الأسترسال مع الأحداث الجارية وكأنها هي المقاس لما سيأتي! وان رفع شعارات ودعاوى حدود اقليمية لا يمكن تفسيره او تبريره في وقت لم يتحقق فيه بعد استقلال العراق ولم يستتب فيه امان ولا سلطة منتخبة من كل الشعب. ان مثل هذه الضروف لا تسمح بكتابة دستور ناضج ولا ترتيب البيت العراقي يحقق طموح العراقيين. وان الدعوات الى حكم فدرالي او مركزي ليس له معنى حينما لا يعي الشعب هذه المعاني بشكل دقيق ويزن فيها الأيجابيات والسلبيات لكل منهما.

ان الفدراليات تتكون حينما تكون البلدان مقسمة وتريد ان تتوحد ةحينما تتطلب مصلحتها الأمنية والأقتصادية والسياسية ان تتوحد جهودهم ويكون الهدف تحقيق الخير والفائدة للجميع. وفي حالة العراق ليس هناك مثل هذا المبرر. ليكن العقل هو الفصل وتكون المصلحة الأقتصادية هي اساس القرار الذي يرشد في صياغة القرار. ان التداخل السكاني وحده كاف لمنع مثل هذا التقسيم الذي ينادي به بعض الأكراد. ومن هذا المنطلق يخلق هذا التوجه الف مشكلة ومشكلة مع العرب والتركمان والكلدوآشريون والأزديين في منطقة كردستان العراق. فضلأ عن المشاكل المحتملة لدول الجوار.

ان المشكلة الكردية تحتاج الى حل عقلاني وطويل الأمد. ويمكن ان يكون العراق خير حاظنة لها. ولكن ليس عن طريق الأبتزاز. ان الأخوة لا يتعاملون بهذه الطريقة ولا يمكن ان يصلوا الى نتيجة اذا ما اضطروا لمثل هذا التعامل وسيكون الجميع خاسرأ. ان مطالبة الكرد بالفدرالية دفعت وخلقت مبررأ للجنوب بالمطالبة باقليم خاص بهم. اقول ان الفدرالية ليس بها عيب ولكن العيب فينا نحن الذين لم نستوعب اهداف الفدرالية وفهمناها بالشكل الذي يمكننا من تحقيق برامجنا الخاصة.

ان عراق اليوم يقف على مفترق طرق. واذا لم يقف كل العراقيون موقف واع ومتوازن فان العراق والمنطقة ستتعرض لعواصف لا يحمد عقباها. وسيكون المستفيد الوحيد هم اعداء العراق ممن يتربصون بالأستيلاء على خيراته ومقدراته.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com