الأرهاب , ما أشبه اليوم بالبارحة

ساهر عريبي

sailhms@yahoo.com

 

يمكن تلمس جذور الموجة الأرهابية التي تجتاح أرض السواد هذه الأيام, عبر ايام الحكم الأموي البدوي الذي أحكم سيطرته على العراق من خلال استخدامه لأساليب وحشية ودنيئة. واليوم تستخدم الجماعات الأرهابية نفس هذه الوسائل والأساليب  بغية الوصول لمبتغاها , ألا وهو التسلط مرة أخرى على رقاب العراقيين.

 ولعل أهم هذه الأساليب هو حز الرؤوس وقطع الأعناق والذي استخدم على نطاق واسع من أجل إرهاب المعارضين ايام الحكم الأموي البغيض. وكانت هذه العملية البربرية تمارس في داخل المساجد ولقد بلغت ذروتها أيام حكم الحجاج بن يوسف الثقفي, عامل ابن مروان على العراق. ففي اليوم الأول لدخوله الى الكوفة تدحرجت المئات من رؤوس العراقيين على ارض مسجدها الكبير بعد أن رأى الحجاج بأنها قد اينعت وحان قطافها. وكانت ترسل رؤوس المعارضين الى الحاكم الأموي في بلاد الشام الذي كان يتمتع ويتلذذ برؤيتها وهو يتذوق طعم النصر بروح سادية يعجز فرويد وكل علماء النفس عن تحليلها كظاهرة بشرية. ولم يشذ صدام عن هذا النهج فكان له سيافون يحزون رؤوس العراقيين ويلقونها بين قدميه.

 واليوم تستخدم الجماعات الأرهابية نفس هذه الأسلوب إذ تم حز رؤوس المئات من العراقيين تأسيا بأسلافهم القتلة, إذ ان الأصولية تقتضي السير على نهج الأجداد وتقليدهم في فصل رؤوس الرجال عن الأبدان وكذلك وأد النساء بعد الأعتداء عليهن كما حصل من قبل ما يسمى  بالمجاهدين.

 وأما الأسلوب الأرهابي الأخر فهو أستخدام وسائل غير أخلاقية في الحرب ومنها قطع مياه الشرب. وهذا الأسلوب بعيد كل البعد عن قيم الشهامة والفروسية . ولقد استخدم الأمويون هذا الأسلوب في حرب صفين عندما منعوا جيش العراق من الوصول الى الماء , ألا ان العراقيين وبعد سيطرتهم على الماء لم يمنعوا جيش الشام منه فنفوس العراقيين وأخلاقهم أكبر من أن ينزلوا الى مستوى بني أمية.

 واليوم تستخدم الجماعات الأرهابية الماء كوسيلة غير أخلاقية في حربها ضد أبناء العراق . فليس من الغريب على هذه الجماعات تفجيرها لأنابيب المياه في بغداد وتركها لملايين من العراقيين في حالة يرثى لها في هذا الفصل القائض من السنة.

 وأما الأسلوب الأخر فهو دس السم الذي استخدمه معاوية على نطاق واسع فكان له جنود من عسل يقتل بهم معارضيه . ولذا فليس من الغرابة أن تستخدم الجماعات الأرهابية السم لقتل العراقيين كما حصل في مدينة الكاظمية في ذكرى شهادة الأمام الكاظم (ع) ففرخ البط عوام كما يقول المثل.

 وأما قطع الأرزاق وحرمان المعارضين من موارد الدولة فلقد كان أحد الأجراءات التي اتخذها الأمويون ضد معارضيهم. واليوم يستخدم نفس الأسلوب اذ يجري حرق النفط وهدر ثروات العراق ومهاجمة قوافل التموين في مسعى واضح لتحويل حياة العراقيين الى جحيم.

 وأما السلاح الأخر الذي استخدمه الأمويون فهو سلاح الأشاعة وهو سلاح فتاك تمكنوا وفي لحظة تأريخية من أستخدامه وقلبوا به موازين القوى في الكوفة بعد أن مالت لصالح الأمام الحسين (ع). وذلك عبر تهديدهم لأهل الكوفة بجيش قادم من الشام لا أول له ولا اخر.

واليوم يتم استخدام  سلاح الأشاعة بشكل ماكر وخبيث حتى تسبب بأستشهاد أكثر من الف عراقي في كارثة جسر الأئمة.

 وأخيرا فلقد استخدم الأمويون جيشا من المرتزقة ممن يسمون علماء وهم ليسوا سوى وعاظ سلاطين , يصدرون لهم الفتاوى التكفيرية التي لم ينجو منها أحد حتى أل بيت الرسول. واليوم يعيد التأريخ نفسه أذ يمارس العديد من هؤلاء المرتزقة المتزيين بزي رجال الدين هواية اسلافهم المقبورين في تكفير العراقيين واستباحة دمائهم.

فما أشبه أرهاب اليوم بأرهاب بني أمية.

  

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com