من يكون هذا الكائن..!!؟

كريم كطافة

k.hussin@chello.nl

 

كائن بلا ملامح ولا أسم. يعايشنا ونعايشه، حتى أننا لا نستطيع منه فكاكاً. كيف سأصفه وملامح أي كائن هي التي تعطيه الهوية وبالتالي الاسم..؟  لا ضير، دعوني أصف كتلته العامة. هي كتلة ضخمة.. وأحياناً غير ضخمة.. هناك أحجام مختلفة لهذه الكتلة، لكنها بكل أحجامها أقرب شبهاً بالزنزانة الانفرادية في السجون العربية والإسلامية. زنزانة مكونة من طبقات خشنة وسميكة ومفصلة لسجين فرد. تغطي الزنزانة ذلك الكائن من أسفله حتى هامة ذلك الشيء الذي يشبه رأس الإنسان. زنزانة من النوع المتحرك..!! نعم، تستطيع أن تهتدي إلى طريقها وتستقل وسائط النقل بدون مساعدة خارجية، وإن كان نزولها وصعودها فيه بعض الثقل. دعونا نقول أنها مبرمجة، لكن برمجتها لا تشبه برمجة الريموند كونترول، بل تشبه برمجة داخلية مزودة بحزمة أوامر تتعلق فقط بمشروع خروجها وعودتها إلى البيت. زنزانة سوداء داكنة أو زرقاء داكنة أو رمادية داكنة. قتامة اللون شرط من شروط سيرها منفردة في الطرقات. في أعلاها شباك هو ذاته شباك الزنازين في أي سجن انفرادي، الاختلاف هنا في نسيج الشباك، في زنزانة الحديد الشباك من جنس الحديد. كذلك شباك هذه الزنزانة المتحركة هو من جنس قماش هيكل الزنزانة ذاته. أُشيع مؤخراً عن خلاف ساخن دار بين شيخين من أولئك الذين أفتوا بهذه الزنازين. وكان موضوع الخلاف هو الشباك. بين قائل بردمه وآخر داعي إلى سفوره. شيخ الردم كان أقوى حجة من شيخ السفور. لقد استدل بحقائق لا يمكن دحضها! ببساطة، لقد استدل بالعيون وعالم العيون العميق السحيق، قائلاً: العيون يا شيخي هي مكمن الرذيلة ومبعث الشهوات ونداء الفجور وفحيح الشيطان.. العيون تفضح عري (الحرمة) أكثر مما تفعله ملابسها الشفافة..هل تقبل يا هذا أن تسير حرمتك في الطرقات عارية..؟ لقد اُسقط بيد شيخ سفور العيون، وانسحب من المناظرة يجرجر خلفه ذيلاً طويلاً من الشكوك بعيون حريمه السافرة، شكوك صارت تنغل في قلبه مثل سوسة لئيمة.. جعلته يلعن اليوم الذي جادل فيه شيخ متفقه بأمور الدين والزنازين.

هذا الكائن الزنزانة في العادة،  يكون مركوناً في غرف وزوايا مظلمة. كلما كانت شبابيك وأبواب الغرف والزوايا صغيرة ومانعة لفضول وتطفل غير المحرمين، كلما كانت أقرب إلى قلوب وعقول شيوخ الإفتاء. هذا الكائن الممنوع من الحياة والحامل لزنزانته أينما يرتحل، يسميه حماة الحريم في هذا العصر، تجاوزاً، بالمرأة المسلمة..!! ما هذا التجني يا سادة الحريم.. كيف يحررها الدين من الوأد تحت التراب ويئدها في الحياة.. وأيهما أكثر بلاءً وأقسى وقعاً.. أهي جريمة الوأد تحت التراب لمرة واحدة وإلى الأبد.. أم جريمة الوأد ما دام النفس يصعد وينزل في جسد ذلك الكائن المغلوب على أمره.. أخيراً إذا كان تحرير المؤودة الأولى حصل بواسطة الإسلام  ونبي الإسلام.. هل تنتظر مؤودة القرن الواحد والعشرين ديناً جديداً و نبياً جديداً..!!؟؟

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com