أضواء على فاجعة جسر الأئمة

ساهر عريبي

sailhms@yahoo.com

 

أفرزت فاجعة يوم الأربعاء الأسود جملة من الحقائق التي تستحق الوقوف عندها وتأملها. فواقعة الجسر تعتبر أسوأ كارثة ضربت العراق على يد الجماعات الصدامية وحليفاتها التكفيرية من حيث عدد الضحايا الذين تجاوز عددهم الألف من الأبرياء.

 فلقد كشفت هذه المأساة عن الروح الأجرامية البشعة لمخططي ومنفذي هذه الفاجعة , وأثبتت هذه الواقعة ان إرهاب هؤلاء وأجرامهم قد فاق كل الحدود والتوقعات. وأن على العراقيين توقع  وإنتظار الأسوأ طالما بقيت هذه الوحوش الضارية حرة وطليقة تحظى بدعم شيوخ عشائر ورجال دين ومسؤولين يسعون للتستر عليها وصرف الأنظار عنها.

 كما وأماطت هذه العملية الأحرامية اللثام عن حقيقة وجود شبكات منظمة تخطط بشكل خبيث لتنفيذ أفعالها هذه , وتتمتع بقابلية على وضع وتنفيذ خطط تتناسب مع معطيات الواقع الأمني العراقي الذي تحيط به علما من خلال عيونها المبثوثة في الأجهزة الأمنية العراقية.

 واما الحقيقة الأخرى التي أفرزتها هذه الواقعة فهي القصور الأمني الواضح لأجهزة الدولة في تعاطيها مع الواقع في مثل هذه المناسبات الدينية.فالأجهزة الأمنية صبت جل أهتمامها  على منع وصول السيارات المفخخة الى منطقة الحدث , في حين غاب عن بالها أنها فتحت الجسر وحولته ألى سجن للزائرين الذين رموا أنفسهم منه عند أول شائعة.

ولذا فأن أجراء تحقيق في هذه الواقعة أمر مطلوب لكشف الحقيقة عن كل الظروف والملابسات والأجراءات التي سهلت على الأرهابيين مهمتهم.

 وأما الحقيقة الأخرى التي أفرزتها هذا الفاجعة فهي أنها بعثت الأمل في النفوس بأن العراق لازال بخير وأن الطائفة السنية لازال فيها أناس خيرون يضعون القيم الأنسانية والوطنية فوق أي إعتبارات إخرى.

وما الشهيد عثمان العبيدي الأ نموذجا لذلك الأنسان الحر الذي يأبى الأنصات لتلك الأصوات الشاذة التي سعت ولازالت تسعى لعزل الطائفة السنية ووضعها في خندق معاد للغالبية العظمى من أبناء العراق الذين اختاروا طريق الحرية والديمقراطية.

 ألا أن هذه الفاجعة قد أفرزت حقيقة مرة تثير الأسى في النفوس, ألا وهي محاولة البعض التستر على الأيدي الأثيمة التي أرتكبت هذه الجريمة النكراء وصرف الأنظار عن المجرم الحقيقي الذي إعتاد على إرتكاب مثل هذه الجرائم ألا وهي الفلول الصدامية الجبانة وحليفاتها من الجماعات التكفيرية. فبعض التيارات العراقية سعت الى تمييع القضية وحاولت إلقاء اللوم على القوى الأمنية وأرادت تحميلها مسؤولية هذه الحادثة الأليمة.

أو أتهام قوى خارجية بالقيام بها.

 ألا أن هذه التيارات وفي حادثة سابقة لحادثة الجسر ألا وهي حادثة الأعتداء على مكتب الشهيد الصدر الثاني في النجف الأشرف , قد سارعت ألى أتهام مجموعات عراقية مناضلة وحملتها مسؤولية تلك الحادثة . ولم يكد ينجلي الصباح بعد تلك الحادثة إلا وتم حرق كل مكاتب المجلس الأعلى ومنظمة بدر في معظم أنحاء العراق.

 فهذا التعاطي المزدوج مع مثل هذه الأحداث رغم الفارق المأساوي الكبير بين الحادثتين يلقي الضوء على حقيقة بعض التيارات العراقية  ويثير جملة من التساؤلات عن الأهداف الحقيقية لمثل هذه التيارات وعن القادة الحقيقيين لها.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com