|
هكذا طبق البرنامج: النفط مقابل بقاء صدام حمزة الشمخي بعد أن قامت الدكتاتورية المنهارة بغزو دولة الكويت الشقيقة في عام 1990 ، ترتبت بعد ذلك عقوبات إقتصادية على العراق ، ولكن أن النظام الدموي في بغداد ، قد حول هذه العقوبات وإستخدمها ، كأداة حصار إقتصادي ضد الشعب العراقي ومعاقبته ، وليس ضده . حيث تم التعامل مع برنامج النفط مقابل الغذاء ، والذي قد بدأ العمل به في التسعينيات من القرن الماضي ، وكان من المفترض أن يتمكن من خلاله وبموجبه أن يبيع العراق كميات من النفط ، لشراء مواد غذائية ودوائية وإنسانية إخرى ، لمساعدة الشعب العراقي من أجل مواجهة الحصار المفروض عليه ، وليس على الدكتاتورية وأزلامها. ولكن أن منظمة الإمم المتحدة وبإعتبارها كمنظمة دولية ، قد تعامل بعض مسؤوليها مع هذا البرنامج ، بروحية منفعية تجارية وليس وفق القيم الإنسانية والأخلاقية ، وقد تم هذا على حساب العراقيين وحياتهم ومستقبلهم ، حيث إستطاع نظام صدام أن يشتري البعض منهم ، وحولهم من موظفين دوليين ، الى سماسرة ووسطاء مع مجموعة من العرب والأجانب وفي مستويات ومسؤوليات ومناصب حكومية وحزبية وبرلمانية وحتى تجار سياسة .. إلخ . كل هؤلاء كانوا يتباكون كذبا ونفاقا ، على ما يتعرض له العراق ، نتيجة الحصار الإقتصادي الدولي ، كلهم شركاء في الجريمة ، جريمة نهب أموال العراق وتدمير إقتصاده الوطني وحرمان أهله من ثرواته ، كل هؤلاء مطالبون اليوم بإستراجع ما سرقوه من أموال الشعب بطرق ملتوية وغير مشروعة ، وأن هناك وثائق وشهادات وأدلة مادية بأسماء أشخاص وحكومات وأحزاب ومؤسسات .. تؤكد إشتراكهم بتلك الجريمة. واليوم من حق الشعب العراقي أن يقاضيهم على ما إرتكبوه من مآس وويلات وعذبات بحقهم ، من خلال عملية إستمرار الحصار الإقتصادي وإستخدامه بأبشع صوره ، والذي أدى الى قتل وتعويق مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ، وكذلك مساندتهم لدكتاتورية صدام وتأييدها ، مقابل حصولهم على كوبونات النفط ورزم الدولارات والحسابات المالية والرشاوي المختلفة . هؤلاء المرتزقة الذين وقفوا بالأمس ، مع جرائم صدام وحروبه العدوانية وسكتوا عنها ، نفسهم اليوم يدعمون ويأيدون زمر الإرهاب وعصابات الجريمة وأعداء العملية السياسية في العراق ، ويقفون بوجه أية خطوة تساهم في إستقرار العراق وإستقلاله وإعماره أن هذه الكارثة الإنسانية تعتبر من جرائم العصر الكبرى ، التي تحالف فيها نظام صدام مع بعض موظفي المنظمة الدولية وشخصيات محلية وعربية ودولية ، لتسخير وتحويل برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء ، الى برنامج النفط مقابل بقاء صدام في السلطة لأطول فترة ممكنة بالضد من إرادة الشعب العراقي ، الذي كان يعاني من إرهاب صدام وحماقاته السياسية والحصار الإقتصادي الذي فرض عليه بالقوة ، وليس على الدكتاتورية صاحبة التاريخ الأسود. هكذا إذن طبق برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء من قبل هذه المنظمة الدولية ، التي من المفترض أن تهتم بحقوق الإنسان وحريته وحياته ، قبل الإلتفاف عليه والتواطئ مع أبشع دكتاتورية عرفها العصر الحديث.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |