|
تلبية مطاليبنا! جواد كاظم خلف في العهد الملكي كان هناك شخصآ يدعى خليل، لاعلاقة له بالسياسه ولا بخير المجتمع أو شره ، حياته رتيبه، بعد العمل يذهب إلى داره ليتغدى وينام حتى العصر حيث يخرج إلى مقهى بغداديه في قلب العاصمه ، يقضي بعض الوقت قبل أن يشتري ,, ربعية عرق،، ليعود إلى بيته وهكذا في كل يوم! حدثت أزمه , خمريه،، أثلجت صدور المتدينين وأحرقت أعصاب المدمنين ومنهم خليل....كان صاحبنا عصبيآ ويؤكد إن ألأوضاع سوف لن تستمر إلا أيامآ ويتم تحشيد قوى الشعب لمعاقبة المقصرين ، تحول خليل إلى ثائر في المقهى ثورته دون حدود وبينما كان صاحبها يأتي إليه بالشاي تلو ألآخر كانت عصبية خليل تأخذ أبعادآ جنونيه ، كان ينادي بصوت عالي على كل من يدخل متسائلآ عن مستجدات ألأزمه العرقيه!!..كان خليل في واد والشعب في واد آخر حيث التوتر بين الحكومه والأحزاب والنقابات بسبب مستوى المعيشه وتوجهات الحكومه لعقد ألأحلاف المشبوهه ... بالصدفه وأثناء ثورة خليل في مقهاه تناهى إلى سمعه وسمع الرواد آلآخرين ضجيج جموع تقترب من أمام المقهى ...خرج من في المقهى وبضمنهم خليل ليشاهدوا مظاهره ضخمه ولافتات كتبت عليها مطالب كثيره، عمل، أجور، عداله ومساواة وحريات ...الخ ... قفز خليل متورد الوجه وقد صدق حدسه!وصرخ بأعلى صوته بما لم يخطر على بال منظمي التظاهره، فلتسقط الحكومه!فلتسقط الحكومه.....هاج المتظاهرون ، لتسقط الحكومه !..... رفع المتظاهرون خليل في أول صف من متقدمي المظاهره على أكتافهم وهو يصرخ بهستيريا ، لتسقط الحكومه !بينما يردد الجميع ذلك خلفه! وصلت المظاهره أمام مقر الحكومه التي أرعبت من هذا الهتاف !كان وزيرآ قد كلف على عجل بحل الموضوع بالتي هي أحسن والتفاوض على أي شيئ يريده المتظاهرون والأستجابة لمطاليبهم قدر المستطاع... خرج الوزير أمام المتظاهرين والمئات من رجال الشرطه وطلب التفاوض.... هتفت الجموع لخليل بالدخول إلى مكتب الوزير للتفاوض نيابة عنهم!وهذا ماحصل... الوزير، ما الخطب؟ تفضل سيكاره! خليل، عرق ليش ماكو؟! الوزير مذهولآ، فقط قضية العرق؟!! خليل، كيف فقط؟ من عشرة أيام نحن دون عرق!أليس هناك ذمه أو ضمير؟؟ الوزير وقد أخذ نفسآ عميقآ من سيجارته وأنفرجت أساريره حيث نادى على أحدهم وأمره أن يأتيه بالقنينه التي في خزانة المكتب ...شوف عيني هذا لك اليوم ،بطل عرق زحلاوي وكل يوم سأرسل لك واحده إلى بيتك ولا تنسى أن تخبأها عند خروجك من مكتبي ألآن لعدم وجود كميه كافيه نوزعها على هذه ألحشود....وخرج مع خليل لتوديعه أمام الجماهير وتبادل حديثآ قصيرآ معه مع أبتسامات وسيكاره أخرى ....نزل خليل هاتفآ إن الحكومه قد لبت مطاليبنا!! ,, ولكن أية مطالب؟!،، وهنا بدأت القبلات والغناء وصدح الموسيقى والتهاني وتفرقت المظاهره وكان لخليل ماأراده.... هل لبت أميركا مطالبنا؟ ومن فاوضها قبل ألأحتلال وبعده؟؟...أتمنى أن لايكون ,, خليل!!!!،،
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |