السر في تباين تصريحات وزيري الداخلية والخارجية

المهندس صارم الفيلي

ماجستير هندسة توليد طاقة
 sarimrs@hotmail.com

sarimrs@tele2.com

 

 حمل وزير الداخلية بيان جبر الزبيدي بعنف على المملكة العربية السعودية امس الاحد قائلا نرفض ان يعلمنا بدوي يركب الجمل (حقوق الانسان والديمقراطية في العراق) وردا على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل حول تدخل ايران في العراق قال الوزير في مؤتمر صحافي في عمان ان الكلام السعودي مجانب للحقيقة ونحن نعرف منطلقاته وحقيقة دوافعه غير المعلنة.

أشارة الى كلمتة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، بأن الأمريكان سيسلمون البلاد الى أيران،مهاجما الدستور العراقي المكتوب من قبل الشعب، بقوله أنه سيعزز من مكانة الشيعة والكورد على حساب العرب السنة.

 هذا الوزير الذي أعترف بأشتراك دولته في قمع انتفاضة المحرومين الشعبانية , مذكرا الأمريكان بالتعاون السعودي معهم , الذي سبب كل تلك المقابر الجماعية , واطال من عمر نظام صدام سنين طوال , دون ان نسمع من السعودية أدانة جدية للمذابح الجماعية التي ترتكب من سلفييهم ضد العشرات من شيعة العراق يوميا، من بسطاء يسعون الى مكاسبهم ومعايشهم بصدور خالية، ألا من الأيمان وحب الحياة ؟ أوأعتذارا منها لمساعدتم صدام وهو يذبح شعب العراق وينتهك الحرمات ويثكل الأمهات ويرمل النساء ويشعل الحروب وينتهك المقدسات ويبيع العراق أو يرتهنه.

 أقول ان كلمة السيد وزير الداخلية , رغم جرأته , فأنها لاترتقي بالكامل لوصف هؤلاء الذين أنحدروا الى تحت مستوى وحوش الغابة ليظهروا حقدهم على كل مايمت للتشيع بصلة , قتلهم حلال وفق مذهبهم وسفك دمائهم مستباح، بل مبعث للشعور بالفرح والغبطة في شارعهم الطائفي.

 الغريب في الأمر هو موقف وزير خارجيتنا المنتقد لصوت الضمير العراقي , لصوت الساحة العراقية التي شهدت ولازالت غليانا شعبيا عارما ضد مواقف حكام نجد والحجاز .

 هذا الصوت الذي يعبر عن الشعور بالعزة والكرامة الوطنية التي تطالب الكل في أعادة صياغة العلاقة مع دول الجوار الطائفية المضادة لتطلعات الشيعة في العيش على أرضهم والتمتع بخيراتهم بعد عشرات السنين من الحرمان والتقتيل والتهجير ضدهم .

 ليبرهن وزير خارجيتنا المحترم بعده عن كل ذلك , وليبدي أسفه هو "لا أسف الغالبية الشيعية " لصدور تلك التصريحات من وزير زميل له في الحكومة .

 واضاف زيباري في ختام اجتماع للجنة وزارية عربية إن وزارته هي المختصة بتناول علاقات العراق مع العالم الخارجي.

 وقال زيباري "نحن نقدر بإحترام موقف وزير الخارجية السعوديإإإ" .

 ليسمح لنا الزيباري بسؤاله من تقصد بنحن ؟ وهل كانت لسعادتكم أية ردود على تحريضات الأمير السعودي لعزل الشيعة العراقيين من جديد , أم انك وزير خارجية العراق مطروحا منه الشيعة الذين يمثلون الغالبية العراقية ؟ أذن انك تعرب عن رأي الأقلية السنية , وأسمح لنا بأن نستخدم الفرز الطائفي , لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى , ونحن نرى أجساد أحبتنا تتناثر وأعراضهم تنتهك ولا تحركون ساكنا ولو بتصريح أدانة من النوع الخجول كما هو ديدن الجامعة العربية .

 وبذكر الجامعة نقول لأمينها العام أنك غير مرحب بك في بغداد ان لم تغير وجامعتك الخرفة من الأسس التي تتحكم بكم في قياس الحالة العراقية .

 وان تتخلوا عن قلب الحقائق وتسويق أشياء ليس لها واقع سياسي , بتصريحات أو مشاريع كيدية أو غير جدية تكون كفقاعة تنفجر قبل ان تبدو , ونحن نعلم ان من أعطاكم هذه الثقة قد خبر فيكم ذلك السياسي المحترف في تسويف وقلب الحقائق وتسويق الأباطيل , والحالة العراقية أوضح مصداق لذلك .

 ان نماذج منكم تدعونا الى اليأس من كل ماتحملوه ألينا من أفكار" مؤامرات" اننا سمعنا عن سياسين محترفين للأنتهازية , لكن وفق قواعد ربما تكون مقبولة للبعض قد تجد لها فجوة تستطيع ان تجد فيها مكان يستعصي الكشف بسهولة .

 أما أمثالكم من المحرضين دوما ضد العراق الجديد ومنظمي مؤتمرات الصداميين , فنحن على يأس كامل من كل مشاريعكم البعيدة كل البعد عن الوضوح والشفافية .

 نرجع الى الأجابة عن سؤال الموضوع .

 السر كامن فيما ذكر في جريدة الوطن الكويتية قبل اسابيع قليلة لدور وفيق السامرائي الذي بدأ بجولات مكوكية بين القيادات السنية المعارضة للدستور ونقل رسالة من الطالباني تحثهم على الانخراط في العملية السياسية وتنظيم صفوفهم استعدادا للانتخابات المقبلة ليكون لهم تمثيل جيد في الجمعية الوطنية يحفظ حقوق السنة العرب ومصالحهم في العراق الجديد، وذكرت مصادر مقربة من الرئاسة العراقية لـ «الوطن» هاتفيا من بغداد «ان طالباني يعمل لاستجذاب السنة العرب الى جانب الأكراد وصياغة تحالفات جديدة للمرحلة السياسية المقبلة لمواجهة اي هيمنة شيعية في الجمعية الوطنية الجديدة التي ستنتخب في ديسمبر المقبل».

ووفقا للمصادر نفسها فان السامرائي «ابلغ القيادات السنية العربية بضرورات وأهمية تحالف سني عربي ـ كردي» و«استثمار تحالف عربي ـ كردي يشكل حلقة مركزية في الاستقطابات السياسية في العراق خلال الاشهر المقبلة».

وكان من ابرز افرازات ونتائج الاتصالات التي اجراها اللواء السامرائي والرئيس الطالباني أن توصل الاثنين الى اتفاقات وتفاهمات محددة تصيغ مواقف مشتركة في استجذاب القيادات السنية العربية الاخرى للتجمع العربي ـ الكردي الجديد».

وكان السامرائي نجح في اقناع الناطق الرسمي باسم «مؤتمر اهل السنة العرب» .

 لنجد صدى كل ذلك في تحويل البعثيين الصداميين لعاصمتهم التفاوضية الى كردستان في هذه الأيام .

 نقول لأخواننا الكوردستانيين لا تنسوا تحالفاتكم الستراتيجية مع شيعة العراق فهم عمقكم في أكثر من صعيد , وأذكروا جزاريكم وجزاري الشيعة ممن قضوا سنوات طويلة من حياتهم يمتهنون القتل والأبادة والتنشريد .

 تجاوزوا ياأخوان لصغائر الأمور واعلموا ان الدول العربية الطائفية هي دول عنصرية ايضا .

 ولا يرتاح لهم بال الا بأعادة مجدهم الضائع وهيمنتهم التاريخية الظالمة بحق الشيعة والكورد لتعاد انتاج مجازر جديدة .

 وان أمريكا غير باقية في العراق , كما ان مصالحها فوق كل شئ فهي لاتضحي بعلاقاتها الستراتيجية مع دور أقليمية كبرى لمصلحة الكورد , وان أقتضت الظروف فهي تبيعكم لتلك المصلحة كالسابق .

 أما الدول العربية فهي غير ذات أرادة مستقلة عن القوة العظمى .

لاتغتروا ياأخوان ان ان قاموا لكم وجعلوكم في مجالسكم ووعدوكم بأشياء .

 ابعدوا يا أخوان العراق من كل هذا التدافع السياسي الخارجي الذي لا يخضع لقاعدة تبعث في قلوبكم الأطمئنان وانما كل ما يدور حولكم هو صدى لأحقاد خارجية وداخلية على أخوانكم وحلفائكم من شيعة العراق.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com